ناشد طاهر سعدون، والد الطالب المغربي إبراهيم سعدون المحكوم بالإعدام في منطقة دونيتسك الأوكرانية الانفصالية، الإثنين، حكومة بلاده التدخل لإنقاذ ابنه المتهم بالانتماء إلى "المرتزقة" و"ممارسة أنشطة إرهابية"، وذلك على بعد أيام قليلة من انتهاء مهلة استئناف الحكم.
ودعا والد الطالب المغربي رئيس الحكومة عزيز أخنوش إلى "التدخل بكل القنوات والطرق الممكنة"، معتبرا أن حياة ابنه "مسؤولية روسية، إذ تم أسره من طرف الجيش الروسي".
وقال الوالد: "لدي رسالتان، رسالة إلى (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين أن يقوم بالتدخل، والرسالة الثانية إلى دينيس بوشيلين"، رئيس جمهورية دونيستك الانفصالية.
وقضت محكمة تابعة للانفصاليين في دونيتسك، في 9 يونيو/ حزيران الحالي، بإعدام إبراهيم (21 سنة) بتهمة "المشاركة في التحضير للأعمال العدائية وتنفيذها ضد جمهورية دونيتسك، والارتزاق والتآمر الجماعي لتنفيذ أعمال تهدف إلى الاستيلاء بالقوة على السلطة، وتغيير النظام الدستوري لمجلس النواب الشعبي بالقوة".
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية، الإثنين، عن مسؤول كبير في جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد، وغير المعترف بها دوليا، أن المغرب حصل على إذن للتحدث إلى مواطنه المحكوم عليه بالإعدام لقتاله لصالح القوات الأوكرانية، حسب "رويترز".
وأشار والد الطالب المغربي إلى أن العائلة بصدد التواصل مع هيئات حقوقية عديدة داخل المغرب وخارجه، من أجل الضغط على محكمة دونيتسك. وكشف أن المحامية التي عينتها المحكمة بصدد ترجمة الحكم إلى الفرنسية، وأنها ستتقدم بالاستئناف الذي أصبح جاهزا، لافتا إلى أن التأخر "مرده ظروف الحرب".
وأكد سعدون أن ابنه بدت عليه ميول عسكرية قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، قبل أن يكتشف أنه وقع عقدا مع القوات الأوكرانية، وليس مع مرتزقة. وأضاف أن "إبراهيم أُسِر في أرض الحرب بلباس الجيش الأوكراني، وبسلاح أوكراني، وكان يتلقى الأوامر من مسؤولي الجيش الأوكراني"، قبل أن يستدرك: "إبراهيم لا يسمح له بالوجود في الصفوف الأمامية، لكن شخصا فرض عليه الوجود هناك".
وأبدى الأب المغربي مخاوفه بخصوص الحالة الصحية لابنه، وقال: "في البداية كان يظهر بصحة جيدة، وهذا ناتج عن المعاملة الجيدة حين كان بين يدي القوات الروسية، لكن في الظهور الأخير، كانت صحته متدهورة، وعلامات عدم النوم بادية عليه"، مطالبا بعرضه على طبيب نفسي للاطلاع على وضعه الحالي.
وخلّف ملف الطالب إبراهيم سعدون سجالاً واسعاً في المغرب، وانتقادات للصمت الحكومي.
وطالبت منظمات وهيئات حقوقية الرئيس الروسي بالتدخل لدى سلطات إقليم دونيتسك لوقف حكم إعدامه، كما ناشدت، في بيان مشترك، تمتيع الشاب بظروف اعتقال إنسانية، وبمحاكمة عادلة تحترم المعايير الدولية.
وأعلن المجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب (حكومي)، في 18 يونيو/ حزيران الحالي، بذل مساع دولية من أجل حماية حقوق الطالب. وقالت رئيسة المجلس آمنة بوعياش: "بادرنا إلى التواصل مع المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان من أجل حماية إبراهيم سعدون من عقوبة الإعدام التي نترافع من أجل إلغائها من كل التشريعات الوطنية والدولية، وتواصلنا مع المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في روسيا، من أجل التدخل قدر المستطاع لحماية حق المواطن المغربي".