فتح مدارس لاحتضان النازحين اللبنانيين وسط العدوان الإسرائيلي

23 سبتمبر 2024
مركز إيواء مستحدث للمهجّرين من جنوب لبنان في بيروت، لبنان، 23 سبتمبر 2024 (حسين بيضون)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تهجير اللبنانيين بسبب القصف الإسرائيلي**: أدى القصف الإسرائيلي المكثف على جنوب لبنان إلى تهجير العديد من السكان نحو مدن صور وصيدا وبيروت والبقاع.

- **استحداث مراكز إيواء للمهجرين**: وجه وزير الداخلية اللبناني بفتح مدارس ومعاهد رسمية كمراكز إيواء في مناطق متعددة، مع طلب مواكبة أمنية لعمليات النزوح.

- **جهود الحكومة اللبنانية في الإغاثة**: عقدت "لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية" اجتماعاً طارئاً لمتابعة الوضع وتنسيق الجهود مع المنظمات الدولية لتقديم المساعدة.

راح القصف الإسرائيلي المكثّف على جنوب لبنان يُهجّر أهله مرّة أخرى، إلى جانب أوامر الإخلاء الشبيهة بتلك التي يوجّهها الاحتلال إلى فلسطينيي قطاع غزة منذ بداية حرب الإبادة عليهم قبل نحو عام. ومنذ صباح اليوم، تُنقَل مشاهد تُظهر مواطنين لبنانيين من بلدات وقرى جنوبية تركوا بيوتهم وحملوا ما استطاعوا من متاع وتوجّهوا شمالاً نحو مدينتَي صور وصيدا الجنوبيّتَين وكذلك بيروت والبقاع ومناطق أخرى.

كثيرون هم الذين لا يملكون مكاناً يلجأون إليه، لذا كان لا بدّ من استحداث مراكز إيواء لهؤلاء الذين يهجّرهم عدوان إسرائيل الأخير. وفي هذا الإطار، في ضوء متابعة المستجدات الأمنية، أعطى وزير الداخلية والبلديات اللبناني في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي توجيهات إلى المحافظين للتعاون في سياق "عملية النزوح الكثيفة من المناطق الجنوبية". وقد عقد مولوي اجتماعاً مع خلية الأزمة في وزارته، بحضور مديرة الإرشاد والتوجيه لدى وزارة التربية والتعليم العالي هيلدا خوري، وتقرّر في ضوء ذلك فتح عدد من المدارس والمعاهد الرسمية مراكز للإيواء، "حرصاً على سلامة المواطنين اللبنانيين وأمنهم".

مدارس ومعاهد تتحوّل إلى مراكز لإيواء المهجّرين 

وبحسب ما أوضحه وزير الداخلية والبلديات اللبناني، فإنّ تلك المدارس والمعاهد الرسمية تُحصَر حتى الساعة في مناطق محدّدة، لتوفير ملجأ للبنانيين المهجّرين من جنوب لبنان وكذلك من منطقة البقاع شرقيّ لبنان التي يستهدفها العدوان الإسرائيلي كذلك. وتتوزّع تلك المنشآت التربوية في هذه المناطق:

زحلة والبقاع (شرق لبنان)

معهد التعليم والتدريب حوش الأمراء زحلة

ابتدائية قب الياس الرسمية 

مدرسة القرعون الرسمية

بعلبك الهرمل (شرق لبنان)

متوسطة دير الأحمر الرسمية

صور (جنوب)

مدرسة صور الرسمية 

منطقة بيروت وضواحيها

مجمّع دولة الرئيس نبيه بري في بئر حسن 

المدرسة الفندقية الدكوانة

طرابلس (شمال)

المعهد الفندقي - الميناء طرابلس.

تُضاف إلى هذه المنشآت مدارس رسمية في المناطق الآمنة من جنوب لبنان، فيما تقوم مدارس ومعاهد رسمية في مناطق جبل لبنان (غرب)، تحديداً الشوف وعاليه وبعبدا، باستقبال النازحين. كذلك سوف يُعلَن عن مواقع إضافية لمراكز إيواء عند الحاجة.

وقد طلب مولوي من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية كافة "مواكبة عمليات النزوح والإيواء، ومساعدة المواطنين اللبنانيين وحفظ الأمن والنظام والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن وزارة الداخلية والبلديات.

حكومة لبنان تتابع شؤون الإغاثة والتهجير

في سياق متصل، عقدت "لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية" اجتماعاً طارئاً في السراي الحكومي، اليوم الاثنين، وترأس جانباً منه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء. وقد أفاد منسّق اللجنة، وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين بأنّ الاجتماع الطارئ "بحث في الوضع المستجدّ والاعتداءات (الإسرائيلية) الأخيرة"، خصوصاً مع استهداف المدنيين والمناطق المأهولة في جنوب لبنان والبقاع الغربي (شرق).

أضاف ياسين، بحسب ما جاء في بيان رسمي: "نتابع أعداد النازحين ونجري إحصاءً ومسحاً عبر غرف ولجان الطوارئ وإدارة الكوارث والأزمات في المناطق عبر المحافظين والقائمقامين والبلديات لكي نأخذ صورة عن هذه الأعداد وكيفية توزيعها". أضاف أنّهم عمدوا كذلك إلى "تفعيل عمل غرفة العمليات المركزية وسوف تكون اجتماعاتها مفتوحة ابتداءً من الآن، من أجل تفعيل كلّ الخطوات والأمور التي وضعناها في خطة الطوارئ الوطنية لمساعدة النازحين وإغاثتهم"، مشيراً إلى أنّ ثمّة "شقاً يتعلّق بالصحة تقوده وزارة الصحة العامة".

وعن الإغاثة، قال وزير البيئة إنّ المشاركين في اجتماع "لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية" تناولت هذا الموضوع، ولفت إلى تقارير عن انتقال مهجّرين إلى مناطق في جبل لبنان وأخرى في البقاع الغربي وبيروت. أضاف ياسين أنّ تنسيق عمليات استيعاب المهجّرين مستمرّ، وأنّ "من المؤكد أنّه سوف يكون هناك تنسيق مع المنظمات الدولية والهيئات الإنسانية". وتابع أنّ كلّ الوزارات تعمل لمتابعة الاحتياجات بصورة دقيقة، مشيراً إلى عدم توفّر "إحصاء دقيق لعدد النازحين حتى الآن".

المساهمون