لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم وأصيب اثنان آخران بجروح، اليوم السبت، جراء سقوط جزء من سور المدينة العتيقة الذي كان قيد الترميم منذ فترة في مدينة القيروان التونسية.
وأعلن الدفاع المدني، انتشال جثث ثلاث ضحايا من سقوط السور المبني من الحجارة القديمة، والذي يحيط بالأحياء القديمة لمدينة القيروان وسط غربي تونس.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، معز تريعة، إنّ "حادث انهيار السور التاريخي لمدينة القيروان وقع ظهر اليوم السبت، بينما كان عدد من العمال يباشرون أعمال الصيانة على مستوى باب الجلادين، ما تسبب في وفاة ثلاثة منهم وإنقاذ اثنين آخرين جرى نقلهما للوحدات الصحية في المدينة لتلقي العلاج" .
وأكد تريعة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "جزءا من السور انهار بشكل فجائي أثناء أشغال الصيانة والترميم التي ينفذها مقاول متعاقد مع السلطات المحلية والذي يتولى تشغيل العمال المتوفين".
وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني، أنه "تم توجيه سيارات الإسعاف وشاحنة إنقاذ إلى عين المكان، وأن فرق الإنقاذ التابعة للحماية المدنية بصدد القيام حاليا بعمليات البحث والتثبت من وجود ضحايا آخرين من عدمه، خاصة أن شاهد عيان أفاد بوجود تلميذين في المكان تزامنا مع سقوط الجدار".
وأوضح أنه "تم إغلاق الطريق المحاذية للسور لتأمين سلامة المارة والقيام بالمعاينات اللازمة على المكان الذي يشهد حركة كثيفة للراجلين".
السور التاريخي لمدينة القيروان.. إرث يتهاوى
ويحيط السور التاريخي لمدينة القيروان بجزء من المدينة العتيقة، ويعود تاريخ بنائه إلى عهد الخليفة العباسي المنصور وبه 6 أبواب، وقد شيّد على يد والي القيروان وقتها محمد بن الأشعث الخوزي.
وأعيد بناؤه حوالي عام 1054، في الوقت الذي كانت فيه المدينة لا تزال مزدهرة، كانت مساحتها لا تقل عن تسعة كيلومترات. وبعد الغزوات الهلالية حوالي عام 1057، تقلص حجم المدينة ومدى أسوارها بشكل كبير.
وعام 2018 أعلنت وزارة الثقافة الانتهاء من أشغال ترميم جزء من السور يصل طوله إلى 125 مترا وارتفاعه 7 أمتار.
وتمثلت الأشغال في إزالة الملاط (مادة بناء تستخدم لربط الطوب أو الطابوق أو الحجر ولملء الفراغات بينها) المتآكل كليا ورتق التشققات العميقة باستعمال عود العرعار، مع إعادة إنجاز الملاط باستعمال الجير الهيدروليكي.
وفي شهر فبراير/شباط الماضي، قال المنسق العلمي للتراث بالقيروان، فتحي البحري، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية "وات"، إن المعالم الأثرية في المدينة تعرضت منذ سنة 2011 إلى أكثر من 85 اعتداء تمثلت في بناءات دون رخصة، وأشغال هدم وبناء بصفة عشوائية، وعمليات تشويه لبناءات، وتغيير الصبغة الأصلية لعدد من المباني بالمدينة العتيقة التي صنفت كتراث عالمي.
وكان يفترض، وفق البحري، أن تنتهي هذه السنة أعمال ترميم الواجهة الجنوبية الخارجية لسور المدينة العتيقة بالقيروان والتي جرى تمويلها في إطار هبة حصلت عليها تونس من دولة سلطنة عمان بقيمة 500 ألف دولار.