- الفلسطينيون في المغرب، بما في ذلك الغزي أمير قديح، عاشوا العيد بمزيج من الألم والأمل، مشاركين الفرحة والحزن مع الأهل والأصدقاء، وسط تضامن مغربي واضح من خلال ارتداء الكوفية ورفع الأعلام.
- "عيدنا يوم عودتنا" تعبير يلخص آمال الفلسطينيين في العودة وإقامة دولة ذات سيادة، مع استمرار المغاربة في دعم القضية الفلسطينية من خلال مبادرة "عيدنا فلسطيني" والتأكيد على التضامن مع أهالي غزة.
"جاء عيد الفطر هذا العام حزيناً وبلا بهجة". هذا ما قاله الشاعر الفلسطيني مهند ذويب الذي يعيش منذ سنوات في العاصمة المغربية الرباط، واصفاً حال الفلسطينيين مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في القتل والإبادة في غزة، والتضييق على أبناء الضفة الغربية والقدس، وأيضاً ارتكاب مستوطنين اعتداءات تكررت في أيام العيد.
أضاف الذويب، في حديثه لـ"العربي الجديد": "يشعر كل فلسطيني بحزن في هذا العيد لاستشهاد أو إصابة أو أسر أو فقدان أحد أفراد عائلته أو أقربائه أو أصدقائه ومعارفه، لكن رغم كل القتل والتنكيل الإسرائيلي حاولوا تعظيم شعائر الله أولاً، وعدم منح المحتل نصراً آخر على أرواحهم، ففرح الفلسطينيون بقدر ما استطاعوا رغم انعدام كل مقومات الفرح والعيد".
وتابع: "أعياد فلسطين جميلة ولها مساحة في الذاكرة والقلب، لكنها كانت دائماً مغمّسة بالحزن وبالحواجز الإسرائيلية وبعدم القدرة على زيارة كل الأقارب بسبب العزل الجغرافي الذي يمارسه الاحتلال، وأيضاً بالحزن على الأسرى والشهداء. وهذا العام اختفت البهجة في كل فلسطين والبلاد العربية، وحلّ بدلاً منها التضامن والمؤازرة ورفع العلم الفلسطيني وارتداء الكوفية الفلسطينية والدعاء للصابرين والنازحين في قطاع غزة".
وأشار إلى أن مقولة الفلسطينيين في هذا العيد هي "عيدنا يوم عودتنا"، ورأى أن "هذه العبارة أصبحت أكثر قسوة، فالفلسطينيون هجروا ونزحوا عشرات المرات حتى تكدسوا في رفح التي يقول جيش الاحتلال إنه سيجتاحها، لذا عيدنا الحقيقي هو يوم يزول الاحتلال وتعلن الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة، ويوم عودة اللاجئين والنازحين والمهجرين والمغتربين إلى فلسطين الوطن والأرض".
ويلقي العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة بظلاله على الفلسطينيين الذين يقيمون في المغرب، والذين يتابعون بألم وقلق ما يعيشه سكان القطاع من إبادة جماعية، ويقضون أيامهم ولياليهم منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في انتظار تلقي اتصال أو رسالة هاتفية تشكل لهم جرعة سكينة على مصير أهلهم وذويهم.
وقال طبيب الأسنان الغزي أمير قديح الذي يقيم في مدينة وجدة (شرق)، لـ"العربي الجديد": "نحن في المغرب بين أهلنا وإخوتنا، ونعيش معهم فرحة تعظيم شعائر الله كما يعيشون معنا الأسف والحزن على ما يحدث في فلسطين من مجازر ومآس ودمار. ورغم كل ما يحصل في فلسطين يعظّم أبناؤها شعائر الله بالتكبير والتهليل، ويصنعون فرحة العيد بين الركام والدمار، ويذكرون الأهل والأصدقاء الذين فارقوهم".
أضاف: "يترحم كل فلسطيني اليوم على أحد أفراد عائلته وأصدقائه الذين ارتقوا إلى مولاهم في هذه الحرب الجائرة. ونحن على ثقة بأنهم عيّدوا في جوار ربهم في جنات الخلد. والمغاربة إخواننا لم تلههم أجواء العيد عن الدعاء لأهلهم في فلسطين بالصبر والثبات والفرج، وكأن هذا العيد جاء بنكهة فلسطينية فيها الحزن وأيضاً الفرح والأمل بفرج قريب".
وتذكّر قديح بألم بيته الذي هُدم بعدما كان في العيد الماضي مبتهجاً بزينة العيد، وقال: "كانت مساجد غزة بتكبيراتها وبشوارعها تمتلئ بالناس الذاهبين لصلة أرحامهم، كما يتذكر أسواق غزة والأطفال الذين يجمعون العيديات في أزقتها، في حين يبحثون الآن فقط عمّا يسد جوعهم. ورغم ذلك أثق بأنه مهما طال الليل لا بدّ أن تشرق الشمس أن تشرق من جديد، وتعود غزة إلى حالتها".
وحضرت الأعلام والرموز الفلسطينية بشكل لافت في احتفالات المغرب بعيد الفطر، في إطار مبادرة "عيدنا فلسطيني" التي أطلقتها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية)، ولقيت تجاوباً كبيراً في أنحاء البلاد. وأتت صلاة العيد مميزة هذا العام في مساجد المغرب ومصلياته، إذ حضرت الكوفية الفلسطينية، ما أكد استمرار المغاربة في دعم أهالي قطاع غزة. كما جرى تزيين الأحياء الشعبية وواجهات المنازل بالأعلام والرموز المختلفة.