انطلقت اليوم الأربعاء امتحانات الفصل الدراسي الأول في مناطق سيطرة النظام السوري، وفي مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد" وسط أوضاع اقتصادية وحياتية صعبة ألقت بثقلها على الأهالي، وانعكست على استعداد الطلاب لهذه الامتحانات، نتيجة الانقطاع المتكرر للكهرباء، وعدم القدرة على تأمين مواد التدفئة. وبالمقابل، يذهب الطلاب إلى مدارسهم لتقديم الامتحانات، في ظل انقطاع وقود التدفئة عن معظم المدارس، ما يزيد من صعوبات تقديم الامتحانات في أجواء شديدة البرودة.
تقول كاجيا محمد، وهي سيدة من القامشلي لـ"العربي الجديد"، "إن أولادها انطلقوا اليوم إلى امتحاناتهم رغم عدم جاهزيتهم الكاملة للامتحان، إذ لم يتمكنوا خلال فترة الانقطاع التي سبقت الامتحان من التحضير الجيد للاختبار، فغياب الكهرباء خلال الأسبوع الأخير منع الطلاب من الدراسة في الفترة المسائية".
وتأمل كاجيا أن يحقق أولادها نتيجة مقبولة، مقارنة بالصعوبات التي تعترض حياتها، وعجزها عن تأمين جميع مستلزماتهم الدراسية، نتيجة ضعف الأحوال المادية.
وفي السياق ذاته، يقول خالد العمر، من أهالي مدينة حماة لـ"العربي الجديد"، إن استعداد أولاده للامتحان لم يكن جيداً، فارتفاع أسعار مواد التدفئة منعه من إشعال أكثر من مدفئة في المنزل، ما يعني أن أبناءه قضوا فترة الاستعداد في غرفة العائلة ضمن أجواء تفتقر إلى أي تركيز، كذلك أدى غياب الكهرباء إلى اقتصار دراستهم على ساعات النهار، وهو وقت غير كافٍ للتحضير.
من جانبه، يرى المدرس رضوان عيسى، من مدينة الحسكة، أن هذه السنة أفضل من سابقتها من الناحية الأمنية، إلا أنها أسوأ من الناحية المادية، ويقول لـ"العربي الجديد" إنّ هذا العام كان أفضل من الجانب الأمني، إلا أن الأوضاع المعيشية للتلاميذ وأولياء أمورهم تنعكس سلباً على أدائهم التعليمي، كذلك إن سوء الأوضاع المادية للكوادر التدريسية انعكس سلباً على سير العملية التربوية والتعليمية، إضافة إلى سير الامتحانات القائمة حالياً، إذ لا يمكن الفصل بين كل هذه الأمور.
ويضيف العيسى: "الأوضاع داخل المدارس لم تكن بالحال الأفضل، فأعداد الطلاب كبيرة بقاعة الامتحانات الواحدة، وهناك قلة في أعداد المدرسين وغياب أعداد كبيرة منهم، فضلاً عن نقص المقاعد والطاولات وغياب أي وسيلة للتدفئة ضمن القاعات الصفية، ناهيك عن صعوبة وصول الطلاب إلى مدارسهم نتيجة قلة وسائل المواصلات وارتفاع أجورها.
ونقلت وكالة سانا الناطقة باسم النظام السوري عن مدير التعليم في وزارة التربية، عماد هزيم قوله: "إن أكثر من ثلاثة ملايين وستمئة ألف طالب من مختلف الصفوف المدرسية توجهوا اليوم إلى مدارسهم، للبدء بامتحانات الفصل الدراسي الأول لعام 2022-2023، الذي سيستمر حتى الثاني عشر من شهر كانون الثاني الجاري".
وفي سياق منفصل، تشهد مناطق سيطرة النظام السوري حالة اقتصادية سيئة، نتيجة تردي مستوى الدخل وانهيار سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي، إضافة إلى أزمة المحروقات التي تشهدها تلك المناطق، والتي أدت للمرة الأولى منذ اندلاع الحراك الشعبي في سورية إلى شل حركة المواصلات في مناطق متفرقة من البلاد.