منع إسرائيل إدخال الحليب إلى قطاع غزة يفاقم معاناة الأطفال

08 ديسمبر 2024
اليانسون بدلاً من حليب الأطفال في خانيونس، قطاع غزة، 11 يوليو 2024 (إياد البابا/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والصحية، مع نقص حاد في حليب الأطفال، مما يهدد حياة الرضع ويجبر الأمهات على استخدام بدائل غذائية خطرة.
- مدير مستشفى التحرير يحذر من خطورة نقص حليب الأطفال، حيث يعتمد الرضع عليه بشكل حيوي، خاصة في ظل الحرب والقيود المفروضة على دخول المواد الأساسية.
- الأطفال الفلسطينيون هم الأكثر تضرراً من الحرب الإسرائيلية، مع تهديدات صحية خطيرة تشمل سوء التغذية والأمراض، مما دفع وكالات الأمم المتحدة للتحذير من أن العدوان هو "حرب على الأطفال".

في ظلّ استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وتواصل الحرب عليه، تتفاقم الأزمات الإنسانية والصحية، ولا سيّما مع القيود المفروضة على دخول المواد الأساسية، من بينها حليب الأطفال، وذلك في سياق الحرب المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال بحقّ الفلسطينيين في القطاع منذ أكثر من 14 شهراً، والتي يُعَدّ الأطفال من بين أبرز ضحاياها. 

وأفاد مدير مستشفى التحرير للأطفال والولادة في مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة أحمد الفرا بأنّ إسرائيل تمنع إدخال حليب الأطفال إلى القطاع منذ ثلاثة أشهر، الأمر الذي أدّى إلى "أزمة حادة في توفيره بعد نفاده من الأسواق". وحذّر الفرا، في حديث خاص إلى وكالة الأنباء القطرية (قنا)، من خطورة كبيرة نتيجة عدم توفّر حليب الأطفال والتركيبات الخاصة ذات الصلة بتغذية تلك الفئة، سواء في المستشفيات أو الصيدليات.

وأوضح الفرا أنّ "الأطفال، خصوصاً الرضّع من بينهم، يعتمدون بصورة حيوية على هذا المصدر الغذائي". وبيّن أنّ "ثمّة حالات خاصة تتطلّب الحليب الصناعي بصورة عاجلة، مثل الأطفال الذين لا تستطيع أمهاتهم توفير الرضاعة الطبيعية لأسباب مختلفة، من بينها ظروف الحرب أو سوء التغذية أو الإصابة بسرطان الثدي". ولفت الفرا إلى أنّ عدم توفّر حليب الأطفال يدفع أمهات كثيرات، ولا سيّما وسط الحرب المتواصلة على قطاع غزة والحصار المشدّد المفروض عليه، إلى "استخدام بدائل غذائية خطرة على صحة الأطفال، من قبيل النشا أو الحلبة المحلاة بالسكّر". وأكد الفرا أنّ من شأن ذلك أن يمثّل "تهديداً مباشراً لحياة الرضّع".

وحذّر مدير مستشفى التحرير للأطفال والولادة في مجمع ناصر طبي من أنّ استمرار منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال حليب الأطفال إلى قطاع غزة "يضع حياة الأطفال في خطر كبير". يُذكر أنّ بيانات، صادرة عن جهات رسمية في قطاع غزة، تفيد بأنّ نحو 3.500 طفل فلسطيني في غزة مهدّدون بالموت بسبب سوء التغذية ونقص الطعام. وتأتي أزمة حليب الأطفال في سياق المعاناة المستمرة التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة، وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وعلى الرغم من الجهود الدولية الآيلة إلى دفع الاحتلال الإسرائيلي إلى تخفيف القيود، فإنّ المعاناة ما زالت قائمة.

تجدر الإشارة إلى أنّ الأطفال الفلسطينيين لطالما وُصفوا بأنّهم من بين أكثر الفئات تضرّراً من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، من كلّ النواحي. فإلى جانب تأثّرهم الكبير بالحصار القائم ومنع إدخال الإمدادات الأساسية، ولا سيّما الأغذية والأدوية المنقذة للحياة، بالإضافة إلى أنّهم يمثّلون عدد الشهداء والجرحى الأكبر في الحرب القائمة، إلى جانب النساء. ولا ننسى كذلك ما يعانونه من جرّاء النزوح المتكرّر، وانهيار المنظومة الصحية في مختلف أنحاء القطاع المنكوب، وتهديدهم بالأمراض والأوبئة، من بينها شلل الأطفال الذي ظهر مجدّداً في القطاع في منتصف العام الجاري. وقد دفع كلّ ذلك وكالات الأمم المتحدة، ولا سيّما منظمة الأمم المتحدة للطفولة، إلى التحذير من أنّ العدوان القائم على قطاع غزة "حرب على الأطفال"، وذلك في أكثر من مناسبة ومنذ الأيام الأولى من الحرب الإسرائيلية.

(قنا، العربي الجديد)