قطر: دعوات إلى ردم الفجوة بين البحث الأكاديمي والعمل الخيري بالعالم العربي

19 نوفمبر 2024
من مؤتمر تعزيز تأثير البحث العلمي والممارسة الميدانية، 19 نوفمبر 2024 (مركز دراسات النزاع)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ركز المؤتمر على دمج البحوث الأكاديمية في القطاع الخيري لتحقيق تأثير مستدام، مع استعراض التجارب العالمية والتحديات والفرص المحلية في قطر.
- تناول المؤتمر أهمية تعزيز التكامل بين العمل الأكاديمي والبحثي والعمل الخيري لتحسين الممارسات الإنسانية عبر تمويل مبتكر واستجابات محلية قائمة على الأدلة.
- اختتم المؤتمر بتوصيات لتعزيز تأثير البحث العلمي، شملت رفع وعي صناع القرار وتطوير أدوات لردم الفجوة بين البحث والممارسة، ودعم التعاون الدولي لمواجهة التحديات الإنسانية.

نظّم مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بالتعاون مع هيئة تنظيم الأعمال الخيرية في قطر، اليوم الثلاثاء، مؤتمراً بعنوان "نحو تكامل فعّال: تعزيز تأثير البحث العلمي في واقع الممارسة الميدانية في القطاع الثالث". وبحثت جلسات المؤتمر الذي استمر ليوم واحد، سبل تعزيز البحوث الأكاديمية ودمجها في القطاع الخيري لتحقيق تأثير مستدام، مستعرضاً التجارب العالمية والدروس المستفادة. وركّز على التحدّيات والفرص المحلية في قطر، مع تعزيز كفاءة الجهات الفاعلة، وتطوير القدرات المؤسسية والفردية، ودعم التعاون بين الأكاديميين والممارسين، وتوفير منصة لتبادل الخبرات وتعزيز التكامل بين الجهود المحلية والدولية. وشارك في أعماله مجموعة من الباحثين والأكاديميين والخبراء والمختصين والممارسين في العمل الإنساني.

وأكّد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في الكلمة الافتتاحية، أهمية هذا المؤتمر الأكاديمي، مشيرًا إلى ندرة المبادرات التي تسعى لردم الفجوة بين العمل الأكاديمي والبحثي من جهة، والعمل الخيري في العالم العربي من جهة أخرى، مستعرضاً التحديات الرئيسية المرتبطة بترجمة المفاهيم الأكاديمية إلى لغة تتناسب مع طبيعة العمل الخيري ومصطلحاته، مشددًا على ضرورة تعزيز التكامل بين هذين المجالين لتحقيق نتائج مؤثرة ومستدامة.

وركّزت الجلسات النقاشية للمؤتمر على موضوع محوري بعنوان: "تعزيز التآزر بين البحث والممارسة لتحقيق تأثير فعّال في العمل الإنساني والتنموي". وشارك في أعمال الجلسة الأولى ثلاثة متحدثين. تطرقت مديرة التأثير والتغيير في شبكة ستارت "Start Network"، شيرين طرابلسي مكارثي، إلى أهمية تحسين الممارسات الإنسانية عبر تمويل مبتكر واستجابات محلية قائمة على الأدلة. وأوضحت دور شبكة ستارت في تطوير أبحاث ملائمة للسياقات المحلية، مع تعزيز استخدام المعرفة التقليدية لدعم المجتمعات المتأثرة، مشيرة إلى إطار الشبكة المتقدم لرصد الأداء وتعزيز الأثر الإنساني.

وسلطت مداخلة الرئيس التنفيذي لقمة الابتكار في الرعاية الصحية (WISH) في مؤسسة قطر، سليم سلامة، الضوء على الترابط المعقد بين الأزمات الإنسانية الناجمة عن النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية وغيرها، وتأثيرها في تآكل قدرات المجتمعات على التكيف وتعميق الأزمات الإنسانية الممتدة. وأكد سلامة الحاجة الملحة لتعزيز البحث الصحي في مناطق النزاعات، من خلال استثمارات مستدامة وسياسات مبنية على الأدلة العلمية. وأشار إلى مبادرات مثل "R4HC-MENA" و"ReBUILD"، التي تهدف إلى بناء أنظمة صحية فعّالة وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذه التحديات.

