تعجز معظم خيام النازحين المُشيّدة في الشمال السوري عن مواجهة العواصف المطرية والرياح الشديدة مع بدء فصل الشتاء، ما يعمّق المعاناة الصعبة التي يعيشها أهالي المخيمات جراء تردّي الأوضاع المعيشية وسوء الأحوال المادية وارتفاع نسبة البطالة، بالتزامن مع انخفاض نسبة الاستجابة للمنظمات الإنسانية في مناطق المعارضة شمالي غرب سورية.
ويراقب قاطنو المخيمات حالة الطقس بشكلٍ مستمر، ولكن ليس باليد حيلة لمواجهة العواصف والأمطار. فرغم علمهم بالمنخفض الجويّ الشديد الذي ضرب محافظة إدلب يوم الثلاثاء الماضي، لم تكن لديهم إمكانية فعل أي شيء.
وقال الشاب معتز السعيد، وهو نازح يعيش في مخيم للنازحين على أطراف بلدة كفر يحمول، شمال محافظة إدلب، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "جميع سكان المخيم يعانون هنا، ولم يستطيعوا تأمين متطلبات واحتياجات فصل الشتاء"، مضيفاً: "تعصف الرياح بالخيام القديمة، والأهالي يغطّون أبناءهم بالأغطية حتى يناموا"، مناشداً بتقديم المساعدة "من كل من يستطيع فعل ذلك"، معتبراً أنه "مهما كانت المساعدة، فالعودة إلى ديارنا هي الحل الأفضل".
بدوره، أكد جمعة شحادة، وهو نازح من مدينة خان شيخون، لـ"العربي الجديد": "قضيت ليلة قاسية البارحة مع أطفالي، مياه الأمطار دخلت الخيمة من جميع الجهات، ولم يبق شيء في الخيمة من أغطية و سجاد إلا وتبلل بماء المطر".
من جهته، أشار عبود حمود السالم، وهو أحد قاطني المخيم، إلى أن "الخيام مهترئة، ولا توجد مواد تدفئة"، مؤكداً: "أطفالي مرضى، ولو كنت أستطيع الانتقال إلى مبنى إسمنتي لما تردّدت".
وكان فريق "منسقو استجابة سورية" قد أوضح، في آخر إحصائياته، أن "الأضرار لحقت بـ41 مخيماً للنازحين شمالي غرب سورية نتيجة العوامل الجوية خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي"، مؤكداً أن "131 خيمة تهدمت بشكلٍ كامل، و246 خيمة تضررت بشكلٍ جزئي، بالإضافة إلى تضرر 3784 نازحا كانوا يقيمون داخل تلك الخيام".