- الأوضاع الإنسانية في غزة مأساوية بشكل لا يوصف، حيث يفتقر النازحون للماء، الكهرباء، والطعام، ويعيشون في خيام تفتقر لأدنى مقومات الحياة تحت القصف والخوف.
- المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان يصف عواقب الحرب على غزة بـ"المفزعة"، مع توثيق أكثر من 140 مقبرة جماعية ونحو 112 ألف شهيد وجريح، وينتقد الفشل الدولي في إلزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني.
ما زال مهجّرون فلسطينيون بقطاع غزة يعانون الويلات مع مضي أكثر من 200 يوم على الحرب، حيث لم تهدأ ألسنة اللهب وآلة الدمار الإسرائيلية التي تقتل وتدمر وتشرد منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. خلال تلك الفترة عاشوا أوضاعاً إنسانية صعبة، حيث تعرضت منازلهم للقصف والتدمير، مما تسبب بخسائر بحياة الأفراد، وتعرّض بعضهم للإصابة، ولا يزال آخرون في عداد المفقودين تحت الأنقاض.
ونتيجة الحرب، نزح مهجّرون فلسطينيون إلى مدينة رفح جنوبي القطاع، التي زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنها "آمنة"، ومع ذلك أثخنها بغارات جوية وقصف على المنازل، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
الفلسطيني راتب صالح، المهجّر من مخيم جباليا شمالي القطاع يقول: "نزحنا منذ سبعة أشهر إلى رفح ولا تزال الحرب مستمرة، مع قتل ودمار ومعاناة وتشريد وتخويف". وأضاف في حديثه لوكالة الأناضول: "الأوضاع مأساوية للغاية، لا مياه ولا كهرباء ولا طعام، وتدمير وقتل في كل مكان". وتابع: "لا يوجد منطقة آمنة في قطاع غزة، الجيش الإسرائيلي يدمّر المساجد والبيوت ويقتل النساء والأطفال وكبار السن". وأشار إلى أنّ "السكان يموتون والعالم ينظر إلينا، نريد أن تتوقف الحرب"، مشدداً على ضرورة الضغط الدولي للجم إسرائيل في حربها المستمرة.
بدورها، قالت المسنة آمنة صالح (87 عاماً): "نزحنا وسط واقع القصف، حيث دُمرت البيوت فوق رؤوسنا وفقدنا أبناءنا وشبابنا". وأضافت: "من لا يموت نتيجة القتل والقصف، يموت بسبب نقص الغذاء والعلاج". وتابعت: "نعيش منذ سبعة شهور في خيام تفتقر لأدنى مقومات الحياة تحت المطر والصواريخ والقصف والخوف". وأعربت المسنة الفلسطينية عن أمنيتها في أن تنتهي الحرب وتتمكن من العودة إلى أرض منزلها المدمر في بلدة جباليا.
وأنشأ مهجّرون فلسطينيون مخيمات مؤقتة في رفح المكتظة بنحو مليون و300 ألف نازح، يعيشون ظروفاً صعبة جراء الحرب، وفق مسؤولين حكوميين في غزة. وتفتقر المخيمات لأبسط مقومات الحياة، وتمثل ملاذاً مؤقتاً للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف، حيث يعيش السكان في ظروف صعبة تحت ظلالها.
والثلاثاء، وصف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عواقب الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة بأنها "مفزعة"، مؤكداً توثيقه "أكثر من 140 مقبرة جماعية أو عشوائية أو مؤقتة". جاء ذلك في بيان للمرصد (مقره جنيف) في اليوم الـ200 للحرب التي خلفت نحو 112 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة ودماراً هائلاً.
وقال المرصد: "عواقب الهجوم العسكري الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 200 يوم مفزعة من حيث ضخامتها واستهدافها المباشر والمتعمد للمدنيين الفلسطينيين، مع فشل دولي مخجل في إلزام إسرائيل بالامتثال لقواعد القانون الدولي الإنساني وأوامر محكمة العدل الدولية". وأضاف: "قطاع غزة أصبح فعليًاً غير قابل للحياة نتيجة حجم التدمير الهائل الذي نفذه الجيش الإسرائيلي في المنازل والبنى التحتية، والذي طاول أكثر من 60% من مباني قطاع غزة".
يأتي ذلك بينما تجري الاستعدادات لاجتياح إسرائيلي محتمل لمدينة رفح رغم تحذيرات دولية من تداعياته. وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فوراً، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
(الأناضول)