عام على "استراتيجية حقوق الإنسان" في مصر: 45 وفاة في السجون والمزيد من الإعدامات

10 سبتمبر 2022
الانتهاكات مازالت مستمرة وأحكام الإعدامات السياسية في ارتفاع (محمد الشاهد/ فرانس برس)
+ الخط -

أصدرت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، بمناسبة مرور عام على إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في مصر، تقريراً عن أوضاع حقوق الإنسان طول تلك المدة، ورصدت وفاة 45 معتقلا سياسيا وسجينا جنائيا، وتنفيذ حكم الإعدام بحق 7 وإصدار 32 حكما بالإعدام، وإحالة أوراق 6 معتقلين متهمين في قضايا سياسية للمفتي.

كما رصدت الشبكة استمرار حبس 56 صحافيا وإعلاميا، واستمرار حبس المئات من المحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان".

ويوافق، اليوم السبت، العاشر من أيلول/ سبتمبر 2022 مرور عام على إطلاق الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، "الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان" في احتفالية كبيرة، وبحضور عدد كبير من الشخصيات السياسية والدبلوماسية الدولية، للإعلان عن عهد جديد تصان فيه كرامة وحياة المواطن المصري بمختلف انتماءاته، أو هكذا قيل وقتها.


وحملت معظم بنود الاستراتيجية القومية أمنيات قوبلت بالترحاب من قبل البعض، والتشكيك من آخرين في نوايا السلطات من وراء إطلاقها.

وقالت الشبكة عن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، في تقريرها، إن البعض تمنى النهوض بجميع جوانب ملفات حقوق الإنسان في مصر، وذلك من خلال حماية واحترام مختلف حقوق المواطن المصري بشكل عام، والمسلوب الحرية (السجين) بشكل خاص، بل إن فقرات وبنود ما احتوت عليه الاستراتيجية القومية، لم يكن مختلفا عما هو موجود بفقرات دستور 2014، بل يمكن القول إنه جاء مطابقا لما ورد به وبالقوانين المختلفة المعمول بها فى مصر، والمواثيق والمعاهدات الدولية الموقعة عليها مصر.

الأرقام والأحداث والوقائع تجعل منها استراتيجية أقرب إلى صناعة الأوهام والأكاذيب"

وتابعت الشبكة: "ورغم الوعود والأمنيات التي صاحبت انطلاقها، إلا أن المتابع الجيد لملف حقوق الإنسان الكارثي في مصر، سيجد أن الأرقام والأحداث والوقائع تجعل منها استراتيجية أقرب إلى صناعة الأوهام والأكاذيب".

وقالت الشبكة إن الأرقام الواردة في التقرير "تؤكد أكذوبة هذه الاستراتيجية؛ فالانتهاكات لازالت مستمرة وأحكام الإعدامات السياسية لا تزال في ارتفاع، وأعداد المعتقلين السياسيين أيضا في ارتفاع، مع تدوير المئات من  المعتقلين المخلى سبيلهم، سواء الحاصلون على أحكام بالبراءة أو بقرارات من النيابة، أو الذين أمضوا فترة محكوميتهم، ولم يكونوا مطلوبين في قضايا أخرى، أو صدر بحقهم أحكام أخرى، وغير ذلك من الانتهاكات الحقوقية في طول البلاد وعرضها، والتي تفتقد لأدنى المعايير الدولية لحقوق الإنسان".

وتابعت الشبكة: "دأبت السلطات المصرية على استخدام هذه السياسة بحق المعتقلين، بالمخالفة للمبادئ الإنسانية ولمواد الدستور المصري والمواثيق والقوانين المصرية والدولية، والتي تصون كرامة وحياة المواطن المصري، وخاصة إذا كان هذا المواطن معتقلاً أو سجيناً مسلوب الحرية ومريضاً في أشد الاحتياج إلى مد يد المساعدة والرعاية".

وأكدت الشبكة المصرية أن "مصر لا تحتاج إلى إطلاق استراتيجية لحقوق الإنسان لصيانة حياة وكرامة المواطن المصري؛ ولكنها تحتاج إلى تطبيق عادل ومنصف لمواد الدستور وللقوانين".

كما بينت أن الاستراتيجية القومية لحقوق الإنسان "أكذوبة إعلامية لم تتحقق على أرض الواقع"، وشددت على أن "السلطات المصرية أحوج ما تكون إلى صدق النوايا وإخلاص العمل، وإذا أرادت تحويل الاستراتيجية إلى واقع ملموس؛ فعليها أن تفي بوعودها المتعلقة بإيقاف كافة أشكال الانتهاكات، وإخلاء سبيل جميع المعتقلين السياسيين، والتوقف عن اعتقال المزيد منهم، ومحاسبة المتورطين في كافة أشكال الانتهاكات".