تستمر موجات النزوح المتوالية من قرى وبلدات الموصل نحو المناطق التي تسيطر عليها القوات العراقية، بعد انطلاق المراحل الأولى من معارك الموصل المرتقبة التي أعلنتها قيادة العمليات المشتركة لدخول مركز مدينة القيارة جنوب الموصل، بحسب مصادر عسكرية.
وكشفت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، اليوم الخميس، عن نزوح أكثر من 1322 أسرة من القرى والبلدات التابعة لمدينة الموصل (شمال البلاد)، شملت مناطق الشرقاط وبلدة القيارة وقرى وبلدات أخرى تجري فيها عمليات عسكرية مستمرة.
وقالت الوزارة في بيان لها إنّ "بلدات الشرقاط والقيارة شهدت موجات نزوح مستمرة خلال الثلاثة أيام الماضية، وصلت إلى نحو 15 ألف نازح اليوم توجهوا نحو مناطق محافظة صلاح الدين التي تسيطر عليها القوات العراقية".
وذكر مدير قسم المحافظات الشمالية في وزارة الهجرة والمهجرين، مهند صالح، في تصريح صحافي أنّ "عدد الأسر التي نزحت من بلدة الشرقاط وصل إلى نحو 15013 أسرة أغلبها من مناطق الشرقاط وجنوب الموصل".
وكشفت مصادر محلية من محافظة صلاح الدين وسط البلاد، أن وزارة الهجرة وزّعت حصصاً إغاثية للنازحين بلغت 1446 حصة غذائية للأسر النازحة في مدينة تكريت تضمنت سلالا غذائية ومراوح كهربائية تعمل بالشحن.
يأتي ذلك في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية في مناطق محيط الموصل تمهيداً لبدء المعركة المرتقبة لاستعادة المدينة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وقال ناشطون من محيط الموصل، إن الطائرات العراقية ألقت فجر اليوم آلافاً من المنشورات على كافة أنحاء مدينة الموصل تحث المواطنين على عدم الخروج من مدينتهم والابتعاد عن مقرات تنظيم "داعش".
من جانبها، ذكرت خلية الإعلام الحربي في بيان بثه التلفزيون الحكومي العراقي أن "الطائرات العراقية ألقت منشورات على أهالي الموصل تحثهم على عدم النزوح من المدينة".
فيما قالت القوات العراقية إنها تمكنت من الوصول إلى مركز بلدة القيارة جنوب الموصل التي تعد من البلدات الاستراتيجية المهمة بحسب عسكريين.
وتأتي المنشورات التي تحث أهالي الموصل على البقاء وعدم النزوح في تطور جديد على صعيد معركة الموصل المرتقبة، كما يرى مراقبون أنها تحثهم على البقاء نظراً للعدد الكبير جداً من المدنيين داخل الموصل.
ويرى المحلل الأمني فاضل المعموري أن "القيادة العراقية اتجهت نحو فكرة الإبقاء على أهالي الموصل داخل مدينتهم نظراً لعددهم الكبير جداً الذي يفوق مليونين ونصف مليون مدني داخل المدينة لصعوبة إغاثتهم في حال نزوحهم من الموصل".
ويبيّن المعموري لـ"العربي الجديد" أن" خطة إبقاء المدنيين داخل الموصل في حال بدء المعركة المرتقبة ربما تكون أفضل للحفاظ على حياتهم إذا أخذت الحكومة العراقية والتحالف الدولي بنظر الاعتبار الكثافة السكانية في المدينة خلال عمليات التحرير".
ورغم هذه المنشورات يتخوف أهالي وشيوخ ووجهاء الموصل من ارتكاب ما وصفوها بالمجازر البشرية حال بدء معركة الموصل خشية مشاركة مليشيات الحشد الشعبي وتكرار ما حصل في جرف الصخر وديالى وبيجي وتكريت والفلوجة.
ويوضح الشيخ حامد الحديدي، أحد وجهاء الموصل أن "معركة الموصل خطيرة ولا بد أن يؤخذ خلالها العدد الكبير جداً للمدنيين بعين الاعتبار، ونخشى أن تقع مجازر بحقهم خاصة أن المئات منهم قتلوا خلال العامين الماضيين بقصف الطائرات العراقية وطائرات التحالف الدولي".
ويتابع "موجات النزوح من أطراف الموصل مستمرة بشكل كثيف، لكن أهالي الموصل المتواجدين داخلها لا يمكنهم النزوح بسبب عددهم الكبير وفي ظل عدم وجود خطط حكومية واضحة لإغاثتهم".
وأعرب الحديدي عن تخوفه من استخدام القوات العراقية سياسة الأرض المحروقة في الموصل إذا ما شاركت مليشيات الحشد الشعبي في المعركة.