قرّرت مجموعة من المصريات، تنظيم قافلة مساعدات شعبية لدعم النساء والأطفال في غزة والضغط بكافة الوسائل لدخولها في أسرع وقت للقطاع.
وقالت المجموعة في بيان لها: "مُدركات أن هذا ليس بديلاً عن تكثيف الضغط الشعبي لإيقاف الحرب وأنه بدون وقف دائم لإطلاق النار ستبقى الكارثة مستمرة. رسالتنا نسوية ووطنية فنحن منهن وهن منا.. لا يجمعنا فقط التضامن النسوي وإنما الكثير من الأواصر الجغرافية واللغوية والثقافية.. نعيش ظروفاً شبيهة بهن كنساء في المنطقة العربية".
وأضافت المجموعة "عشنا ظروف النضال ضد الاستعمار في مصر في فترات سابقة، ونعرف أن ثمن النضال ضد الاستعمار فادح والعيش في ظله وتحت سلطته أفدح وأقسى، ويغضبنا أن يستمر الاستعمار في القرن الواحد والعشرين بهذه الطريقة البشعة". وأوضحت أن المواد الإغاثية التي نستهدف جمعها في حملتنا تشمل الفوط الصحية مختلفة الأحجام للاستخدام العادي وما بعد الولادة، بالإضافة إلى أدوات النظافة الشخصية بما فيها المناديل المبللة بدون كيماويات، جيل معقم، فرش شعر، فرش أسنان، معجون أسنان، فوط قطنية وملابس، فيها عبايات، ترنجات، دفايات، ملابس داخلية، فانلات داخلية، سراويل، أحذية، كفوف لليد، ملابس أطفال..".
كما تستهدف القافلة أيضا جمع أدوية بما فيها من "مسكنات الدورة الشهرية، موانع الحمل، مثبتات الحمل، مسكنات، مضادات بكتيرية وفطرية مهبلية، هرمونات انقطاع الطمث، دهان التهاب الحلمات للمرضعات، كالسيوم وفيتامين د، حديد كبسولات".
وللأطفال، تعمل القافلة على جمع "حفاضات أطفال، حليب أطفال، أطعمة جاهزة للرضع (سيريلاك)، خافض حرارة أطفال، أدوية مغص للأطفال، ترمومتر لقياس الحرارة، رضاعات للرضع، ألعاب، كريمات منطقة الحفاضات".
وقالت المجموعة في بيانها لتدشين الحملة: "أكثر من 85 يوماً من الحرب على غزة والعدوان المتواصل بالقصف والحصار والتجويع والحرمان من الخدمات الطبية والإنسانية كافة، أكثر من 20 ألف شهيد، 70 بالمائة منهم من النساء والأطفال.. وما زالت دول العالم والدول العربية بين متواطئة وعاجزة في مواجهة العدوان الغاشم على غزة ومجلس الأمن حتى الآن عاجز عن تحويل قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار لحقيقة بسبب الموقف الأميركي، أما آلية إدخال المساعدات المنصوص عليها في المادة الرابعة من قرار مجلس الأمن الصادر 22 ديسمبر/كانون الأول فلم تفعل على أرض الواقع حتى الآن".
وأضافت "بعد انتهاء الهدنة الأخيرة في الأول من ديسمبر/كانون الأول عادت حرب الإبادة بوحشية أكبر وتعطلت أكثر وأكثر المساعدات الداخلة للقطاع من معبر رفح حتى أن قافلة اللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني الأخيرة وصلت العريش في 28 نوفمبر/تشرين الثاني ولم تمر من معبر رفح سوى بعد 16 يوماً كاملة ثم احتاجت يومين آخرين حتى تصل لمعبر العوجة.. الشكاوى والملاحظات نفسها تكررت من عدة جهات أهلية ورسمية من القطاع، وأكدته شكاوى أهلنا في غزة التي نطالعها عبر مواقع التواصل يوميًا ورصدتها التقارير الأممية حول ارتفاع مستويات الجوع في غزة حتى أن الخارجية الفلسطينية طالبت في 26 ديسمبر/كانون الأول الأمم المتحدة بالإعلان الرسمي عن وجود مجاعة في غزة".
وتابعت المجموعة "هنا في مصر.. حيث يوجد المنفذ الوحيد لأهلنا في غزة على العالم (معبر رفح) نبقى عاجزين عن إعلاء صوتنا بسبب تقييد الحق في التعبير والتجمع السلمي.. ويسيئنا بشدة عجز حكومتنا عن مواجهة البلطجة الإسرائيلية التي تمارس بحق السيادة المصرية على معبر رفح لا فقط على الفلسطينيين".
"نطالع صور مخيمات اللاجئين في رفح الفلسطينية وتتمزق قلوبنا ألمًا لما يجري لأشقائنا وشقيقاتنا على بعد أمتار من مصر. ورغم هذا كله نسعى لدعم أهلنا في غزة لا سيما من النساء. شقيقاتنا في غزة اللاتي صارت الأغلبية الساحقة منهن نازحات بأسرهن"، حسب بيان المجموعة.
وأضافت المجموعة "وسط كل هذا الخراب والدمار والقتل، يؤلمنا أن تشكو أخواتنا من الافتقاد لاحتياجات إنسانية بسيطة للنساء كالفوط الصحية ويسيئنا أن تخرج بعض الأصوات لتنعت هذه الشكاوى بالرفاهيات! يؤلمنا ألا يجدن ملابس داخلية وخارجية نظيفة أو لبن لأطفالهن أو بنجاً كافياً لإجراء عمليات الولادة أو مثبتات الحمل أو العلاجات الهرمونية المطلوبة في مرحلة انقطاع الطمث إلخ.. كل هذا ليس رفاهية البتة! كيف يمكن لأي امرأة أن تعيش بدون هذه الاحتياجات الأساسية خاصة وهي نازحة تبيت في العراء وتحتاج لكل ما يحافظ على كرامتها ويساعدها على الصمود في وجه كل هذه البشاعة".