شارك المرشحون الخمسة من أحزب البيئة (الخضر) الفرنسية في أول مناظرة عامة بثتها وسائل الإعلام المحلية، تمهيدا للانتخابات الرئاسية، معلنين بدء العد العكسي لانتخابات يتوقع كثيرون أنها ستكون معقدة في ظل تجدد المواجهة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، فضلا عن تشتت الأحزاب، وعدم وضوح برامج مرشحيها.
وتجنب مرشحو "الخضر" التصريحات العنيفة في مناظرة الأحد، على الرغم من وجود اختلافات بينهم في مقاربة الأوضاع في فرنسا، في حين كانت البيئة والطاقة عنوان المناظرة.
وقال أحد أبرز المرشحين رئيس بلدية غرونوبل، إريك بيول، إن "الاختلاف هو الطريقة التي نريد أن ندير بها، فنحن بحاجة إلى الأموال الموجودة في أيدي قلة لتمويل التحول البيئي".
وقال يانيك جادوت، أحد أبرز وجوه "دعاة البيئة": "نحن دعاة حماية مسؤولون. يجب أن نكون مسؤولين تجاه الطاقة النووية، وهذا يتطلب تنظيم أنفسنا لتجنب الكارثة"، وأوضح أن برنامجه أن يعتمد على مسار تحول بيئي يتضمن "الاعتماد على الشمس والرياح، والطاقة الحرارية الأرضية، وعلى الطاقات البحرية، والذي سيكون أفضل من الاعتماد على بترول دول الخليج، أو استيراد اليورانيوم من النيجر".
وكشفت ساندرين روسو، عن أنها أعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية لأن الرئيس ماكرون استفزها عندما عين جيرالد درمانان "المتهم بالاغتصاب" وزيراً للداخلية، ولأنه "ضرب عرض الحائط" بجهود آلاف النساء اللواتي "يناضلن من أجل المساواة"، وأعربت عن استهجانها لتخصيص أموال طائلة لبناء المفاعلات النووية. "تلك الأموال يحب أن تخصص للتحول البيئي، والطاقة المتجددة. بناء شركة الكهرباء الفرنسية لمفاعل طاقة من الجيل الثالث هو بدعة عبثية تهدد الميزانية، فقد بدأنا بـ3 مليارات يورو، ومن المحتمل أن نصل إلى 19 مليارا للتمكن من إنهاء بناء هذا المفاعل".
وللإجابة عن الانتقادات التي توجه لممثلي حزب "الخضر" بأن خطتهم في التحول البيئي ستتسبب بخسارة 220 ألف وظيفة مرتبطة بالصناعات النووية فقط، سلط إريك بيول الضوء على الوظائف التي سيتم إنشاؤها من خلال تحول الطاقة، وقال إن برنامجه "سيوفر مليونا ونصف مليون من الوظائف"، واقتبس من مؤسسة "نيكولاس هولوت" المعنية بأبحاث البيئة، أنه "بحلول عام 2030، يمكن خلق 15 ألف فرصة عمل في قطاع محركات السيارات من خلال امتلاك صناعة تتكيف مع عالم اليوم"، في إشارة إلى صناعة السيارات الكهربائية.
من جانبه، قال المرشح جان مارك جوفرناتوري إنه لا يعارض فكرة التخلي عن الطاقة النووية، لكن "علينا الخروج من الطاقة النووية عندما نكون قادرين، فقد يكون ذلك في غضون 10 سنوات، وقد يستغرق 30 عاماً، لكن يجب أن نبدأ العملية، ولا سيما من خلال تطوير الطاقة المتجددة. أنا أحب أفلام الخيال العلمي، لكني لا أحب الخيال السياسي. أنا مناصر للبيئة، لكني أيضاً أعيش في الواقع".
أما المرشحة الخامسة دلفين باتو، فقد اعتبرت أن خفض النمو من أجل حماية البيئة أصبح أمراً ملحاً، وناشدت أن يتم اتخاذ مبدأ خفض النمو مقابل "مرافقة النمو أو تصحيحه"، وأضافت أن تلك الطروحات تشكل "طريقاً مسدوداً لن يمنح دعاة حماية البيئة ديناميكية قادرة على الفوز".
ومن المقرر أن يخوض المرشحون الخمسة مناظرة جديدة يوم الأربعاء المقبل، قبل أن يفتح باب التصويت بين 16 و19 سبتمبر/أيلول الحالي، من أجل اختيار مرشح واحد من بينهم لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2022.