- إسماعيل الثوابتة يؤكد على استهداف مراكز توزيع المساعدات بشكل كبير، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص وجرح أكثر من 500، محمّلاً الاحتلال والإدارة الأميركية والمجتمع الدولي المسؤولية عن جرائم الإبادة الجماعية.
- أمجد الشوا ينتقد تجاهل الاحتلال للتدابير الدولية ويشير إلى أن حرب التجويع بدأت تؤدي إلى وفاة الأطفال وتهدد حياة أكثر من 700 ألف فلسطيني، مؤكدًا على عجز المجتمع الدولي عن إلزام الاحتلال بالقانون الدولي.
تتعمّد قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف نازحين غزيين ومنتظري مساعدات الإغاثة في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
لا تغيب من ذاكرة الفلسطيني عاطف النمر مشاهد استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين لدى انتظارهم على دوار الكويت، شرقي مدينة غزة، وصول عدد قليل من الشاحنات المحمّلة بطحين مخصص للمدينة وشمالي القطاع.
ونفذ الاحتلال مجازر عدة خلال انتظار مدنيين فلسطينيين إمدادات إنسانية قرب دوار الكويت، أسفرت عن استشهاد العشرات وجرح المئات، من بينهم فتيان وأطفال وشبان.
ويواجه معظم سكان مدينة غزة وشمالها حرب تجويع ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضدهم عبر عرقلة قواته إدخال المساعدات، واستهدافه عناصر مكلفة بتأمين المساعدات وتوزيعها. يقول عاطف لـ"العربي الجديد": "استهدفنا الاحتلال مرات عدة خلال انتظارنا وصول الطحين، رغم أن مئات المدنيين كانوا موجودين في المكان لمحاولة الحصول على كميات منه".
يضيف: "يُفاقم ما يحصل أزمة الجوع لدى الفلسطينيين خلال شهر رمضان، في حين لا تتوفر مساعدات غذائية تكفي لسدّ رمق مئات آلاف العائلات الفلسطينية المحاصرة في غزة وشمالها"، ويتحدث عن أن كثيراً من الفلسطينيين توقفوا عن التوجه إلى مناطق وصول المساعدات بعدما ارتقى شهداء برصاص الاحتلال الإسرائيلي وعملياته التي شملت القصف الجوي والمدفعي وإطلاق النار من طائرات مسيّرة.
ويقول مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، لـ"العربي الجديد": "يركز جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل كبير على استهداف وقصف مراكز توزيع المساعدات لمواطنين مدنيين، وخلال الأيام القليلة الماضية قتِل أكثر من 100 شخص كانوا ينتظرون وصول مساعدات وطحين، وجرح أكثر من 500". يضيف: "أصبحت أماكن المساعدات كمائن لقتل الإسرائيليين فلسطينيين جائعين يبحثون عن الغذاء والطحين والمساعدات، ما يحمّل الاحتلال والإدارة الأميركية والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن جرائم الإبادة الجماعية". ويطالب الثوابتة كل دول العالم الحر بالضغط على الاحتلال من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يشنها ضد الشعب الفلسطيني، ويدعو إلى وقف المجاعة فوراً قبل فوات الأوان، وفتح المعابر البرية، وإدخال مئات آلاف الأطنان من المساعدات المتكدّسة على المعابر البرية فوراً إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والذي يواجه الجوع بالتزامن مع شهر رمضان، ويتحدث عن أن "الاحتلال يريد تعميق المجاعة في محافظات قطاع غزة حيث يعاني 2.1 مليون شخص من نقص حاد في الغذاء، وتزداد المجاعة عمقاً في محافظتي شمالي غزة وغزة".
ويلفت إلى أن "حرب التجويع الإسرائيلية بدأت تقضي على أطفال بلغ عددهم 27 حتى الآن، في حين يهدد سوء التغذية والجفاف حياة أكثر من 700 ألف فلسطيني يعانون من جوع شديد. والأكيد أن سياسة إغلاق المعابر البرية أمام قوافل مساعدات الإغاثة والتموين الغذائي تعدّ جريمة حرب تخالف القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية، وهو ما يتعمد الاحتلال فعله ضد شعبنا الفلسطيني منذ بدء حرب الإبادة الجماعية".
بدوره، يعتبر رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة أمجد الشوا، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "الاحتلال الإسرائيلي ضرب عرض الحائط بالتدابير العشرة التي أقرّتها محكمة الجنايات الدولية في شأن الحرب على غزة، خصوصاً في ما يتعلّق بالتجويع"، ويقول: "يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب تجويع الشعب الفلسطيني، ما تسبب في استشهاد عدد من الأشخاص وإصابة آخرين بأمراض عدة، علماً أنه لم يجرِ تسجيل وفيات كثيرة بسبب انهيار المنظومة الصحية".
ويلفت إلى أن "أولى القرارات التي اتخذها الاحتلال في حرب الإبادة التي يشنها على غزة كانت قطع إمدادات الغذاء والمياه والكهرباء، وإغلاق المعابر، ما يثبت واقع أنه يستهدف المدنيين بشكلٍ أساسي"، ويشدد على أن تداعيات حرب التجويع ستكون كارثية على المدنيين، علماً أن أمراضاً ظهرت خلال الفترة الماضية، وستليها أخرى لاحقاً جراء الأزمة الغذائية الطاحنة التي تعصف بالقطاع.
ووفقاً لرئيس شبكة المنظمات الأهلية، أضحت مناطق وصول الغذاء كمائن لقتل الاحتلال وفتكه بمن ينتظرون المساعدات في غزة وشمالها، وهو ما يتضح في عمليات الاستهداف التي طاولتهم خلال الأسابيع الماضية، ويشدد على أن "المجتمع الدولي عاجز بشكل واضح عن إلزام الاحتلال الإسرائيلي بالتقيّد بالقانون الدولي، والسماح بتدفق الغذاء إلى مناطق غزة والشمال".