لقي 151 شخصاً على الأقلّ، بينهم 19 أجنبياً، مصرعهم، السبت، وأصيب عشرات آخرون، وفُقد 355 شخصاً، في تدافع بحيّ وسط سيول في كوريا الجنوبية، حيث احتشد الآلاف في شوارع ضيّقة للاحتفال بعيد هالوين، وفق ما أعلنت السلطات.
وأعرب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، عن أسفه "لمأساة وكارثة ما كان يجب أن تحدث"، واعداً بأنّ حكومته ستُجري تحقيقاً "صارماً" لتحديد أسباب المأساة، وهي من أخطر الكوارث في تاريخ كوريا الجنوبيّة.
وفي خطاب متلفز، قال الرئيس الذي توجّه إلى مكان المأساة صباح الأحد، مرتدياً زيّ الإسعاف الأخضر: "قلبي مُثقل، ويصعب عليّ احتواء حزني"، معلناً الحداد الوطني.
من جهتهم، أعلن رجال الإطفاء أنّ هناك 19 أجنبياً بين قتلى التدافع، دون أن يُحدّدوا كلّ جنسيّاتهم، فيما ذكرت وكالة يونهاب للأنباء أنّ بين القتلى الأجانب أشخاصاً من إيران وأوزبكستان والصين والنرويج.
مشاهد مؤلمة
وأظهرت صور لوكالة "فرانس برس" عشرات الجثث منتشرة على الرصيف مغطّاة بملاءات، وعناصر إنقاذ يرتدون سترات برتقاليّة يحملون جثثاً أخرى على حمّالات إلى سيّارات الإسعاف.
وصرّح المسؤول في الدفاع المدني تشوي سونغ بوم، لصحافيّين في مكان الحادث، بأنّ التدافع وقع قرابة الساعة العاشرة ليلاً (23:00 توقيت غرينتش)، وقد لقي كثير من الضحايا مصرعهم دهساً، مضيفاً أن "العدد الكبير من الضحايا هو نتيجة تعرّض كثيرين للدهس خلال احتفال هالوين"، لافتاً إلى أنّ عدد القتلى مرشّح للارتفاع.
وفي مقابلة مع محطّة محلّية، وصف الطبيب لي بيوم ساك، الذي قدّم إسعافات أوّلية للضحايا، مشاهد المأساة والفوضى، قائلاً: "عندما حاولت إجراء الإنعاش القلبي الرئوي للمرة الأولى، كانت هناك ضحيّتان ملقاتان على الرصيف. لكنّ العدد تزايد بعد فترة وجيزة، ليفوق عدد المستجيبين الأوائل في مكان الحادث". مضيفاً: "جاء العديد من المارّة لمساعدتنا في الإنعاش القلبي الرئوي".
وتابع الطبيب: "يصعب وصف الأمر بالكلمات... كانت وجوه الكثير من الضحايا شاحبة. لم أتمكّن من رصد نبضاتهم أو أنفاسهم. وعندما حاولت الإنعاش القلبي الرئوي، خرج دم أيضاً من أفواههم".
وأشار تشوي إلى أنه نُقلَت 74 جثّة إلى المستشفيات المحلية، ووُضعت 46 جثة أخرى في صالة ألعاب رياضيّة قريبة.
وكان المسؤول قد أفاد في حصيلة سابقة بمصرع 120 شخصاً وإصابة 100 آخرين.
ونقلت وكالة أنباء "يونهاب"، عن شاهد لم تحدّد هويّته، قوله إنّه رأى ضحايا يُدهسون حتّى الموت، مضيفاً: "تكوّم الناس بعضهم فوق بعض. كان البعض يفقد وعيه تدريجاً، بينما بدا البعض ميتاً في تلك المرحلة".
وأعلن الدفاع المدني في بداية الأمر تعرّض عشرات الأشخاص لسكتة قلبيّة في حيّ إتايوان بوسط العاصمة خلال احتفالات هالوين.
يذكر أن الدفاع المدني في كوريا الجنوبية يستعمل عبارة سكتة قلبيّة، لأن الأطبّاء وحدهم هم من يعلنون رسمياً حالة الوفاة.
دعم دولي
في وقت سابق، كتب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك سوليفان عبر تويتر أنّ "التقارير الصادرة من سيول مفجعة". مضيفاً: "نفكّر في كلّ مَن فقدوا أحبّاءهم، ونأمل الشفاء العاجل للمصابين. الولايات المتحدة مستعدّة لتزويد جمهوريّة كوريا أيّ دعم تحتاج إليه".
بدوره، عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعم بلاده "الصادق"، مضيفاً: "فرنسا تقف إلى جانبكم". وكتب المستشار الألماني أولاف شولتز من جهته على تويتر: "إنّه يوم حزين لكوريا الجنوبيّة".
يذكر أن التدافع وقع قرب فندق هاميلتون في منطقة إتايوان النابضة بالحياة، ويُعتقد أنّ عدداً كبيراً من الأشخاص دخلوا إلى زقاق ضيق بجوار الفندق، وفق يونهاب.
واحتفالات هالوين هذا العام هي الأولى في كوريا الجنوبيّة منذ جائحة كوفيد-19، حيث أجبر الكوريّون الجنوبيّون على وضع كمامات خلال حضور فعاليّاتها في الهواء الطلق.
(فرانس برس)