فعاليات التضامن مع الأسير الفلسطيني المضرب ماهر الأخرس تتواصل ومطالبات بمقاطعة محاكم الاحتلال
واصل فلسطينيون فعاليات الدعم للأسير الفلسطيني ماهر الأخرس المضرب عن الطعام منذ 79 يوما ضد اعتقاله الإداري من دون محاكمة ولا تهمة، ونظمت هيئات شؤون الأسرى الفلسطينيين، الثلاثاء، وقفة مركزية أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة البيرة، والذي قام موظفوه، أمس الاثنين، بإخلائه بعد اعتصام عدد من الأسرى المحررين بداخله.
وشارك في الوقفة ممثلون لهيئة الأسرى والهيئة العليا للأسرى ونادي الأسير، وأسرى محررون، وممثلون عن منظمة التحرير الفلسطينية، وانطلقت خلالها دعوات للمؤسسات الدولية والصليب الأحمر بالتحرك من أجل حماية الأسير ماهر الأخرس من خطر الموت، وكذا الأسير المريض إسماعيل العارف، والذي لا تعلم عائلته شيئا عن وضعه الصحي، كما أطلقت دعوات لمقاطعة محاكم الاحتلال.
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، خلال كلمة له، إن "محكمة الاحتلال العليا ارتكبت جريمتين في قضية الأسير الأخرس، بل فضيحتين بالمعنى القانوني، وهي محكمة تعمل بأوامر وتعليمات من جهاز مخابرات الاحتلال (الشاباك). قرار المحكمة، الشهر الماضي، تجميد الاعتقال الإداري للأخرس فضيحة وتمثيلية، إذ تم سحب السجانين، وفك قيوده داخل المشفى بعد تدهور وضعه الصحي، لكنه لا يمنع استمرار الاعتقال بعد تماثله للشفاء، وقرار المحكمة، أمس، بالتوصية بالإفراج عنه الشهر المقبل فضيحة أخرى. المحاكم عليها أن تبت وتقرر، لا أن تقترح، ولا أعرف على من تقترح المحكمة؟".
وطالب فارس باتخاذ موقف وطني ضد هذه الجرائم القانونية الإسرائيلية، معتمدا على حالة التقارب بين حركتي فتح وحماس مؤخرا؛ مشيرا إلى مقاطعة محاكم الاحتلال الإسرائيلي، وقال: "آن الأوان لاتخاذ قرار بمقاطعة تلك (الزرائب)، فهي ليست محاكم، لنسقط ورقة التوت عن هذه العورة القبيحة للاحتلال، وهذا قرار ضروري، وستكون له تداعيات كبيرة بالمعنى السياسي والقانوني".
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدري أبو بكر، لـ"العربي الجديد"، إن "محاكم الاحتلال تقول لا نتدخل بالأمن، بينما الأسير الأخرس محكوم من الحاكم العسكري، ولم يعترف بأي تهمة، ولا توجد قضية أو تهمة موجهة إليه، وهو محكوم بشكل غير قانوني، وقد رفض بشكل قاطع ذلك، ويريد الإفراج عنه بشكل فوري، وهذا حقه، ونحن معه أيا كان موقفه، فقد اعتقل أربع مرات سابقا، ولا ثقة لديه بمحاكم الاحتلال".
وقال الأسير المحرر خضر عدنان، والمعتصم داخل مقر الصليب الأحمر في البيرة، لـ"العربي الجديد"، إن "الاعتصام في مقرات الصليب الأحمر في جنين وطولكرم والبيرة ونابلس وغزة، هي صرخة للمجتمع الدولي بأن صمته شراكة مع الاحتلال في قتل الأخرس وبقية الأسرى الفلسطينيين. الوضع الصحي للأسير الأخرس صعب، لكنه مصر على انتزاع الحرية، وقرار محكمة الاحتلال أراد التحريض عليه ليقول الناس لماذا لا يقبل؟ بينما هو لن يقبل بعد كل هذه المدة من الإضراب ما كان يقبل به في اليوم الثلاثين، ومن حقه أن يأخذ انتصارا".
وفي قضية أخرى، طالبت سهام محمد، زوجة الأسير المريض إسماعيل عارف والتي حضرت مع عائلتها إلى الاعتصام، الصليب الأحمر وكل المؤسسات الفلسطينية والدولية بتوفير معلومات عن وضعه الصحي، إذ من المفترض أن يخضع لعملية استئصال كلية.
وقالت محمد لـ"العربي الجديد": "ما حصل مع زوجي تسبب به الإهمال الطبي، إذ أزيلت له حصوة في الكلية قبل أربعة أعوام، لكنه ظل يعاني، ليخضع قبل أشهر لعملية جراحية لإزالة الحصوة، لكن الإهمال الطبي تسبب بتضرر الكلية"، مؤكدة أن "العائلة، منذ الأحد الماضي، لا تعلم عنه أي شيء، ولا نعلم إن كان خضع للعملية الجراحية".
وأعلن نادي الأسير الفلسطيني أن أكثر من 30 أسيراً في سجن "عوفر" شرعوا، اليوم الثلاثاء، بإضرابٍ مفتوحٍ عن الطعام دعما للأسير ماهر الأخرس، وأن إدارة السجن نقلت الأسرى المضربين إلى العزل في قسم 18، علماً أن عدد الأسرى الفلسطينيين في سجن "عوفر" قرابة 850 أسيراً.
وأكد النادي أن خطوات نضالية شرع الأسرى في تنفيذها داخل سجون الاحتلال منذ عدة أيام، احتجاجا على تجاهل مطالب الأسير ماهر الأخرس، وضد استمرار عزل مجموعة من الأسرى، ومنها إرجاع وجبات الطعام، وإخلاء الأسرى مسؤوليتهم التنظيمية في الأقسام.
ونشر نادي الأسير، الثلاثاء، تفاصيل عملية القمع التي نفذت بحق الأسرى في سجن "إيشل" أمس، وأوضح أن قوة من وحدات "المتساداه" اقتحمت قسم 10، وقيدت الأسرى، وعددهم قرابة 20 أسيراً، واعتدت عليهم بالضرب المبرح، علماً أن جزءا منهم يعانون من أمراض مزمنة، كما نقلت إدارة السجن ممثل القسم عبد الباسط بدوي إلى زنازين العزل الانفرادي، وقامت بتوزيع الأسرى على بقية الغرف، وخلال عملية نقلهم تعمدت رفع الأسير من القيود.
وصباح اليوم، رفض الأسرى الخروج إلى "الفورة" في ساحة السجن كخطوة احتجاجية.