مجزرة الشعيطات في ذكراها السابعة: الجرح لم يندمل بعد

16 اغسطس 2021
دمر تنظيم "داعش" الإرهابي وأحرق نحو 12 ألف منزل لأبناء عشيرة الشعيطات في عام 2014 (Getty)
+ الخط -

لم يفقد أبو شهاب الأمل، ولا يزال يرجو أن يعرف ما الذي حل باثنين من أبنائه المفقودين منذ ارتكاب تنظيم "داعش" الإرهابي مجزرة الشعيطات في ريف دير الزور عام 2014، التي تصادف ذكراها السابعة الـ15 من أغسطس/ آب، وكانت من بين المجازر الدموية المرعبة التي ارتكبها التنظيم في سورية  خلال فترة سطوته ونفذتها كتيبة "البتار" إحدى كتائب التنظيم متعددة الجنسيات .

وجد أحمد أسعد الحسوني، الملقب بـ"أبو شهاب"، جثة اثنين من أبنائه الأربعة وقام بدفنهما، ويقول لـ"العربي الجديد": "أما الاثنين الآخرين من أبنائي فأخذهم التنظيم إلى العراق، ناشدت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وجمعيات حقوق الإنسان أن أعرف ما الذي حل بولديّ، أريد أن أعلم إن كان ابناي حيين أو ميتين، لكن دون جدوى. ليس فقط ولداي بل هناك نحو 300 شخص مفقود، حيث اقتيد إلى العراق 120 شخصاً ولا نعلم عنهم أي شيء حتى الآن".

الناجي أبو محمد يروي لـ"العربي الجديد" كيف خدع التنظيم أبناء العشيرة، وكيف قتل أقرباءه "دخل علينا التنظيم في المدينة، أخبرونا أن لاعلاقة لهم بنا وهناك أشخاصاً محددين يلاحقونهم، فقط من حاربهم، وأخبرونا أن نغادر منازلنا إلى القرى المجاورة وستعودون لمنازلكم آمنين، غادرنا لمدينة البحرة، بدأ شبان يتحدثون بلهجة المغرب العربي يداهمون المنازل، كنت أجلس مع اثنين من أخوالي عند مداهمة المنزل الذي نحن فيه، هربت على الفور مع بدء المداهمة، وقبضوا على أخوالي، وقالوا حينها إنهم سيحققون معهم فقط ويعيدوهم، لكن في اليوم ذاته، انتشرت صورهم وهم مذبوحين ومقطوعي الرأس، ما حدث هو مجزرة تقشعر لها الأبدان وخوف، حتى لم يعد بالإمكان أن نقول أننا من أبناء الشعيطات، نمنا في الحقول وعلى شط الفرات، حتى الأطفال أصيبوا بالرعب والخوف".

علي العلي، من رئاسة جمعية شهداء الشعيطات، يقول لـ"العربي الجديد": "جمعية شهداء الشعيطات تعمل على مساعدة عوائل الشهداء، كونه لم يساعدهم أحد، سواء الجهات الرسمية أو منظمات دولية، وفكرة الجمعية تطوعية أنتجت ثماراً جيدة حتى الآن، وعمل الجمعية يقوم على تقديم نشاطات توعية بخصوص كورونا وحملات توعية أيضاً وتوزيع بروشورات، مع سلال غذائية كل شهر، وعلمنا الخياطة لبعض عائلات الشهداء، وتوزيع بطاقات خبز مجانية على العائلات الأشد حاجة، ونعمل وفق الفئات".

ويذكر العلي تفاصيل وأرقاماً حول القتلى والمفقودين جراء المجزرة وتأثيرها على العائلات، وأوضح أن أبناء عشيرة الشعيطات حاولوا التصدي للتنظيم لكن من دون جدوى، وبعدها فرض التنظيم حصاراً على مناطق الشعيطات، ليلاحق أفرادَ العشيرة تحت ذريعة نقض "البيعة" حسب زعمه، ويعلن التنظيم مناطق سكن الشعيطات مناطق عسكرية، وبدأ بحملات قتل وذبح استمرت مدة 6 أشهر، قتل فيها التنظيم الأطفال والنساء وكبار السن، ودمر التنظيم خلالها وأحرق نحو 12 ألف منزل لأبناء العشيرة.

ومن بين القتلى الموثقين 15 شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، وخلفت المجزرة 2262  طفلاً يتيماً، يعانون في الوقت الحالي من العوز والحرمان بعد فقدان المعيل وحتى الأمان، كون أن هناك عائلات قُتل منها 5 أو 6 أفراد، وهؤلاء الأيتام يعيشون تحت خطر الفقر في ظل نقص شديد في متطلبات الحياة الأساسية، وانتشرت ظاهرة التسول بين عائلات شهداء المجزرة، إضافة إلى عمالة أطفال الشهداء باعةً جوالين في الأسواق وعلى أرصفة الطرقات، ما أجبرهم على ترك مقاعد الدراسة، وأدى ذلك إلى تفشي الجهل والأمية بين أبناء عوائل الشعيطات. 

والشعيطات هي واحدة من عشائر قبيلة العقيدات، ويصل عدد أفرادها إلى نحو 200 ألف نسمة، وتسكن الضفة اليسرى لنهر الفرات، شرق دير الزور بحوالي 90 كيلومتراً، ويقيم أبناؤها على رقعة جغرافية واحدة تتوزع على قرى أبو حمام والكشكية وغرانيج.

المساهمون