مجزرة إسرائيلية أخرى في غزة.. 3 بنايات سكنية فوق رؤوس ساكنيها

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
16 مايو 2021
+ الخط -

تحوّلت المنطقة المدنية الآمنة في شارع الوحدة، وسط مدينة غزة، إلى ساحة من الدمار بفعل القصف العنيف الذي أدى إلى تدمير ثلاث بنايات سكنية على رؤوس ساكنيها، ما أسفر عن استشهاد 33 فلسطينياً وعشرات الإصابات والمفقودين، ولا تزال الأعداد في ازدياد. 

ولم يتمالك أهالي المنطقة أنفسهم منذ اللحظة الأولى للقصف المُدَمِّر، إذ هبوا لنجدة العائلات المنكوبة، وقد تناثر الحطام والردم في كل مكان، بفعل الاستهداف المُباشر لعمارتين متلاصقتين لعائلة أبو العوف، وعمارة ثالثة لعائلة الكولك. 

حجم الدمار الذي خلّفته صواريخ الطائرات الحربية الإسرائيلية، التي ضربت المنطقة من دون سابق إنذار أو تحذير فجر اليوم السابع من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ مساء الاثنين الماضي، كان صادماً، إذ تحوّلت المنطقة في غمضة عين إلى منطقة مُبادة، بالتزامن مع تواصل المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين العُزل في مختلف مناطق القطاع. 

وتتواصل عمليات انتشال الشهداء والجرحى من تحت الأنقاض، إذ تم استهداف المباني على رؤوس من فيها، من دون السماح لهم بمغادرتها، وقد أفاد أهالي المنطقة بانتشال ما يزيد عن عشرات الشهداء، بينما تعمل فرق الإنقاذ والدفاع المدني على إخراج عشرات المفقودين من تحت الردم. 

ويقول الفلسطيني أحمد اليازجي، وهو جار المباني المُدمَّرة، إنه وفي تمام الساعة الواحدة فجراً، صبّت الطائرات الحربية الإسرائيلية نارها وجنونها على المنطقة، مستهدفة بشكل مباشر عمارتين لعائلة أبو العوف وأخرى لعائلة الكولك، إلى جانب استهداف مفترق بالميرا ومفترق التايلندي، واستهداف وزارة العمل والطرق المؤدية إليها. 

ويقول اليازجي: "ساعات عصيبة مرّت علينا منذ اللحظة الأولى لبدء القصف، إذ اعتقدنا للحظة أننا سنصبح جميعاً في عداد الشهداء، فقد كان القصف جنونياً، حين سقط ما يزيد عن 30 صاروخاً من الطائرات الحربية الإسرائيلية على المنطقة المأهولة بالسكّان، خلال أقل من خمس دقائق". 

ولم يُشح اليازجي بنظره عن العمارات المُدمّرة خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إذ ما زالت خالته تحت الأنقاض، وتحاول فرق الدفاع المدني إنقاذها، إلى جانب عشرات المفقودين الآخرين. ويقول: "لا يتصوّر عقل بشري أن يتم استهداف النساء والأطفال والمدنيين العزل بهذه الطريقة الوحشية، وغير الآدمية". 

وتضم المنطقة المُستهدفة والمجاورة لمجمع الشفاء الطبي، غربي مدينة غزة، العديد من المنشآت والمحال التجارية والمطاعم، فيما ظهرت من نوافذ العمارات المستهدفة ملابس الأطفال وقد علقت على الأحبال، إلى جانب تناثر الألعاب وأحبال الزينة الرمضانية بين الرُكام. 

ويقول الفلسطيني عاهد نصر، وهو جار المباني المقصوفة، إنّ القصف الإسرائيلي كان فظيعاً لدرجة كبيرة، حيث اعتقد السُكان أنّ زلزالاً عنيفاً يضرب المنطقة الهادئة بطبيعتها، والتي تحوّلت خلال دقائق معدودة إلى منطقة مُدمرة. 

وخرج أهالي المنطقة بعد هدوء القصف للإطلاع على أماكن الاستهداف، ويقول نصر: "صُعقنا من هول ما رأينا، إذ تحوّلت عمارات سكنية كاملة إلى كومة من الردم فوق رؤوس ساكنيها (..)، ما جرى مجزرة حقيقية بحق النساء والأطفال والشيوخ". 

فيما يوضح جار المنطقة محمد توربان أنه ومع انتصاف الليل، كان أهالي المنطقة داخل بيوتهم، يتابعون الأحداث، إلى أن تحوّلت منطقتهم إلى عنوان للأحداث، ويضيف: "سمعنا أصوات انفجارات مرتفعة جداً، وبتنا محتارين بين ترك المنزل لاحتمال قصفه أو الاحتماء فيه من القصف الخارجي". 

ويضيف: "العمارات المستهدفة مدنية، وتضم عدداً من المحال التجارية، والمدنيين، وقد استقبل أصحابها عدداً من أقاربهم، بسبب أمان المنطقة وبعدها عن المناطق التي يتم استهدافها بشكل مستمر منذ بداية العدوان الإسرائيلي، لكنه من الواضح أنّ الطائرات الحربية لا تريد بغزة مكاناً آمناً". 

وتتعمد الطائرات الحربية الإسرائيلية، خلال عدوانها المُستمر على قطاع غزة لليوم السابع على التوالي، استهداف الطرق المؤدية إلى الأماكن المدنية المستهدفة بغرض عرقلة سيارات الإسعاف من الوصول إليها وإنقاذ المُصابين، ولا تزال تستهدف البيوت والأبراج السكنية والمدنية.