ليبيا: كرة القدم متنفس للسجناء في رمضان
رضوان خشيم
تنظم مؤسسة الإصلاح والتأهيل السكت بمدينة مصراتة الليبية للعام الحادي عشر على التوالي دوريات كرة القدم والسلة والشطرنج للمساجين، وذلك في إطار الأنشطة الرمضانية.
ويصف الملازم أول سامي مامي أهمية هذه الأنشطة قائلا: "نسعى للترفيه على النزلاء وتخليصهم من الطاقة السلبية المتراكمة داخلهم من خلال تفريغها في كرة القدم"، مشيرا إلى ملاحظتهم اختلاف أمزجة النزلاء عند ممارستهم الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة.
وتضم الفرق المشاركة في الدوريات عددا كبيرا من المهاجرين ومن جنسيات مختلفة، يقول مامي: "لا تتم التفرقة بين مواطنين أو أجانب في الإصلاحية، الهدف الأول هو تهذيب وتحسين سلوكيات النزلاء وتقويمها، والرياضة إحدى الطرق المساعدة في تقويم النزيل".
حسن باكير، حكم إحدى المباريات، يصف تجربته بالمشاركة في دوري النزلاء بالفريدة والمهمة، مشيرا إلى أنه "حتى النزلاء الذين لا يمارسون كرة القدم يستمتعون بمشاهدة اللاعبين داخل الملعب، وهذا بحد ذاته فسحة لهم وتشجعهم على المشاركة في الجولات أو المواسم القادمة"
وتضم الإصلاحية ما يقرب من 2000 نزيل تختلف أعمارهم وجنسياتهم، ولكن تجمعهم الكثير من الأمور المشتركة الأخرى، منها اهتماماتهم وهواياتهم.
يقول فريد، وهو أحد النزلاء: "تعرفت إلى الكثير من الأصدقاء والأحباب داخل الملعب، جمعتنا كرة القدم في البداية واهتمامنا بها وتشجيعنا للدوريات الأوروبية التي نشاهدها في التلفاز".
يضيف الدكتور أحمد الشيباني، المختص في علم الاجتماع، أن النشاط الرياضي يعد معول الأساس لبناء الإنسان وتصحيح سلوكه، قائلا: "لاحظنا تغيرا واضحا وملموسا في سلوكيات النزلاء الذين شاركوا في النشاطات الرياضية مقارنة ببعض النزلاء الآخرين الرافضين للمشاركة"، إذ يعمل النشاط الرياضي على تخفيض مستويات التوتر والعدوانية عند الإنسان، فالأشخاص الذين يمارسون الرياضة مرتين في الأسبوع على الأقل يحققون درجات أعلى في الاتزان.
وأشار إلى أن النزلاء في الإصلاحيات أغلبهم قد مروا بظروف عصيبة، بعضهم دخل الإصلاحية نتيجة إدمانه لأحد أنواع المخدرات أو لارتكابه سلوكًا عدوانيا، وهنا يأتي الدور الحقيقي للإصلاحية لإرشاده وتقويمه من خلال أساليب علمية ومبتكرة.