وجبة الإفطار أمنية نازحين في الشمال السوري
نشط عدد من المنظمات والجهات الإنسانية مع بداية شهر رمضان المبارك، بتوزيع الوجبات الرمضانية على النازحين في المخيمات شمال غربي سورية، وهي مبادرة تتكرر كل عام مع حلول شهر الصوم، بهدف التخفيف من وطأة معاناة هذه الفئة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها، والضغوط الاجتماعية وقلة فرص العمل بشكل كبير.
ومع حلول رمضان، تبدأ المطابخ الرمضانية بتجهيز وجبات توزّع على النازحين في المخيمات، كل جهة حسب برنامج معين لها خلال الشهر، وتتنوع الوجبات وفق خطة العمل، لكن تبقى المشكلة في حصول مخيمات على هذه الوجبات، وحرمان أخرى منها، الأمر الذي يؤثر على النازحين المحرومين من هذه المشاريع.
مدير مخيم أهل التح في بلدة باتنته بريف إدلب عبد السلام يوسف قال، لـ"العربي الجديد"، إن "الوجبات التي يتم تأمينها للقاطنين في المخيم تخفف عنهم، إذ إن أغلب قاطني المخيم ليست لديهم أي فرص عمل ويعانون من شح في الموارد، وفي مخيم أهل التح بباتنته، ليست هناك منظمة توفر هذه الوجبات بشكل يومي، وعلى مدير المخيم أن يكون شديد النشاط والتواصل مع المنظمات، ويجب أن يلح دائما للحصول عليها".
وأضاف: "نأمل من كافة المنظمات والناشطين وأهل الخير أن يعملوا على تخفيف معاناة العوائل، ولو بإيصال ربطة من الخبز لها، وأن تكون هناك تغطية لجميع الأهالي بتنسيق وإشراف بين جميع الفاعلين".
وفي مخيم "البركة" القريب من بلدة دير حسان بريف إدلب الشمالي، والذي يعد واحدا من عدة مخيمات هناك، تقيم فوزية سليمان مع أسرتها، وهي مهجرة من ريف حمص الشمالي. وتشير لـ"العربي الجديد"، إلى أنه في العام الماضي كانت هناك مبادرات لتوزيع الوجبات الرمضانية على القاطنين في المخيم، لكن في شهر رمضان الحالي ليس هناك أي نشاط أو جهة تعمل على توزيع هذه الوجبات، التي تخفف حسب وصفها من متطلبات الوجبات اليومية.
في المقابل، أوضحت أن المقيم في المخيم يفضل الحصول على حصة غذائية تحتوي على المعكرونة والزيت بدل أن ينال وجبة من الأرز فوقها قطعة من الدجاج يوميا، كونه يكون حرا في إعداد الطعام الذي يريد، وليس مجبرا على القبول بهذه الوجبة التي في بعض الأحيان قد لا يرغب بها.
أما أبو الوليد النازح من الريف الجنوبي لمحافظة حلب والمقيم في مخيم "بسنية"، فيقول لــ"العربي الجديد" إن المخيم معدوم نهائيا لا تصله أي من الوجبات الرمضانية أو حتى سلل غذائية، ولا توفر له المنظمات الإنسانية سوى المياه فقط في الوقت الحالي. ويضيف: "بالتأكيد تقديم الوجبات يخفف عبئا كبيرا على النازحين في المخيم، كون الظروف المعيشية صعبة للغاية في الوقت الحالي".
ودائما ما يوصي بعض الفرق التي تجري عمليات مسح واستقصاء لحال النازحين في المخيمات بإيجاد منظومة رعاية لهم، تضمن شيئا من العدل والمساواة في تغطية النازحين بكافة المخيمات من المتطلبات الإنسانية خاصة الوجبات الرمضانية في الوقت الحالي، ومشاريع السلل الإغاثية، الأمر الذي يزيح عن كاهل النازحين عبئا كبيرا في تأمين متطلباتهم الأساسية.