شكك خبير في بعثة منظمة الصحة العالمية إلى الصين التي حققت في منشأ فيروس كورونا، الأربعاء، في صحة المعلومات الأميركية حول الوباء الذي يواصل انتشاره في العالم ويؤدي إلى فرض قيود أكثر تشددا تثير انتقادات متزايدة.
في بروكسل، ستدافع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين أمام برلمان الاتحاد الأوروبي عن استراتيجية المفوضية المثيرة للجدل بشأن اللقاحات، السلاح الوحيد ضد فيروس كورونا.
وكتب بيتر دازاك، العضو في بعثة منظمة الصحة العالمية، في اليوم الأخير للزيارة إلى ووهان بوسط الصين في تغريدة "لا تثقوا كثيراً بالمعلومات الأميركية"، في إشارة إلى تصريحات أدلى بها متحدث باسم الخارجية، تجنب فيها تبني الاستنتاجات الأولى لخبراء منظمة الصحة العالمية بعد جولتهم في ووهان.
"How outrageous is that?! They're fighting against the pandemic, yet others are accusing them of creating & spreading the virus?!" @PeterDaszak member of WHO-China team, fought back at unfounded accusations against his Chinese peers, while warning rumors might still linger. @WHO pic.twitter.com/r559ZvdTma
— TIAN Wei (@tianwei) February 10, 2021
وبعد مهمة استمرت أربعة أسابيع في ووهان التي كانت في بادئ الأمر بؤرة وباء كورونا، أكد خبراء منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، أنهم لم يتمكنوا من تحقيق استنتاجات ملموسة بشأن منشأ الفيروس. لكن المنظمة اعتبرت أنه من "المستبعد للغاية" أن يكون الفيروس قد تسرب من مختبر في المدينة الواقعة وسط الصين، وهي فرضية دعمتها الولايات المتحدة في وقت من الأوقات.
.@WHO @WHOGOARN team working right up to departure. It’s only the beginning of the road w/ a lot of work to do now following up these leads w/ our colleagues in China. V proud of our achievements. Realistic about what lies ahead! Thanks @Peterfoodsafety for your leadership! pic.twitter.com/SzdUB3hiDr
— Peter Daszak (@PeterDaszak) February 10, 2021
واتهمت الإدارة السابقة برئاسة دونالد ترامب معهد علم الفيروسات في ووهان بأنه سمح بتسرب الفيروس، عرضاً أو عمداً.
رغم أن إدارة بايدن نأت بنفسها الثلاثاء عن فرضية تسرب الفيروس من المختبر، لكنها في الوقت نفسه لم تتبن استنتاجات فريق منظمة الصحة العالمية.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس "بدلاً من القفز إلى استنتاجات دافعها أي شيء سوى العلم، نريد أن نرى إلى أين تقودنا البيانات والعلم، وسنبني استنتاجاتنا على ذلك الأساس".
وردا على سؤال للتعليق على موقف واشنطن، قال الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وين بن، أمام الصحافة، إن بلاده ستواصل التعاون مع منظمة الصحة العالمية بشكل "منفتح وشفاف".
ودعا واشنطن إلى القيام بالمثل، معربا عن أمله في أن يتمكن خبراء منظمة الصحة من التوجه بدورهم إلى الولايات المتحدة لإلقاء الضوء على مصدر الوباء.
منذ ظهور أولى الإصابات بكورونا في ديسمبر/ كانون الأول 2019 في ووهان، بدأ العالم بفرض قيود وطرح تساءلات عن مصدر أزمة صحية مأساوية تسببت حتى الآن بوفاة أكثر من 2,3 مليون شخص.
سباق مع الزمن
فيما يخوض العالم سباقا مع الزمن في حملة التلقيح، ستدحض رئيسة المفوضية الأوروبية أمام النواب الأوروبيين، الذين يعقدون جلسة عامة في بروكسل، اتهامات ببطء حملة التلقيح في الاتحاد الأوروبي.
وكانت عزت هذا التأخر، في حديث للصحافة الألمانية السبت، إلى "النقص العالمي في المكونات" التي تدخل في صنع اللقاحات.
وباتت بريطانيا آخر دولة تفرض إجراءات متشددة على الحدود لمكافحة كورونا، فقد أعلنت الثلاثاء أن على كل المسافرين الوافدين إلى إنكلترا الخضوع لفحصين للكشف عن الوباء، في اليومين الثاني والثامن من حجر صحي إلزامي لمدة عشرة أيام.
وتخشى الدولة، الأكثر تضررا من الوباء في أوروبا مع حوالى 113 ألف وفاة، أن تصبح أكثر عرضة للنسخ المتحورة من الفيروس التي قد تقاوم اللقاحات.
وللأسباب نفسها، أعلنت إسبانيا التي تجاوزت حصيلة الإصابات فيها ثلاثة ملايين، الثلاثاء، تمديد القيود المفروضة على الرحلات القادمة من بريطانيا والبرازيل وجنوب أفريقيا حتى 2 مارس/آذار.
في فرنسا، حيث تخطت الوفيات عتبة 80 ألفاً بحسب السلطات، يعقد اجتماع الأربعاء لمجلس الدفاع، ولا يستبعد فرض قيود جديدة. لكن القيود بدأت تلقي بثقلها على قسم من الشعب. ويتزايد الغضب لدى الفرنسيين في الخارج من الدوافع "الملحة" التي باتت مطلوبة حاليا من أجل الدخول إلى فرنسا، كما بينت عريضة أطلقت في أميركا الشمالية جمعت حتى الثلاثاء أكثر من أربعة آلاف توقيع.
في ألمانيا، تلتقي المستشارة أنجيلا ميركل، الأربعاء، رؤساء المقاطعات الألمانية لاستعراض الوضع الوبائي، وأيضا بدون استبعاد فرض قيود جديدة.
أما في اليونان، فسيفرض إغلاق أكثر تشددا، خصوصا في ضواحي أثينا، مع إغلاق متاجر ومدارس.
وأوروبا ليست القارة الوحيدة التي تخوض سباقا ضد الزمن مع فيروس كورونا. الآن بدأت 90 دولة أو منطقة حملات التلقيح، لكن حوالي جرعتين من أصل ثلاثة (64%) أعطيت في دول ذات "مداخيل عالية" (بحسب تصنيف البنك الدولي) ولا تضم سوى 16% من سكان العالم.
(فرانس برس)