حوّلت المغربية خديجة القرطي، منزلها إلى جمعية لاستقبال وإيواء المريضات بالسرطان، اللواتي ينتقلن من مدن بعيدة لتلقي العلاج في المستشفى التخصّصي الوحيد بالعاصمة الرباط.
بدأت الحكاية، عندما عانت، خديجة القرطي، من إصابة زوجها بمرض السرطان ووفاته به عام 2009، وازداد الأمر صعوبة، عندما أُصيبت شقيقتها أيضاً بهذا المرض الخبيث، وكانت تساعدها على التنقّل بين المستشفيات. وبعد وفاتها، قرّرت خديجة أن تساعد من يعاني من هذا الداء لو بأبسط الأشياء.
هذه المعاناة، دفعت المغربية الستينية، إلى تحويل منزلها إلى مكان لاستقبال المريضات، كما لخدمتهن ورفع معنوياتهن، خاصة أنّ المعاناة في التنقل وإيجاد مكان للعلاج، لا تقلّ صعوبة عن إيجاد منزل في العاصمة، لا سيما وأنّ أغلب الأسر فقيرة، وينتمين إلى مناطق نائية، فيقصدنها من مدن فاس ومكناس وطنجة وخريطة والعيون.
وبعد معاناة دامت عامين، قرّرت القرطي، استصدار أوراق رسمية لاستقبال المرضى، وحوّلت منزلها إلى جمعية، تحت اسم "جنات لإيواء مرضى السرطان بالمجان"، وهذه الجمعية هي لمساعدة الناس.
تقول خديجة لـ "العربي الجديد"، إنّ "مساهمات فاعلي الخير دفعتها إلى توسعة الخدمات، حتى تمكّنت من استقبال 36 سيدة مريضة بالسرطان، لكن مع ظهور فيروس كورونا، توقّف الإيواء وهي تقدّم حالياً خدمات التحاليل والأدوية والطعام عن بُعد".
أما المريضة بالسرطان، رابح عائشة، وهي إحدى المستفيدات من الجمعية، فتشير إلى أنها قدمت من مدينة وزان، وتحرص على المبيت في الجمعية خلال تواجدها في العاصمة، معربة عن أملها في أن "يستمرّ الدعم لهذه المبادرة، كي تستمرّ في استيعاب المزيد من ضحايا المرض الخبيث، لا سيما بعد توجه الدولة إلى تركيز اهتمامها على وباء كورونا".