لقاحات كورونا: فعالية أسترازينيكا ضد سلالة جنوب أفريقيا محدودة والهند تنافس الصين

07 فبراير 2021
الجدل يتواصل حول فعالية لقاح أسترازينيكا (ألين جواكارد/ فرانس برس)
+ الخط -

أكدت الباحثة في جامعة أكسفورد، سارة غيلبرت، الأحد، أن اللقاح البريطاني الذي طوّره مختبر أسترازينيكا ليس فعّالاً ضد السلالة التي ظهرت في جنوب أفريقيا من فيروس كورونا، لكن قد يكون كذلك ضد الأشكال الخطيرة من المرض.

وأكدت غيلبرت التي تدير تطوير اللقاح، عبر شبكة "بي بي سي"، أن لقاح أسترازينيكا/ أكسفورد في مواجهة سلالة جنوب أفريقيا من الفيروس "قد لا يقلّص العدد الإجمالي للإصابات، لكنه يحمي من الوفاة، والدخول إلى المستشفى، والأشكال الخطيرة من المرض"، وأضافت أن الأمر قد يستغرق "بعض الوقت" قبل التمكن من تحديد فعاليته ضد السلالة الجديدة التي تنتشر في بريطانيا لدى المسنين.
وأشارت إلى أن الباحثين يعملون حالياً على تحسين اللقاح ضد السلالات الجديدة، وقالت إنه يتمّ تحضير جرعة ضد سلالة جنوب أفريقيا، وإن الباحثين "يرغبون كثيراً" في أن تكون جاهزة في الخريف المقبل.

اللقاح البريطاني لديه "فعالية محدودة ضد الأشكال المعتدلة من المرض الناجمة عن السلالة الجنوب إفريقية

 

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن متحدث باسم أسترازينيكا، الجمعة، أن دراسة شملت ألفي شخص أظهرت أن اللقاح البريطاني لديه "فعالية محدودة ضد الأشكال المعتدلة من المرض الناجمة عن السلالة الجنوب أفريقية"، رغم أنه ليس هناك بعد ما يكفي من المعطيات في هذه الدراسة التي ستُنشر غداً الإثنين.
من جهته، أكد وزير الدولة البريطاني المكلف بشؤون اللقاحات، ناظم الزهاوي، عبر شبكة "سكاي نيوز"، صباح الأحد، أن لقاح أكسفورد/ أسترازينيكا "فعال ضد الأشكال الخطيرة من المرض، وحالات الاستشفاء" الناجمة عن السلالة الجنوب أفريقية من الفيروس.
ومن أجل مكافحة انتشار هذه السلالة، تعتزم الحكومة البريطانية مواصلة برنامج التلقيح الواسع بأسرع ما يمكن، وكذلك إجراء فحوص في المناطق التي تسجّل فيها إصابات بهذه السلالة.
وتعتمد بريطانيا، الدولة الأكثر تضرراً من الوباء في أوروبا مع 112 ألف وفاة، على التلقيح للخروج من الإغلاق الصارم الذي دخل حيّز التنفيذ في يناير/كانون الثاني، بهدف مكافحة ارتفاع عدد الإصابات المنسوب إلى السلالة الجديدة، والتي تُعتبر معدية أكثر، وقد ظهرت في جنوب شرق إنكلترا. وأُعطيت الجرعة الأولى من اللقاح لأكثر من 11 مليون شخص حتى الآن.

تستخدم الهند قدراتها باعتبارها أكبر منتج في العالم للقاحات المستخدمة في الوقاية من أمراض عديدة، في تحسين العلاقات مع دول المنطقة، ومقاومة الهيمنة الصينية

 

وصادق الاتحاد الأوروبي ودول أخرى على استخدام لقاح أسترازينيكا، إلا أن بعض الدول فضّلت أن تستخدمه حصراً لمن هم دون 65 سنة بسبب غياب المعطيات الكافية بشأن المسنين.
في شأن متصل، قال مسؤولون، الأحد، إن الهند وافقت على تقديم شحنات من لقاح كوفيد-19 لكمبوديا، كما تعتزم إمداد منغوليا والدول الجزر في المحيط الهادئ بشحنات، في حين وصلت شحنة منه إلى أفغانستان.

 

وسعياً منها للتفوق على منافستها الصين، التي وعدت بتقديم لقاحات لكثير من الدول، تقدم حكومة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، للدول القريبة ملايين الجرعات من لقاح أسترازينيكا المنتج محلياً، رغم أن برنامجها للتطعيم بدأ للتو. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية إن الهند قدمت حتى الآن 15.6 مليون جرعة من اللقاح إلى 17 دولة، سواء في شكل هبات أو عبر عقود تجارية.
وتستخدم الهند قدراتها باعتبارها أكبر منتج في العالم للقاحات المستخدمة في الوقاية من أمراض عديدة، في تحسين العلاقات مع دول المنطقة، ومقاومة الهيمنة الصينية، وقالت السفيرة الهندية في فنومبينه إن نيودلهي وافقت على مائة ألف جرعة لكمبوديا بشكل عاجل، بعد طلب قُدم من رئيس الوزراء الكمبودي. وكمبوديا حليف مهم للصين التي يتوقع أن تمدها بمليون جرعة من لقاحاتها التي طورتها بالأساس شركة سينوفارم الحكومية.
وقدمت الهند جرعات لميانمار وبنغلادش ونيبال وسريلانكا وجزر المالديف لمساعدة تلك الدول على البدء بتحصين الأطقم الطبية، وذلك ضمن مبادرتها المسماة "صداقة اللقاح". واليوم الأحد، أرسلت نصف مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا إلى أفغانستان، وهي أولى الجرعات التي تصل إلى تلك الدولة التي تمزقها الحرب، وقال مصدر حكومي إن "الجرعات منحة مجانية".

(فرانس برس، رويترز)