مياه الصرف الصحي تفاقم الأوضاع شمالي قطاع غزة... تلوث وانتشار أمراض

14 مارس 2024
معاناة وانتظار للحصول على مياه الشرب في جباليا (محمود شلحة / الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تدهورت الأوضاع الصحية في جباليا، قطاع غزة، بسبب طفح مياه الصرف وتلوث مياه الشرب، مما أدى لانتشار الأمراض، خاصة بين الأطفال، في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة وتدمير البنية التحتية.
- أدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير أكثر من 70% من آبار المياه الصالحة للشرب، مما زاد من معاناة سكان غزة بانتشار الأمراض المنقولة بالمياه، حيث يعاني 66% من السكان من هذه الأمراض.
- الحصار والحرب أدى إلى شح في الغذاء، الماء، الدواء، والوقود، مع نزوح مليوني فلسطيني، مما وضع إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية"، معكساً حجم الكارثة الإنسانية.

تفاقمت الأوضاع الصحية في بلدة جباليا شمالي قطاع غزة، جراء طفح مياه الصرف الصحي وتلوث مياه الشرب والاستخدام، مما أدى إلى انتشار الأمراض خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وفي أزقة جباليا، تظهر مياه الصرف الصحي تتسرب إلى منازل المواطنين ومراكز الإيواء، مع توقف عمل بلدية جباليا بالكامل، بسبب تدمير إسرائيل معداتها خلال القصف.

ويعاني السكان في مدينة جباليا من انتشار الأمراض، جراء هذه الظروف الصحية الصعبة، مع استمرار الحصار الإسرائيلي.

ويصف الفلسطيني محسن أبو فرج (34 عاماً) الوضع في مدينة جباليا شمالي القطاع بأنه "كارثي". وقال لـ"الأناضول": "تختلط مياه الصرف الصحي بالمياه الصالحة للشرب التي نشربها ونستخدمها للطعام مما يؤدي إلى انتشار الأمراض".

وأضاف: "يعاني الأطفال في جباليا من أمراض مختلفة بسبب تسرب مياه الصرف الصحي إلى المنازل". وشدد على أنّ الشوارع والمنازل تنتشر فيها روائح كريهة نتيجة طفح مياه الصرف الصحي. وأشار إلى أنّ سكان غزة، "إذا لم يموتوا جراء الحرب، فسيواجهون الموت بسبب تلوث المياه".

فيما قال الفلسطيني نمر عبد الواحد (46 عاماً): "انتشر الوباء في جباليا بسبب تسرّب مياه الصرف الصحي". وأضاف لـ"الأناضول": "طفلتي مريضة، وكثير من أطفال المدينة أيضاً يعانون من الأمراض الناجمة عن تلوث المياه وتسرب المجاري".

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، كشفت سلطة جودة البيئة الفلسطينية، أن 66% من سكان قطاع غزة يعانون انتشار الأمراض المنقولة بواسطة المياه الملوثة، ومنها الكوليرا والإسهال المزمن والأمراض المعوية.

بدوره، أعلن رئيس بلدية بلدة جباليا مازن النجار، أنّ إسرائيل دمرت أكثر من 70% من آبار المياه الصالحة للشرب والاستخدام، منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقال النجار، في حديث مع "الأناضول"، إنّ "طواقم البلدية توقفت عن تقديم الخدمات للمواطنين في قطاع غزة، بعد تدمير إسرائيل 23 آلية تابعة للبلدية خلال الأسبوع الماضي، مما أدى إلى احتراقها".

وأضاف: "المياه التي يجري استخراجها بواسطة السكان بالطرق البدائية تكون ملوثة، وهذا أدى إلى زيادة حالات الأمراض المعقدة والصعبة في المجتمع الفلسطيني، وهو ما لم نشهده من قبل".

وأردف النجار: "السكان في قطاع غزة يعانون مجاعة حقيقية، في ظل نقص الطعام والمواد الغذائية نتيجةً للحصار المفروض والحرب على غزة".

وأشار إلى أنّ "تدمير الآليات واستهداف البنية التحتية، إضافةً إلى استمرار القصف والحرب على غزة، أدى إلى عجز كبير في تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين في بلدة جباليا التي تضم آلاف النازحين".

وأضاف: "منذ بداية الحرب، لم نتمكن من الحصول على إمدادات السولار للبلدية، مما زاد من تعقيدات تقديم الخدمات، في ظل انقطاع التيار الكهربائي". وأوضح أنّ انقطاع التيار الكهربائي أدى إلى زيادة حالات طفح برك تجميع مياه الصرف الصحي في منطقة شمال قطاع غزة.

ولفت إلى أنّ البلدية قامت بالتواصل مع مؤسسات دولية، على رأسها منظمة الصليب الأحمر، لتوفير الوقود اللازم لتشغيل محطات تجميع المياه، وضخ المياه الصالحة للشرب إلى المواطنين.

وأكد النجار أن بلدة جباليا تضم 40 تجمعاً للنازحين، نتيجةً للدمار الهائل الذي خلفته إسرائيل في بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون شمالي القطاع. وأشار إلى أنّ السكان والنازحين يعانون من نقص الموارد الأساسية مثل الطعام والشراب والوقود، مما يجعل معاناتهم تتفاقم بسبب الحرب.

وناشد رئيس البلدية، المؤسسات الدولية وحقوق الإنسان، لتوفير متطلبات الحياة لسكان شمالي قطاع غزة الذين يعانون من الجوع والحاجة الملحة إلى المساعدة الإنسانية.

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة، ولا سيما في محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".

(الأناضول)