توفي زوجان وطفلة وأصيب آخر بالاختناق في محافظة إدلب شمال غربيّ سورية بحادثتين منفصلتين، حيث توفي الزوجان فجر اليوم الاثنين جراء تسرب الغاز من جهاز تسخين ماء بمنزلهما في بلدة زردنا. أما الطفلة، فتوفيت بسبب حريق بمنزل عائلتها في مدينة الدانا بسبب المدفأة، بينما أسعفت فرق الدفاع المدني قريبها.
باسل حمروش، أحد سكان بلدة زردنا، أوضح لـ"العربي الجديد" أن الرجل وزوجته وُجدا مختنقين في منزلهما جراء تسرب الغاز من جهاز لتسخين المياه، وهذا النوع من الأجهزة شائع الاستخدام، ويعمل باستخدام الغاز، ويحتاج للحرص الشديد عند استخدامه.
وبخصوص الحرائق في المنطقة التي تتكرر لعدة أسباب، قال شادي الحسن، المتطوع في الدفاع المدني السوري لـ"العربي الجديد": "استجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ3 حرائق في مناطق شمال غربي سورية خلال الـ48 ساعة الماضية، حيث توفيت طفلة تبلغ من العمر عامين، وأصيب رجل بحالة اختناق بحريق بسبب المدفأة".
وأضاف الحسن: "اندلعت النيران في منزل الطفلة بمدينة الدانا شماليّ إدلب يوم أمس الأحد 1 يناير/كانون الثاني، وسبّبت المدفأة اندلاع حريق آخر في منزل سكني بمدينة الباب شرقيّ حلب دون وقوع إصابات. كذلك أخمدت فرقنا حريقاً اندلع يوم أمس في محل للحلويات وسط مدينة إدلب نتج منه أضرار مادية دون إصابات".
وتابع الحسن: "يشكل تردي الأوضاع المعيشية عاملاً رئيسياً لزيادة نسبة الحرائق في شمال غرب سورية، إذ يضطر المدنيون إلى استخدام مواد خطرة في التدفئة في فصل الشتاء (بلاستيك، وقود سريع الاشتعال، فيول، غاز)، كذلك إن ضعف تجهيز شبكات الكهرباء والطاقة الشمسية والبطاريات في المنازل والخيام المبنية من القماش والبلاستيك سريع الاشتعال، يجعل من أي ماسّ كهربائي كارثة تصعب السيطرة عليها، ويبقى لغياب إجراءات السلامة والوعي دور كبير في أغلب الحرائق، لتتحول الحرائق إلى كابوس يومي، يضاف إلى أخطار أخرى تلاحق المدنيين من القصف والأمراض والسيول وغيرها من المخاطر، في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة".
وينصح الحسن الأهالي بضرورة تثبيت المدافئ وتأمينها جيداً، وإبعاد المواد القابلة للاشتعال عنها وعن متناول الأطفال، والحذر في أثناء استعمالها والتقيد بإجراءات الأمن والسلامة وعدم تركها مشتعلة في أثناء النوم أو عند الخروج من المنزل أو الخيمة.
وأضاف: "عند التدفئة بالغاز يجب التأكد من جودة وسائل التدفئة المستعملة، ومعايير الأمن والسلامة فيها، واستعمالها بشكل آمن، وصيانتها دورياً من طريق شخص مختص، وتفقد الخرطوم الواصل بين جرة الغاز والجهاز المستخدم، واستبدال مانعة التسرب مع كل أسطوانة، والتأكد من صلاحية الصمام، ومن عدم وجود تسرب في الغاز قبل إشعال السخان أو المدفأة، وعدم استخدام الأجهزة في مكان مغلق، كالحمامات أو الغرف المغلقة، وخاصة سخانات المياه، والتأكد من تهوية المكان بشكل دائم".
بدوره، أكد محمد حلاج، مدير فريق "منسقو استجابة سورية"، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه حتى الوقت الحالي من العام الجديد لم نبلغ عن أي حريق في المخيمات، وقال: "توقعنا أن يكون الوضع أسوأ بسبب طبيعة مواد التدفئة المستخدمة، وهناك وفيات وإصابات في المنازل بسبب الحرائق، وأسبابها: الأول طبيعة المواد المستخدمة في التدفئة الرديئة وغير الصالحة للاستخدام، ثانياً الاستخدام السيئ لوسائل التدفئة وأجهزة الحمام، النقطة الثالثة النوعية السيئة أيضاً، فالأهالي يتوجهون لشراء الأشياء الرخيصة، وخاصة أجهزة الحمام التي يمكن أن تسبب الكثير من المشاكل والحرائق".
ويستخدم الكثير من السكان وقود تدفئة رديء النوعية ناتج من تكرير بدائي للنفط في حراقات بدائية توجد في منطقة ترحين بريف حلب الشمالي، إضافة إلى استخدام المخلفات البلاستيكية وإطارات السيارات، وهذه المواد من الأسباب الرئيسية للحرائق في المخيمات ومنازل المنطقة.