قرية حارس الفلسطينية تحت حصار الاحتلال: اقتحام مدرسة واعتقال العشرات

24 سبتمبر 2024
الاحتلال يواصل إغلاق مدخل قرية حارس الفلسطينية. 24 سبتمبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حصار واقتحامات واعتقالات جماعية: تعيش قرية حارس حالة حصار واقتحامات واعتقالات جماعية، حيث اقتحمت قوات الاحتلال مدرسة القرية واعتقلت مديرها ومعلمين، وهددت بالعودة، وأغلقت مدخل القرية بسبب "إلقاء حجارة".

- تفاصيل الاقتحامات والمعاملة القاسية: انتهى اليوم الدراسي مبكراً بعد اقتحام مدرسة الذكور ومحاولة اقتحام مدرسة الإناث، واعتقال مدير المدرسة وثلاثة معلمين، واقتياد عشرات الأطفال والشبان ورجال للتحقيق الميداني.

- تأثيرات الحصار والاقتحامات على القرية: تعرضت القرية لعقاب جماعي بإغلاق مدخلها الرئيسي، مما يزيد من صعوبة الوصول إليها، وتقع في منطقة حساسة محاطة بأكثر من 25 مستوطنة وتجمع استيطاني.

تعيش قرية حارس غرب سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة منذ أيام حالة حصار واقتحامات واعتقالات جماعية؛ وصلت حد اقتحام مدرسة القرية واعتقال مديرها ومعلمين فيها لساعات، فضلاً عن تهديدات من ضباط الاحتلال الإسرائيلي بالعودة مرة أخرى، واستمرار إغلاق مدخل القرية، وكل ذلك بسبب "إلقاء حجارة على طريق وادي قانا المحاذي لحارس"، مصدره فتية من القرية كما ادعى جنود وضباط الاحتلال خلال تحقيقهم مع الأهالي.
وانتهى اليوم الدراسي في مدارس القرية أمس الاثنين، بشكل مبكر جداً، عند الساعة التاسعة صباحاً، إثر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة الذكور، ومحاولة اقتحام مدرسة الإناث المجاورة، فتش الجنود المدرسة وصفوفها، وتم اعتقال مديرها وثلاثة من معلميها ونقلوهم إلى مكان في أطراف القرية حوّله الاحتلال إلى مركز للاعتقال والتحقيق الميداني المؤقت.

الصورة
قرية حارس الفلسطينية، 24 سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

سبق ذلك عصر الأحد، اقتحام واسع واقتياد عشرات الأطفال مع ذويهم، وشبان ورجال إلى مركز التحقيق الميداني، وتكرر الأمر مرة أخرى بعد منتصف الليل لاعتقال آخرين.
يروي يونس صوف لـ"العربي الجديد" تفاصيل عملية الاعتقال والتنكيل التي تعرض لها الأهالي، صوف وافق على الحديث، في حين رفض كثيرون، يقول إنه كان من المعتقلين فيما أسماه الموجة الثانية في الساعات الأولى من فجر أمس الاثنين، حيث داهم الجنود منزله بعنف وهمجية، من دون مراعاة لوضع طفلته الصغيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وابنه يعاني من الشحنات الكهربائية على دماغه، واحتاج الأمر وقتاً حتى استطاع شرح وضح عائلته الخاص للجنود في ظل اقتحامهم العنيف.

واقتاد الجنود صوف عبر آلية عسكرية إلى مكان احتجاز المعتقلين الآخرين، حيث وجد 35 شخصاً من الأطفال والكبار، مقيدون للخلف لساعات طويلة وسط برد ساعات الفجر الشديد، في ظل معاملة همجية، مع تنكيل لعدد من المعتقلين، استجوب الجنود صوف والآخرين إلى أن سمح لهم أحد الضباط بالعودة إلى منازلهم، مع استمرار مصادرة بطاقات هوياتهم وهواتفهم.

الصورة
قرية حارس الفلسطينية، 24 سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

ودار التحقيق مع المعقلين حول "من يلقي الحجارة على الشارع الرئيسي؟"، وهو شارع وادي قانا الواصل بين محافظة سلفيت ومحافظات نابلس وقلقيلية ومحافظات أخرى شمال الضفة الغربية، لكنه يعتبر كذلك طريقاً رئيسياً للمستوطنين، الذين تنتشر مستوطناتهم على طول الطريق تقريباً، وكذلك طريق لمستوطنات كثيرة مقامة شمال الضفة.

قرية حارس... تهديدات متكررة باقتحام مدرسة

ويشير رئيس المجلس القروي عمر سمارة لـ"العربي الجديد" إلى أن ما حصل مع يونس تكرر مع قرابة 70 من أبناء القرية، موضحاً أن جيش الاحتلال هدد طاقم المدرسة التعليمي بالعودة لاقتحامها، مرات أخرى، مصدراً شبه أوامر بضرورة منع الأطفال من إلقاء الحجارة، ويتساءل سمارة "هل تقع على عاتق مدير المدرسة والأساتذة تصرفات أي طالب بعد انتهاء الدوام الرسمي؟ هذا في حال التسليم بدعوى إلقاء الحجارة".
ويستنكر سمارة طريقة التعامل مع القرية، متسائلاً هل إلقاء حجر سبب لاعتقال الصغار والكبار، واقتحام القرية بهذه الطريقة، في حين أن جيش الاحتلال يمتلك كاميرات مراقبة منتشرة على كامل الطريق؟

وكانت مدرسة الإناث تعرضت لمحاولة اقتحام كما تروي المعلمة رحاب قاسم لـ"العربي الجديد"، لكن المعلمات تصدّين للاقتحام، حفاظاً على الطالبات وحالتهنّ النفسية. وتروي قاسم تفاصيل دخول جنود الاحتلال المدرسة وصراخهم باللغة العبرية "خلص ما في مدارس"، فقط لأن مدرسة الإناث تجاور مدرسة الذكور حاول الجنود اقتحامها، لكنها كانت على مدار سنوات عرضة لاعتداءات ومضايقات حالها حال القرية، سواء بالقنابل الغازية أو الصوتية، أو بحالة الذعر التي تنتشر بين الطالبات.

وتواصل عقاب القرية بإغلاق مدخلها الرئيسي ببوابة حديدية عسكرية، تؤدي إلى شارع وادي قانا الذي يتهم فتية القرية بأنهم يلقون الحجارة تجاهه، لكن مدخل بلدة كفل حارس المجاورة مغلق أيضاً من قبل الاحتلال، وهو ما يعني بقاء طريق واحد من قرية ديراستيا وزيادة المسافة والوقت للوصول إلى قريتي حارس وكفل حارس.
وتقع حارس في منطقة حساسة بالنسبة لطوق الاستيطان الذي يحيطها، فيما تعد محافظة سلفيت من المحافظات الأكثر تضرراً من الاستيطان، حيث تنتشر أكثر من 25 مستوطنة وتجمعاً استيطانياً إضافة لمناطق صناعية كبرى على أراضي المحافظة، مقابل 19 تجمعاً فلسطينياً هي القرى والبلدات ومدينة سلفيت.

المساهمون