- نقابة المحامين في بيروت أدانت الاعتداء بشدة، معتبرة إياه تطاولاً على كرامة المهنة، وأعلنت عن تحركات قانونية لملاحقة الجناة بالتعاون مع السلطات.
- الحادثة أثارت استياء واسعاً في الأوساط الحقوقية والاجتماعية، مشيرة إلى انهيار الدولة ومؤسساتها وضرورة تحرك السلطات لضمان الأمان وحماية المواطنين، خاصة النساء.
تعرضت المحامية اللبنانية سوزي بو حمدان، يوم الخميس، لاعتداء أمام أعين المارة وسط الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث كانت عرضة للضرب والسحل على يد زوج موكلتها ووالده أمام المحكمة الجعفرية. وانتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر لحظة الهجوم عليها في الشارع دون تدخل من الجهات الأمنية المعنية.
وفي اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أفادت بو حمدان بأنها كانت تدافع عن موكلتها في قضية حضانة، وأن الجلسة كانت الأولى بالنسبة لها في هذا القضية. وقالت: "بعد انتهاء الجلسة، بدأ زوج موكلتي ووالده بتوجيه التهديدات والتوعدات لي، حيث أبلغت عنصر قوى الأمن الداخلي بتلك التهديدات، إلا أنها لم تمنع تعرضي للهجوم مرتين وسرقة الملف".
اعتدى أحد الرجال على المحامية #سوزي_بو_حمدان، موكلة زوجته، أمام #المحكمة_الجعفرية في المشرّفية، كما انضمّ له رجلٌ كان برفقته، وحاولا سحب ملفٍّ من يدّ بو حمدان بدون تدخّلٍ يُذكَر. بل بدا لافتاً أنّ أحد الحاضرين حاول تبرير الاعتداء قائلاً أنّ المعتدى عليها هي زوجة المعتدي، قبل أن… pic.twitter.com/7DpSRDRmn8
— Megaphone (@megaphone_news) April 25, 2024
وفي تفاصيل القضية، كشفت بو حمدان أن موكلتها ادّعت على زوجها ووالده في قضية حضانة، بسبب إجبار الزوج لها ولابنها على مغادرة المنزل والعيش في منزل عائلته، بحجة أنه الرجل وهو من يحدد مكان الإقامة. وقد تعرضت للعنف على يد والده الذي اصطحبها إلى منزل أهلها مع ابنها، ثم قرر في ما بعد الاستيلاء على حفيده. ولذلك قررت موكلتها مطالبته بمسكن منفصل عن أهله أو بحضانة الطفل.
وأشارت بو حمدان إلى أن الزوج كان مستدعى للرد بعد جلسة سابقة منذ حوالي ثلاثة أيام، إلا أنها لم تتمكن من الحضور بسبب مشكلة صحية. وأضافت قائلة: "منح رئيس المحكمة الزوجين فرصة للمصالحة، لكن الزوج يسعى لتحقيق مبتغاه بالقوة، وكان اليوم يوم تصفية حساباته عليّ، ولذا قررت اللجوء إلى القانون وتقديم شكوى ضده وضد والده". وعبرت عن أسفها لعدم تدخل الأمن رغم سماعه للصوت، في حين بقي حراس المحكمة متفرجين على الحادث، مما أثار استياءها. وأضافت بحزن: "لم يكن هناك من يرحمني سوى العناية الإلهية وامرأة رفضت الكشف عن هويتها".
تعرضت المحامية #سوزي_بو_حمدان للضرب أمام باب #المحكمة_الجعفرية في #لبنان، من قبل زوج موكلتها ومجموعة من الرجال الذين كانوا بصحبته.
— شريكة ولكن - Sharika wa Laken (@Sharika_walaken) April 25, 2024
وقعت جريمة الاعتداء في منطقة الشياح أمام باب المحكمة ذاتها التي دأبت على تهديد حقوق النساء، فأعانت الرجال على حرمانهن من حضانات أطفالهن/م.
والنساء… pic.twitter.com/hmWdiN7wZj
ودانت نقابة المحامين في بيروت في بيان "الاعتداء السافر بالضرب على الزميلة سوزي بو حمدان من قبل شخصين باتا معروفين من الجميع، وذلك خلال ممارسة الزميلة لرسالتها السامية وهي مرتدية لثوب المحاماة". وأوضحت النقابة أن نقيب المحامين في بيروت فادي مصري تحرك فوراً، وكلف مفوضة قصر العدل مايا الزغريني بمتابعة الحادث مع السلطات القضائية والأمنية المختصة.
وفي هذا السياق، أعلنت النقابة أنها ستتخذ إجراءات قانونية تتمثل في ملاحقة الجناة بالتعاون مع المحامية بو حمدان، وقد أصدر المحامي العام الاستئنافي القاضي رامي عبدالله إشارة إحضار بحق المعتدين. واستنكرت النقابة هذا "التطاول المشين الذي يمس كرامة المهنة وسمعتها"، محذرة من أي "مساس بالقيم والمقدسات". وطالبت القضاء المختص باتخاذ أقصى العقوبات بحق المعتدين.
من جهتها، عبرت المحامية والناشطة الحقوقية مريانا برو، في حديثها لـ"العربي الجديد"، عن استيائها الشديد، حيث أكدت: "ما شهدناه اليوم يُظهر بوضوح انهيار الدولة بكل مؤسساتها، وفقدان الخوف من العقاب والقانون والسلطات الأمنية والقضائية. وهذا يبرز السبب وراء ارتفاع حالات العنف ضد النساء، فالرجل الذي يجرؤ على مهاجمة امرأة أمام الجميع بلا أدنى شعور بالخجل يعكس بجرأته هذه عدم احترامه للقانون والقيم".
وأوضحت برو أن عقوبة المسّ بمحامٍ تكون مضاعفة، لكنها استغربت مدى جرأة الجاني في تنفيذ هذا الاعتداء. وتساءلت: "فما هي حال العنف الذي يمارسه هكذا شخص بحق زوجته أو ابنته. إنه نموذج عن العديد من الرجال الذين يعنفون النساء والأطفال". وتابعت: "هذه الحادثة تعكس صورة مصغرة لمجتمع يفتقر إلى الرقابة والعدالة، حيث نسمع كل يوم عن جرائم جديدة ترتكب بلا رادع. ومن المفروض أن يتحرك القضاء وتأخذ الأجهزة الأمنية دورها بشكل فوري"، مشددة على ضرورة تحرك السلطات لضمان الأمان وحماية المواطنين، خاصة النساء. وقالت: "لم يعد هناك أمان في لبنان لأي مواطن، والنساء هنّ الأكثر عرضة للخطر".