نجح المهندس الزراعي الفلسطيني، محمد أبو الخير، بجهودٍ ذاتية في إنتاج مجموعة من نباتات الصبار، بعد أن قام باستيراد أصناف منها من الخارج للقيام بإنتاج العشرات منها في قطاع غزة، بهدف نشر هذه الثقافة بين الفلسطينيين.
وشارك أبو الخير إلى جانب عدد من المزارعين وأصحاب المشاتل ومربي الطيور في القطاع في معرض "زهور وطيور فلسطين 2022"، اليوم الأحد، والذي أقامته سلطة المياه وجودة البيئة، في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة.
وشهد المعرض عرض عشرات المزروعات والأشتال والطيور التي تنتج محلياً أو يجري جلبها من الخارج وإعادة إنتاجها، إذ جرى عرض مجموعة من أشجار الزيتون والحمضيات ونباتات الصبار والأزهار، إلى جانب الطيور مثل العصافير وطيور الحمام.
ويقول أبو الخير لـ"العربي الجديد"، إنه يسعى لتعزيز ثقافة الجمال الخاصة بالصبار في المجتمع المحلي، خصوصا مع وجود أحجام متنوعة منها نجح المزارعون والمهندسون الزراعيون في إنتاجها خلال الفترة الأخيرة.
ويوضح المهندس الزراعي، أن أنواع الصبار المتوفرة في المعرض والتي حرص على المشاركة بها تعود أصولها إلى منطقة جنوب شرق آسيا وأميركا الجنوبية والشمالية وجنوب أفريقيا والصحراء الوسطى في أفريقيا، ويعتبر بعضها من الأصناف المشهورة عالمياً.
ويشير إلى أن أهمية المعرض بالنسبة له، تكمن في نشر ثقافة الصبار وتربيته، بحيث تصبح أكثر رواجاً في صفوف الفلسطينيين في القطاع، على اعتبار أن هذه النبتة لم تكن من النباتات المنزلية خلال السنوات العشر الماضية.
أما مربّي الطيور مصلح ياسين، فحرص هو الآخر على المشاركة في المعرض، وعرض ما لديه من طيور اعتاد على تربيتها منذ أن كان في سن 13 عاماً، في الوقت الذي بلغ فيه حالياً 50 عاماً، إذ تعتبر تربية الطيور مهنته وهوايته.
ويقول ياسين لـ"العربي الجديد"، إنه عمل خلال سنوات حياته على تهجين عشرات الأصناف من الطيور والعصافير وبيعها في السوق المحلية، سواء كانت من الطيور المحلية التي تعيش في فلسطين أو التي تنتج في الخارج.
ويشير إلى أن الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع انعكس بالسلب عليهم كمربي طيور من ناحية عدم سماح الاحتلال بتصدير هذه الطيور إلى الخارج، إلى جانب عدم توفر الأدوية والعلاج اللازم للطيور، والاعتماد على أدوية بديلة محلية.
وبحسب مربي الطيور الفلسطيني، فإن الأعلاف الخاصة بالطيور المستوردة من الأراضي المحتلة عام 1948 تحتاج إلى إعادة معالجة، نظراً لأنها تصيب الطيور بمرض "السالمونيلا" ما يضطره لاتباع إجراءات بديلة لجعلها صالحة.
وتقتصر عملية بيع الطيور المهجنة والتي يجري إنتاجها محلياً على السوق المحلية فقط، نظراً لعدم سماح الاحتلال بنقلها عبر معبر كرم أبو سالم التجاري للخارج، منذ أن فُرض الحصار الإسرائيلي على القطاع 2007، وهو ما أضر بمربي الطيور اقتصادياً.
ويرى ياسين في المعرض فرصة لتسويق هذه الطيور وعرضها أمام المجتمع الفلسطيني، خصوصاً أن تربية الطيور والعصافير هي المهنة التي اعتاد عليها خلال سنوات عمره، ولا توجد له مهنة أخرى، إلى جانب محاولة تعزيز ثقافة اقتنائها.
إلى ذلك، يقول رئيس سلطة المياه وجودة البيئة في غزة، يوسف إبراهيم، إن القطاع يعاني في ملف البيئة بشكل كبير نتيجة ممارسات الاحتلال تجاه الأراضي، إلى جانب المقذوفات التي يقصف بها الفلسطينيين خلال جولات الحروب والتصعيد المختلفة.
ويضيف إبراهيم لـ"العربي الجديد"، أن القطاع يعاني في ملف المياه كثيراً، حيث يحتاج إلى 250 مليون متر مكعب في الوقت الذي تبلغ فيه إجمالي الكمية المتوفرة 150 مليون متر مكعب فقط، عدا عن تدهور الجودة نظراً لارتفاع نسبة الأملاح.
وبحسب رئيس سلطة المياه وجودة البيئة، فإن معرض "زهور وطيور فلسطين 2022" جاء لعرض ما تتعرّض له البيئة الفلسطينية من استهداف إسرائيلي، وكذا محاولات مقاومة هذا الاستهداف، ونشر ثقافة الزراعة وتربية الطيور بمختلف أشكالها.