ارتفع عدد الوفيات الناتجة عن مرض الكوليرا المتفشي في المحافظات السورية، اليوم الجمعة، إلى 102 وفاة، نصفها يعود إلى أشخاص في مناطق النظام السوري، بحسب ما أفادت "شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة" العاملة في مناطق المعارضة السورية ووزارة الصحة التابعة للنظام.
وقال أحمد الضعيف، العامل في القطاع الصحي في شمال غرب سورية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "شبكة الإنذار المبكر أعلنت عن تسجيل وفاة 11 شخصاً منذ بداية تفشّي الكوليرا بمناطق ريف حلب الشمالي ومحافظة إدلب وجزء من أرياف محافظتَي اللاذقية وحماة الواقعة تحت سيطرة المعارضة".
أضاف الضعيف أنّ "الشبكة سجّلت 590 حالة مشتبه في إصابتها بالمرض، ليرتفع العدد الكلي للأشخاص المشتبه في إصابتهم إلى 11.995 شخصاً، فيما بلغ عدد الذين تأكّدت إصابتهم 326 شخصاً".
ولفت الضعيف إلى أنّه "في تقرير منفصل، سجّلت الشبكة وفيّتَين ناتجتَين عن الكوليرا في مناطق نبع السلام، شمال شرقي سورية، التي يسيطر عليها الجيش الوطني المعارض المدعوم من أنقرة، فيما وصل عدد المصابين بالمرض في المنطقة ذاتها إلى 39 مصاباً. أمّا عدد الأشخاص المشتبه في إصابتهم فبلغ 847 شخصاً".
وبحسب ما بيّن تقرير نُشر ظهر اليوم الجمعة على موقع تلغرام، لم ترصد الشبكة وفيات أمس الخميس في مناطق شمال شرقي سورية التي تُدار من قبل "الإدارة الذاتية"، الجناح السياسي لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، ليبقى عدد الوفيات 30 وفاة، فيما وصل عدد الأشخاص المؤكدة إصابتهم إلى 159 شخصاً، وبلغ عدد المشتبه في إصابتهم نحو 23.229 شخصاً، وفق تقرير الشبكة.
أمّا في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، فأفادت وزارة الصحة التابعة للنظام على موقعها على "فيسبوك" بأنّ عدد الوفيات الناتجة عن الكوليرا وصل إلى 49، منذ بداية تفشّي الوباء وحتى يوم الثلاثاء 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
أضافت الوزارة أنّ عدد المصابين بالمرض بلغ 1398 شخصاً، من بينهم 843 في محافظة حلب، و220 شخصاً في محافظة دير الزور، وقد توزّع العدد المتبقي على كلّ من العاصمة السورية دمشق وحماة والسويداء واللاذقية ودرعا وحمص والقنيطرة.
يُذكر أنّ مصادر طبية مطلعة كانت قد اتّهمت النظام السوري في وقت سابق بإخفاء الأرقام الحقيقية للمصابين بالكوليرا في مناطق سيطرته. من جهته، اتّهم النظام في تصريحات له، الأسبوع الماضي، منظمة الصحة العالمية بـ"تضخيم الموضوع".
وتشهد محافظات سورية ارتفاعاً في الإصابات بمرض الكوليرا، وتُعَدّ المناطق الواقعة شمال شرقي البلاد الأكثر تعرّضاً للخطر بسبب تلوّث أجزاء من مياه نهر الفرات، فيما تبقى الأنظار موجّهة إلى مخيّمات النازحين في شمال غرب البلاد التي تفتقر إلى أدنى مقوّمات العيش.