استمع إلى الملخص
- الاعتماد الكبير على استيراد الخضروات والفواكه بسبب تراجع الزراعة المحلية واستيراد منتجات رخيصة من دول ذات رقابة مرنة يثير القلق حول جودة وسلامة هذه المنتجات، رغم توفر بعض المنتجات المحلية مثل التمور والزيتون.
- منصات التواصل الاجتماعي تناقلت فيديوهات تظهر ارتفاع نسب نترات الصوديوم في البطيخ، مما يهدد صحة المستهلكين، لكن مركز الرقابة على الأغذية والأدوية نفى صحة هذه المعلومات، مع استمرار المخاوف بين المواطنين حول سلامة الفواكه والخضروات.
تدخل خضروات وفواكه موسمية شتوية وصيفية إلى أسواق ليبيا قبل أن يحل موسمها الطبيعي، ما يثير شك مواطنين كثيرين في جودتها، وإمكانية استخدامها في وجباتهم اليومية، خصوصاً الخضروات الأكثر استهلاكاً على الموائد.
يقول رجب السليني، وهو صاحب محل فواكه وخضار، لـ"العربي الجديد"، إن "من بين الفواكه غير الموسمية الفراولة والبطيخ التي بدأ عرضها في الأسواق منذ منتصف إبريل/ نيسان الماضي، لكن الإقبال لا يزال ضعيفاً عليها لأن موسمها يبدأ في منتصف يونيو/ حزيران الحالي". ويضيف أن "ظاهرة الغش في تسريع إنضاج الفواكه والخضار وزيادة حجمها قديمة، لكنها زادت كثيراً خلال السنوات القريبة الماضية بسبب ضعف الرقابة والمتابعة خاصة في ما يتعلق بالفواكه المستوردة من الخارج".
ويلفت الى أن "استيراد الخضار والفواكه من الخارج بات المصدر الأساس لتوفير السلع بعدما تراجع الإقبال على المهن الزراعية، وبات يصعب الحصول على بذور، وتقلّص منسوب المياه. ويستورد التجار فواكه وخضاراً رخيصة الثمن من دول لا تشدد مراقبة منتجاتها، وتصل الكميات المستوردة الى الأسواق الكبرى التي تمثل الجملة، المصدر الأساس لمجال التجزئة".
استيراد الخضروات والفواكه المصدر الأساس لهذه السلع في ليبيا
ويشير السليني إلى توفر منتجات محلية، مثل التمور والزيتون والزيت والبطيخ وغيرها، لكنها لا تتضمن فواكه من أصناف التفاح والإجاص والموز وغيرها التي تصل من الخارج. و"في الحالتين تظل نسبة الشكوك عالية في المنتجات المحلية والمستوردة، خصوصاً على صعيد نموها، لأن كل مؤشرات الحجم وغياب الطعم وسرعة النضج تدل على نمو غير طبيعي".
وتقتصر حملات مركز الرقابة على الأغذية والأدوية على محلات الفواكه والخضار، وهو يكرر إعلان إتلاف كميات من المعروضات غير الصالحة للاستخدام.
ويطالب السليني بضرورة أن يخصص المركز فرقاً لكشف مخازن الجملة في أسواق الخضار والفواكه، وأيضاً بتشديد مراقبة المنافذ البحرية والبرية التي تدخل منها الكميات المستوردة من الخارج.
وفي نهاية إبريل/ نيسان الماضي، تداولت منصات التواصل الاجتماعي تداولاً واسعاً فيديو أظهر مواطناً قاس نسب نترات الصوديوم في فاكهة البطيخ، وأعلن ارتفاعها بنسب عالية ما يهدد حياة المواطن.
لكن مركز الرقابة على الأغذية والأدوية نفى صحة مضمون الفيديو، وأكد أنه تابع انتشار الفيديو، وحدد نوع الجهاز المستخدم في القياس، والذي قال إنه "لا يصنّف من الأجهزة الدقيقة التي نستخدمها لقياس ارتفاع نسب المواد الكيمائية، لذا نطالب المواطنين بعدم الانجرار وراء شائعات، ونحن الجهة المخولة الوحيدة لتأكيد سلامة الغذاء والدواء في ليبيا".
وأوضح المركز أن إجراءاته تشمل إجراء كل التحاليل الكيميائية والجرثومية وفق المواصفة القياسية الليبية الخاصة بالبطيخ رقم 762/2015، وأنه لا يتم تحديد الحدود القصوى للنترات في البطيخ وفق اللائحة الأوروبية الخاصة بالملوّثات.
لكن عبد الله النجار، المتحدر من طرابلس، يسأل في حديثه لـ"العربي الجديد": "هل عاين المركز كل منتجات البطيخ المطروحة في السوق؟ هذا الإعلان يشير إلى أن المركز وافق على كل المنتجات المعروضة في السوق، في حين يؤكد خبراء أن المنتجات نضجت بسرعة، وأن حجمها الكبير يؤكد حقنها بمواد كيمائية ومعالجة".
وتؤكد رحمة أبو بكر التي تسكن في طرابلس، أنها أصيبت بمغص شديد مع كل أفراد أسرتها بعدما تناولوا فاكهة مشمش فور دخولها إلى السوق. وتعلّق بالقول: "أبلغنا الطبيب الذي عايننا وأشرف على علاجنا أن هذه الفاكهة هي سبب آلام المعدة التي عانتها أسرتي، وقد اشتريتها أول طرحها في السوق، ثم علمت أن موسمها يحل في الشهر التالي".
تتابع: "قد يقلل شخص من شراء فواكه، أو يشتريها في أوج موسمها، لكن الخضار تستهلك يومياً، ولا يمكن الاستغناء عنها. نقرأ كل يوم على وسائل التواصل الاجتماعي أخباراً مقلقة مثل إعلان السلطات ضبط كميات كبيرة من البصل في منتصف عام 2019، والذي ثبت احتواؤه على مواد ضارّة قد تكون مسرطنة".
وبالعودة إلى السليني، فإنّه يتحدث عن مخاوف تجار التجزئة والمواطنين من وجود عشرات المزارع التي تنتج فواكه فراولة وبطيخ في مناطق تقع جنوبي طرابلس والتي كانت مسرح حرب خلال عامي 2019 و2020. ويسأل عن إمكانية أن تتأثر تربة تلك المزارع بمواد تحللت نتيجة مخلفات الحرب والألغام التي نقلت السلطات فعلياً أطناناً منها، لكن غيرها لا يزال هناك.