واختتم رئيس مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني (فنّار) ورئيس مجلس أمناء الوقف الكويتي للعمل الإنساني، خالد الشطي، الجلسة بعرض تجربة مركز "فنار" في توثيق العمل الإنساني وتعزيز ثقافة التوثيق لدعم الباحثين، من خلال مكتبة متخصصة وشراكات بحثية متنوعة. كذلك استعرض البرامج والمحاضرات التي تبرز الدور الريادي للكويت في المجال الإنساني، مشددًا على أهمية تحقيق الاستدامة المالية لضمان استمرارية برامجه وتطويرها من خلال الوقف الخيري.

وسلّط مدير البحث في معهد كريستيان ميشيلسن (CMI) ورئيس الجمعية الدولية للدراسات الإنسانية في النرويج، أنطونيو دي لوري، في الجلسة الثانية، الضوء على أهمية ربط الأبحاث بالسياسات والممارسات لتطوير العمل الإنساني، مشددًا على ضرورة تبني مناهج نقدية لتحليل الأزمات الإنسانية وترجمتها إلى ممارسات تدعم قرارات فعالة ومستدامة. من جهته، استعرض المدير العام للمركز الدولي للأبحاث والدراسات "مداد"، خالد السريحي، جهود المركز في توظيف البحث العلمي لتطوير العمل الخيري، مشيرًا إلى تقديم دراسات تدعم صياغة استراتيجيات فعالة، مع التركيز على التعاون مع صناع القرار لضمان استدامة القطاع الخيري. كذلك تناول زميل أول ومدير البحوث في مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، نادر قباني، أهمية التكامل بين البحث والممارسة لتحقيق تأثير مستدام في القطاع الخيري الإنساني والتنموي، مشيرًا إلى دور البحث في تصميم المشاريع وتنفيذها وتقييمها. وركزت الجلسة على استعراض تجارب عالمية ومحلية، مع تقديم أدوات علمية ومنهجيات مبتكرة لتحسين السياسات وتعزيز كفاءة العمل الميداني.

وتحدثت الباحثة الرئيسة في قسم التنمية الدولية بجامعة برمنغهام، ساندرا بيرتك، في الجلسة الثالثة، عن التحديات التي تواجه النساء النازحات، مؤكدةً أهمية التكامل بين البحث والممارسة لدعم الاستجابات الإنسانية الفعالة. ودعت إلى الاستفادة من العمل الخيري الإسلامي وتصميم برامج تدمج بين النهجين العلماني والديني، مع تقديم استراتيجيات تشمل تدريب الممارسين وتبادل المعرفة لتعزيز الحماية وصياغة سياسات مستدامة.

من جانبه، شدد نائب المدير العام للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والمشرف العام على المركز العالمي لدراسات العمل الخيري، عبد الرحمن المطوع، على أهمية تعزيز التكامل بين النهجين العلماني والديني في تقديم المساعدات الإنسانية، مع استثمار العمل الخيري الإسلامي لدعم النساء النازحات. ودعا إلى تطوير برامج مبتكرة تربط البحث بالممارسة، وإنتاج سياسات مبنية على الأدلة، وتدريب الكوادر العاملة في القطاع الإنساني، مشددًا على أهمية الابتكار واستخدام الدين كأداة للتنمية. واختتم الاستشاري والباحث أندرو آدم برادفورد، أعمال الجلسة باستعراض جهود شبكة مراكز الفريق الاستشاري للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR) في دعم النظم الزراعية والغذائية عالميًا لمواجهة تحديات الأمن الغذائي وتغير المناخ. وأوضح أن المنظمة تُقدّم حلولًا مبتكرة للتنبؤ بالأزمات والاستجابة لها، مع التركيز على تحقيق الاستدامة. تعمل الشبكة في أكثر من 80 دولة بالشراكة مع 3000 جهة دولية لتعزيز التكامل بين العمل الإنساني والتنمية والسلام.

وخلص المشاركون في المؤتمر إلى مجموعة من التوصيات المهمة لتعزيز تأثير البحث العلمي في الممارسة العملية. شملت العمل على رفع مستوى وعي صناع القرار وإقناعهم بأهمية تخصيص ميزانيات للبحث العلمي والاستفادة من نتائجه. كذلك تضمنت تحديد الجهات الأكثر ملاءمة لإجراء هذا النوع من الأبحاث لضمان تأثير أكبر في الجانب التطبيقي. إضافةً إلى ذلك، أكدت التوصيات الحاجة إلى تطوير أدوات ومنصات وسيطة تسهم في ردم الفجوة بين البحث والممارسة العملية، وأهمية فهم السياقات الأوسع لإنتاج أبحاث قابلة للتطبيق الميداني.

المساهمون