لقي أربعة أطفال من اللاجئين السوريّين في لبنان، بينهم ثلاثة أشقاء، حتفهم بعد أن غرقوا في بئر مياهٍ قديمة في وادي درعون – كسروان (جبل لبنان)، الاثنين، في حين تمكّنت فرق الإسعاف في الدفاع المدني اللبناني من إنقاذ الطفل الخامس وهو بحالة مستقرة، علماً أنّه شقيق الثلاثة المتوفّين.
وفي اتصالٍ لـ"العربي الجديد"، أوضح رئيس بلدية درعون – حريصا، نزار الشمالي، أنّ الأطفال الأربعة الذين فارقوا الحياة هم الأشقاء الثلاثة عدي ولؤي ووائل مطر، إضافة إلى الطفل ضياء العطو، بينما نجا شقيق الإخوة الثلاثة، عفيف مطر، وأعمارهم جميعاً تتراوح بين سبع وعشر سنوات".
وإذ لفت إلى أنّ "التحقيق لا يزال مستمراً لمعرفة ملابسات الحادثة المؤلمة"؛ كشف أنّ "المنطقة حيث وقعت الحادثة، تعتبر منطقة خطرة ووعرة جدّاً، ويوجد فيها آثار قديمة. كما أنّ البئر قديمة جدّاً، يفوق عمرها 100 عام، وهي موجودة في أراضٍ متروكة للأوقاف، ويصل عمقها لنحو 5 أمتار. وتبيّن بعد سقوط الأطفال اليوم أنّ الحديد مهترئ، علماً أنّه لم يسبق أن وقع أحد فيها".
وتحدّث الشمالي عن روايتين للحادثة؛ "الأولى أنّ الأطفال الخمسة قصدوا الوادي للعب، في حين أشارت الرواية الثانية إلى أنّهم توجّهوا نحو الوادي لجمع الحطب"، ولفت إلى أنّ "والد الأخوة من آل مطر يعمل في الباطون ووالد الطفل من آل العطو يعمل في الصخر، والعائلتان موجودتان منذ سنوات في البلدة. فهناك نحو 220 عائلة من اللاجئين السوريّين في درعون – حريصا، يعمل أفرادها بأغلبهم في البناء والباطون والمطابع الورقيّة".
بدوره، قال مختار بلدة درعون أنطوان صقر، لـ"العربي الجديد": "البئر موجودة عند درب المجوقل، الدرب المعروف من قبل هواة المشي، وقد سمعنا أنّ الاطفال قصدوا المكان من أجل جمع الحطب للتدفئة شتاءً، ومن ثمّ بادروا إلى اللّعب على سطحه، فكان أن انهار بهم، كونه مسقوفا منذ سنواتٍ قديمة، وبالتالي لم يعد متيناً". وأشار إلى أنّ "البئر المذكورة تستخدم لريّ المزروعات، غير أنّ أهالي الأطفال يسكنون بعيداً جدّاً عنها".
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، أفادت أنّه فور وقوع الحادثة، "سارعت إلى المكان فرق الإسعاف في الدفاع المدني، وتمكّنت من انتشال جثثٍ لأربعة فتيان، ونقلتهم إلى مستشفى "سيدة لبنان" ومستشفى "سان جون" في جونية. وباشرت القوى الأمنية تحقيقاتها لمعرفة الملابسات".ِ