لم تستطع لينا حمدان المتحدرة من عسقلان بفلسطين وتقيم في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في بيروت أن تحتفل بالعام الجديد كما يحتفل به بقية الناس فعائلتها كلها تقيم في قطاع غزة وتتعرض للعدوان الصهيوني الهمجي منذ 90 يوماً متواصلة.
تقول حمدان لـ"العربي الجديد": "تتواجد كل عائلتي في غزة حيث تتعرض لقصف وتهجير، وتواجه الجوع والعطش وافتقار أدنى مقومات الحياة الإنسانية، في حين تضم عائلتي الصغيرة في مخيم برج البراجنة بلبنان أمي وأبي وإخوتي. وجئت اليوم للتضامن مع عائلتي الكبرى، فأهلي كل فرد من أفراد غزة الذين يتعرضون لإبادة جماعية".
وتذكر أنها تشارك اليوم في مسيرات التضامن مع غزة مع استقبال العام الجديد "كي أقول للناس الذين خفّت حدة تحركاتهم للتضامن مع غزة إن الحرب لم تنته بعد فيها، ومن واجبنا أن نخرج كل يوم في مسيرة للتضامن مع غزة، ومن المؤسف أن تحركات الناس لم تعد كما كانت خلال الأسابيع السابقة، بينما زادت حدة العدوان الصهيوني وقتل الناس بوحشية".
تتابع: "استُشهد 11 من أفراد عائلتي في قطاع غزة، هم أولاد أعمام لأبي وأولادهم، وأيضاً بنات خالات أمي وأخوالها، ومن بقوا أحياء صامدين يقولون نستشهد نحن وتبقى المقاومة لأنها الأهم بالنسبة إليهم. ونحن نتواصل مع أقربائنا لكن بشكل متقطع".
وعن مؤسسات حقوق الإنسان، تقول: "تركت كل الأصوات التي تنادي بالحرية وحقوق الإنسان غزة وشعبها المظلوم. ورغم النزوح والتعب والجوع والعطش وكل ما تتعرض له غزة من إبادة جماعية لم تتحرك المؤسسات التي تزعم الحفاظ على حقوق الإنسان لإغاثة أهل غزة من أطفال ونساء وشيوخ، ولم تستطع هذه المؤسسات أن تقف في وجه الولايات المتحدة والعدو الصهيوني من أجل إدخال حتى أدوية وأغذية للأطفال الذين يقتلون بشكل همجي. وكل العالم الذي يدّعي الحضارة يشاهد المجازر التي ترتكب في غزة من دون أن يحرك ساكناً".
أيضاً تقول رنا خليل، المتحدرة من بلدة كويكات بفلسطين وتقيم في مخيم برج البراجنة: "نتضامن اليوم مع أهلنا في غزة الذين يتعرضون لأبشع الممارسات العنصرية والقتل والتهجير والاعتقال والسرقة، وندعو مع استقبال العام الجديد أن يرى العالم ما يحل بأهل غزة، وأن يتحلى بالقليل من الإنسانية والضمير للعمل لوقف المجازر والإبادة الجماعية في حقهم، إذ لم يسبق أن تعرّض شعب في العالم لما يتعرض له أهل غزة حالياً من قصف همجي ووحشي، فالعدو الصهيوني لم يوفر المدارس والمساجد، ولم يفرّق بين شيخ وطفل وامرأة، بينما لم تتحرك دول غربية وعربية عدة، وحتى مؤسسات لحقوق الإنسان وأيضاً مجلس الأمن، لنصرة أهل غزة بل لتأييد العدوان والمساهمة في استمراره".
تتابع: "أطالب كل أحرار العالم بالضغط على دولهم لوقف الجرائم التي ترتكب في حق الإنسانية وشعب غزة المظلوم الذي يضحي بأهله وبأولاده وبنفسه من أجل القدس والمسجد الأقصى، وأقل ما يمكن أن نفعله هو التضامن مع أهلنا، والاستمرار في إقامة فعاليات نصرة وأهلها والمقاومة".
من جهتها، تقول فردوس نصار، المتحدرة من بلدة كويكات قضاء عكا بفلسطين، وهي ناشطة اجتماعية بمخيم برج البراجنة لـ"العربي الجديد": "جئنا مع حلول السنة الجديدة للتضامن مع أهلنا في غزة، وإذا كانت فئة كبيرة من الناس بدأت تملّ من إقامة أو المشاركة بفعاليات التضامن مع غزة قررنا اليوم إظهار الوجع الذي يتعرض له أهلنا فيها، ونحن أولى الناس بأن نكون في الصفوف الأولى التي تدعم شعبنا في غزة. أراد أشخاص كثيرون الاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة للترفيه عن أنفسهم، لكننا نؤكد أنه طالما أن شعبنا يتعرض لمجازر لا وقت للفرح الذي يحصل فقط في يوم الانتصار على العدو".
وعن مؤسسات حقوق الإنسان، تقول: "لن يبقى مكان للمؤسسات التي تجاهلت معاناة الغزيين، ولن نسمح لمسؤوليها بأن يتكلموا لأننا مللنا من أحاديثهم الكاذبة التي تزعم مناهضة العنف ضد النساء والمطالبة بحقوقهن، في حين لم نسمع أي صوت لهم خلال العدوان على غزة. سنخرس أصوات المؤسسات عندما تريد أن تتحدث عن حقوق الأطفال والنساء، ونحن متأكدون من أنها دخلت مجتمعاتنا للتحريض فقط، وأن الخراب الكبير لحق بمجتمعاتنا بسببها، وهي تخضع لأوامر الولايات المتحدة وإسرائيل، ونحن سنسكتها كأحرار في المخيم، ونمنع دخولها بعدما كشفت وجهها الحقيقي خلال العدوان على غزة".