يُصارع الشاب اللبناني كرم بو شعيا للبقاء على قيد الحياة، بعدما أصيب خلال العملية الأمنية التي نفّذها الجيش اللبناني لتوقيف المتورطين بخطف المواطن السعودي مشاري المطيري في 28 مايو/أ يار الماضي، ونجح في عملية تحريره.
ويوم الجمعة الماضي، في إطار ملاحقة المتورطين في خطف المواطن السعودي وتوقيفهم وتوجيههم إلى العدالة، تمكنت مجموعة خاصة من مديرية المخابرات من توقيف المطلوب (ج. ج.) في منطقة البقاع، وهو المسؤول عن التخطيط لعملية الخطف وإدارتها.
كما نفذت كميناً محكماً في بلدية الدبية الشوف، ونجحت في توقيف المواطن (ع. ح.)، وهو أحد أفراد العصابة المسلحة الذين لاحقوا المخطوف وأجبروه على التوقف واقتادوه إلى البقاع.
وقال الجيش اللبناني، في بيان حينها، إنه أثناء عملية توقيف المطلوب (ج. ج.) حصل تبادل لإطلاق النار بين الوحدة وأفراد العصابة، فيما صادف مرور أحد المواطنين في المكان فأصيب بطلق ناري، وعملت قوة من الجيش على نقله إلى أحد المستشفيات.
وقال مصدرٌ في الجيش اللبناني، لـ"العربي الجديد"، إن هناك تحقيقات تجرى مع العناصر الذين نفذوا العملية الأمنية للوقوف على ما حصل، وكيف جرى إطلاق النار على المواطنين عن طريق الخطأ، ظناً منهم أن السيارة التي كانوا فيها تابعة للمجموعة الملاحقة.
وروى جو عسّاف وريا حدّاد، في فيديو عبر تطبيق "إنستغرام"، ما حصل يوم الجمعة الماضي، بينما كانوا في السيارة وتعرضوا لوابل من إطلاق النار من قبل عناصر عسكرية.
وقال جو إنه كان يجلس في المقعد إلى جانب كرم، ومعهما في الخلف نور حبشي، وريا حدّاد، وكانوا في عزاء في منطقة إيعات البقاعية، وفجأة رأوا سيارات داكنة الزجاج تقوم بإطلاق النار عشوائياً بكثافة، علماً أن الطريق مزدحم بالسيارات، واصفاً المشهد بـ"المرعب".
وأضاف: "حاول كرم الهروب، وسار عكس السير، مسرعاً للنجاة، وبينما تمكن من في السيارة من خفض رؤوسهم كي لا يتعرضوا لإطلاق النار، لم يتمكن كرم من ذلك، لأنه كان يقود السيارة، ورغم ذلك حاول، لكنه أصيب في رقبته".
وأشار جو إلى أنه "رفع يده حتى يشاهده مطلقو النار، وطلب منهم التوقف لكنهم استمرّوا في ذلك، فنزل من السيارة وركض والرصاص يطلق باتجاهه، إلى حين وقع أرضاً، ومن ثم اختبأ في معمل بلاط، حيث اهتمت به عائلة سورية".
كذلك فعلت ريا، التي طلبت من العناصر التوقف عن إطلاق النار، لكنهم استمرّوا بذلك، فصرخت عليهم، ومن ثم التفتت لرؤية كرم، الذي ظنّت أنه توفي بينما كان ينزف كثيراً ولا يتحرّك أبداً.
وقالت: "طلبت المساعدة، هناك من عمل على فتح الباب والمغادرة، رأيت آلية عسكرية طلبت منها التوقف فلم تفعل، ثم أتت آلية أخرى وتوقفت، طلبت المساعدة، فنزل العناصر منها وراحوا يطلبون مني هويتي والتعريف عن نفسي وعن المصاب، معتبرين أنه من آل ج. وينتمي إلى العصابة الملاحقة، فأوضحت أنهم كانوا في عزاء وذاهبين للغداء ولا دخل لهم بعملية الخطف، وهم كانوا يرتدون ألبسة رسمية للمناسبة، وسيارتهم لم تكن داكنة الزجاج، لكنهم أصرّوا على أن المصاب من آل ج.، إلى حين لاحظوا أنه قد لا يكون كذلك، وأننا نقول الحقيقة".
وأشارت ريا إلى أنه بعد مرور الوقت حملوا كرم ووضعوه في سيارة عسكرية، ونقلوه إلى المستشفى، حيث كان هناك انتشار أمني كثيف، و"وصلت سيارة الصليب الأحمر حتى تقلّنا إلى المستشفى، فنحن أيضاً تعرضنا للإصابة، وعندما وصلنا فتح تحقيق بما حصل، وتم استجوابي".
ولفتت ريا إلى أنها وكرم كانا يخططان للزواج، وهو يرقد في المستشفى منذ الجمعة في العناية الفائقة، ووضعه خطير جداً، بين الحياة والموت، طالبة من المواطنين الصلاة لأجله.