أعلنت السويد عن مصرع آخر رسامي رسوم النبي الكريم محمد، لارس فيلكس (75 عاماً)، بعد أشهر على رحيل زميله الدنماركي كورت فيسترغورد بمرض عضال. وكان فيلكس قد أثار عام 2007 موجة غضب واحتجاجات بعد نشره رسوماً متخيلة حول النبي محمد.
وأعلنت الشرطة السويدية أن حادث سير على الطريق الأوروبي السريع، إي 4، شهد اصطدام سيارة شحن بسيارة فيلكس في مدينة ماركارود في جنوب السويد عصر أمس الأحد، ليلقى حتفه برفقة ضابطي شرطة كانا يحرسانه. ولم توضح الشرطة أسباب الحادث الذي أدى إلى اشتعال النيران بالسيارتين المتصادمتين.
وعاش فيلكس، منذ توجيه تنظيم القاعدة تهديداً بقتله، ورصد 100 ألف دولار لمن يقتله، تحت حماية أجهزة الاستخبارات السويدية. وفي فبراير/ شباط 2015، شهدت البلاد هجوماً مسلحاً على مبنى في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن حيث كان يشارك في ندوة ركزت على حرية التعبير، وأطلق الشاب عمر الحسين (من أصول فلسطينية) طلقات نارية على المبنى قبل أن تطارده الشرطة الدنماركية وتطلق عليه النار فيقتل على الفور. أمر أثار سجالاً حول التشدد الديني لدى الجيل الثاني من أبناء المهاجرين.
وكانت الرسوم الكاريكاتيرية التي انطلقت من الدنمارك على يد الرسام فيسترغورد، ونشرتها صحيفة "يولاندس بوستن" عام 2005، قد أثارت موجة احتجاجات واسعة في عدد من الدول العربية والإسلامية، وأدت إلى أزمة سياسية ودبلوماسية كبيرة للدنمارك، أعقبتها موجات تعاطف إسكندنافية مع كوبنهاغن، تمثلت بإعادة صحفها نشر رسوم شبيهة، من بينها رسوم فيلكس، تحت عنوان "تعزيز حرية التعبير والنشر".
وقبل فترة، أطلق سراح شاب صومالي بعد قضاء محكوميته بتهمة محاولة اغتيال الرسام الدنماركي فيسترغورد في منزله وسط الدنمارك، ما أعاد السجال مرة أخرى حول "ضرورة أن تتحول الرسوم الـ 12 (التي رسمها الرسام الدنماركي) إلى جزء من المنهاج الابتدائي"، بحجة تعليم الأطفال تقبّل النقد وحرية التعبير.
وتعقيباً على مصرع فيلكس واثنين من مرافقيه في سيارة تابعة للاستخبارات السويدية، أكدت الشرطة في البداية مقتل رجلي أمن و"شخص بحمايتهما"، قبل أن تعلن لاحقاً مقتل فيلكس. وتعتقد الشرطة أن السيارة الأمنية (المدنية) جاءت من الاتجاه الخطأ فاصطدمت بها سيارة شحن، فأصيب سائقها بجراح متوسطة، بينما اشتعلت النيران بالسيارتين لتضع حداً لحياة آخر الرسامين الإسكندنافيين الذين أثاروا سجالاً وغضباً، وأسسوا لعلاقة متوترة بين الأقليات المسلمة، وخصوصاً في الدنمارك والمجتمعات المحلية.
وكانت فرنسا قد شهدت خلال الأعوام الماضية موجة عنف على خلفية نشر شارلي إيبدو عدداً من الرسوم الساخرة، وقتل مدرس فرنسي عرض على طلابه رسوم المجلة في باريس العام الماضي، ما خلق أجواء مشحونة بين الرئاسة الفرنسية التي أعلنت دعمها لنشر الرسوم، والمسلمين حول العالم الذين عبروا عن رفضهم من خلال الدعوة إلى مقاطعة البضائع الفرنسية. ويستمر السجال بين المسلمين في فرنسا والسلطات الماضية بتشدد قانوني حيالهم وتبني قوانين بذريعة الحد من التشدد الإسلامي في البلاد.