عكا تستعد لاستقبال آلاف الزوار في عيد الفطر
تستعدّ مدينة عكا، أقدم وأهم مدن فلسطين التاريخية بالداخل الفلسطيني لاستقبال آلاف الزوار في عيد الفطر، القادمين من المدن المجاورة لقضاء هذه المناسبة الدينية في "قاهرة نابليون".
وككل عام، تتحوّل عكا خلال الأعياد الدينية والمناسبات إلى وجهة للمتنزهين والمحتفلين. فالمدينة ذات الخمسة آلاف عام من المدن الفلسطينية العريقة، وهي ساحرة بجمالها وبلدتها القديمة وأسواقها ومينائها وآثارها وأسوارها، وقد نالت اعتراف "اليونسكو" كمدينة تراث عالمية سنة 2001. كذلك تضمّ المدينة القديمة المسورة تسعة مساجد، جميعها بُنيت قبل النكبة، وأبرزها مسجد الجزار.
ويقطن في عكا 20 ألف عربي من فلسطينيي الداخل من أصل 50 ألفاً من سكان المدينة، وتصل نسبتهم إلى 40 بالمائة، وهي الأعلى في المدن الساحلية أو المختلطة.
يجد المحتفلون بعيد الفطر والمتنزهون في عكا، وتحديداً العائلات مع أطفالهم، الكثير من النشاطات لقضاء الوقت، ومنها جولات في السفن بمرسى الصيادين لميناء عكا وركوب الحناطير، وامتطاء الأحصنة الصغيرة، إلى جانب الاستمتاع بأجود الحلويات والعصائر الطازجة، دون إغفال ما يميز هذه المدينة، المطاعم التي توفر الأسماك الطازجة من صياديها.
يقول الشيخ عباس زكور، ابن مدينة عكا لـ"العربي الجديد"، إنّ "سبب انجذاب السياحة الداخلية إلى عكا، وخصوصاً في العيد، أنها مدينة التاريخ والحضارة والسياحة والجمال. إنها ابنة 5 آلاف سنة، وتجمع ما بين الماضي والحاضر، محط أنظار الباحثين عن المتعة والفرح".
ويضيف: "الحمد لله، هناك تعاون كبير جداً من طرف شخصيات وقيادات وبلدية عكا لتنظيم استقبال عشرات الآلاف من الراغبين في زيارة عكا، ولا يسعنا إلا أن نشجعهم ونشد على أياديهم لأنها اختاروا المدينة، إن في ذلك دعماً لأهلها وتجارها وأسواقها".
ويوضح أن في المدينة الكثير ما يغري لزيارتها، بحرها وشواطئها والسفن والميناء والحناطير ومدن الملاهي والأماكن الأثرية تحت الأرض وفوقها، إضافة الى طيبة أهل عكا الذين يحبون الضيوف.
وينال مسجد الجزار حصة الأسد بالنسبة إلى الزائرين، نظراً لعراقته وجماله. ويقول زكور للذين لا يستطيعون الوصول إلى تركيا إنّ عكا هي "إسطنبول الصغيرة" وتجدون فيها كل ما تجدونه في تركيا.
ويفيد الشيخ زكور بأن الأسعار في المدينة في متناول الجميع. مضيفاً أنه "في أيام العيد لا يقل عدد الزوار عن مائة ألف في السنوات السابقة، لقد كانت عكا دائماً في الصدارة واكتشفت بالسنوات الأخيرة للسياح الداخليين، هناك 40 بيت ضيافة ومعظم مالكيها من العرب".
وشهدت عكا تحولاً بعد الانتفاضة الثانية للقدس والأقصى عام 2000، وأصبحت قبلة للزائرين في الأعياد الدينية، وهذا المشهد كان أقل بكثير في سنوات سابقة، وذلك بسبب الوضع السياسي المتوتر الذي نشب في تلك الفترة بين العرب واليهود.