لبنان: سيارات إسعاف اشتراها متطوعون تحت القصف الإسرائيلي

17 أكتوبر 2024
سيارة للدفاع المدني في منطقة الجناح ببيروت، 1 أكتوبر 2024 (دانيال كارد/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تصاعدت الهجمات الإسرائيلية على لبنان منذ سبتمبر، مستهدفةً سيارات الإسعاف التي ساهم مواطنون في شرائها، مما أدى إلى تدمير بعضها ومقتل عناصر الدفاع المدني، مثلما حدث في قرية دردغيا حيث قُتل خمسة مسعفين.

- بشير نخال، مهندس ومتطوع، قاد جهودًا لجمع التبرعات لشراء سيارات إسعاف ومعدات طبية، بهدف تحسين استجابة لبنان للأزمات في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، ويعمل الآن على تأمين سيارة إسعاف ثالثة.

- الهجمات المستمرة تسببت في مقتل أكثر من 150 مسعفًا وتضرر 130 سيارة إسعاف، بينما يواصل نخال وعبود جمع التبرعات لدعم جهود الإغاثة.

بات المسعفون وعناصر الإنقاذ عرضة للقصف أكثر وأكثر منذ أن صعّدت إسرائيل عدوانها على لبنان في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وتعرّضت سيارات إسعاف لقصف مباشر دمّر بعضها وقتل عناصر خلال تنفيذهم مهمات إغاثة. واللافت أن بعض سيارات الإسعاف التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية ساهم في شرائها مواطنون تبرعوا لجلبها خوفاً من أن تمتد الحرب إلى لبنان، وأحدهم بشير نخال، مهندس الكومبيوتر والمتطوع في الدفاع المدني، الذي ساعد طوال عام في جمع تبرعات لمراكز الدفاع المدني في جنوب لبنان.

وتعرضت سيارات إسعاف ساعد في شرائها بشير للقصف أخيراً. وقال: "أمضيت أشهراً طويلة في التنسيق مع فرق الإنقاذ التي تفتقر إلى كثير من المعدات من أجل معرفة احتياجاتها حين كان حزب الله وإسرائيل يتبادلان إطلاق النار عبر الحدود، ووفرنا مبالغ لشراء حقائب إسعافات أولية ومواد أساسية للمسعفين، وصولاً إلى تسليم سيارتي إسعاف في أكتوبر/ تشرين الأول الجاري للدفاع المدني اللبناني".

تابع: "رأيت ما حدث في غزة، وشعرت بأنه لا يمكن ألا نكون مستعدين. هذه طريقتي في التعامل مع الحرب وأداء دوري. إنها إحدى الطرق لرد الجميل لمجتمعي". 

في 9 أكتوبر دمّرت غارة إسرائيلية على قرية دردغيا في جنوب لبنان سيارة الإسعاف الأولى التي ساهم بشير ومتطوعون آخرون في شرائها، وتسببت في مقتل خمسة من عناصر الدفاع المدني. أما سيارة الإسعاف الثانية، فلم تتضرر من القصف الذي استهدف النبطية.

وقال بشير: "لم أتوقع أن تتعرض سيارات الإسعاف التي حصلنا عليها لاستهداف مباشر أو قصف. هدفت مبادرتي إلى سدّ فجوة في استجابة لبنان للأزمات بعدما ترك الوضع الاقتصادي الخانق منذ خمس سنوات فرق الإنقاذ من دون معدات كافية. كنا نحاول رفع عدد سيارات الإسعاف إلى الحد الأدنى المطلوب". 

وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة قد قال بعد هجوم دردغيا: "يتواصل الإبلاغ عن مزيد من الهجمات التي تستهدف سيارات الإسعاف ومراكز الإغاثة في لبنان".

ومنذ بدء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله عبر الحدود قبل أكثر من عام، تخطى عدد القتلى في صفوف المسعفين ورجال الإنقاذ الـ 150، وفقاً لوزير الصحة فراس الأبيض الذي أعلن أيضاً تضرر أكثر من 130 سيارة إسعاف.

ومع استمرار التصعيد الإسرائيلي يكثّف نخال مساعيه لتأمين سيارة إسعاف ثالثة لإرسالها إلى شرق لبنان الذي تعرّض لغارات كثيفة في الأيام الأخيرة، وهو ينسّق جهوده مع صديقه عمر عبود المقيم في نيويورك، والذي نجح في جمع 15 ألف دولار خلال يوم واحد لشراء سيارة الإسعاف الأولى، وعشرة آلاف دولار لشراء السيارة الثانية، وهو يجمع المال الآن للسيارة الثالثة.

ويقول عبود: "الهجمات على سيارات الإسعاف مثال على حقيقة أن إسرائيل تستهدف المستشفيات وسيارات الإسعاف من دون محاسبة. بالنسبة إليّ، إذا كانت سيارات الإسعاف في الخدمة لمدة خمسة أيام أو خمس سنوات، فهذا غير مهم، فإنقاذ حياة واحدة يكفي".

(فرانس برس)