تركز أستاذة الفلسفة بجامعة ولاية أريزونا الأميركية تشيشاير كالهون، في كتابها الجديد "Doing Valuable Time"، على قيمة ومعنى الوقت في الحياة، إذ إن وقت البشر محدود، فالإنسان يعيش لبضعة عقود فقط، ما يجعل الوقت أحد الموارد المحدودة التي يمتلكها، ويحتم عليه عدم إهداره.
ويستخلص موقع "سايكولوجي توداي" من كتاب كالهون الأساليب المختلفة لتمضية الوقت، إذ تميز بين أربعة أساليب، الأول، وهو الأهم، يدور حول قضاء جل الوقت في إنجاز ما له قيمة حقيقية، كالعمل، أو الاهتمام بالعائلة، بينما يتمثل النوع الثاني من تمضية الوقت في فعل أشياء بسيطة أو عادية، فقط لأنه ليس لدينا ما نفعله، ومن ذلك انتظار موعد لاحق، أو الذهاب إلى المحطة قبل موعد القطار.
ويدور النوع الثالث حول توفير ما يلزم لقضاء الوقت الأفضل، فعلى سبيل المثال، إذا كنا نهوى ركوب الخيل، فهذا النوع يتطلب توفير المال لدفع تكاليف تلك الهواية، وتسمي كالهون النوع الرابع والأخير "الإنفاق المطلوب"، وفيه قد نقضي الوقت بطريقة تخالف رغباتنا، ومن ذلك قضاء الوقت مع شخص فقط لأن ذلك سيجعله سعيداً.
وتتضمن الحياة الأكثر جدوى الكثير من النوع الأول، وقليل من الأنواع الثلاثة الأخرى، لكن كالهون تؤكد أن الأشخاص لديهم وجهات نظر معيارية مختلفة، وبالتالي فإن ما يختاره شخص ما قد لا يناسب شخصاً آخر، وهذا جيد، إذ يجب أن يحدد كل شخص معاييره الخاصة لقضاء الوقت. حتى أن الأشخاص الذين يظهرون الاهتمامات نفسها قد ينخرطون في أنشطة مختلفة، والأشخاص الذين يشاركون في الأنشطة نفسها قد تكون لديهم وجهات نظر مختلفة حول حجم الوقت المخصص.
ويشدد الكتاب على أنه "يجب على الأشخاص الذين يريدون أن يعيشوا بشكل أكثر جدوى أن يدركوا جيداً حقيقة أن الوقت محدود، وأن يختاروا الطرق الأفضل لتمضيته، فوقتنا هو حياتنا، كما يجب التمييز بين الطرق المختلفة، والتعظيم قدر الإمكان من القيام بالأمور الأهم".
وترى كالهون أنه "للقيام بذلك، نحتاج إلى التفكير كل فترة بشأن إعادة تنظيم حياتنا لنعيش بشكل هادف"، لكنها تستدرك بأن هناك بعض التحديات الذاتية، "إذ قد يشعر الشخص بالفخر بما يفعله رغم أنه في الواقع ليس ذا قيمة، أو يشعر بالذنب على الرغم من أنه ليس هناك ما يستدعي ذلك".
وتلفت إلى أنه في بعض الأحيان يشعر الأشخاص عند تحقيق أهدافهم بأنهم في مكان أو وضع غير ذلك الذي كانوا يرغبون في تحقيقه في البداية. ويخلص الكتاب إلى أن "أولئك الذين يرغبون في تعزيز معنى حياتهم عليهم تعلم الكثير قبل الوصول إلى تلك الغاية".