قضت مهاجرة من دول جنوب الصحراء في أحد مستشفيات مدينة الناظور (شمال شرق المغرب)، وذلك بعد أسبوع على نقلها في حالة حرجة إليه، بعد نشوب حريق في مأوى للمهاجرين غير النظاميين في غابة غوروغو القريبة من مدينة مليلية المحتلة.
وكان ثلاثة أطفال لا تزيد أعمارهم عن 7 سنوات قد قضوا، الاثنين الماضي، في حريق أدّى إلى اختناقهم وتفحّم جثثهم في مأوى للمهاجرين غير النظاميين، في غابة غوروغو، في حين تمّ نقل والدتهم في حالة حرجة إلى أحد مستشفيات مدينة الناظور، شمال شرقي المغرب، وذلك في مأساة جديدة من مآسي الهجرة غير النظامية نحو أوروبا.
وكشفت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (أكبر تنظيم حقوقي غير حكومي في المغرب)، فرع الناظور، الاثنين، أنّ هابينس دوهانس، الأم النيجيرية، توفيت في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، متأثرة بإصابتها نتيجة الحريق الذي اندلع في المخيم الموجود على منحدر غابة غوروغو، لافتة إلى أنّ الأم كانت قد علمت بوفاة أطفالها الثلاثة وهي في المستشفى، ما فاقم وضعها الصحي.
وبينما فتحت النيابة العامة تحقيقاً لمعرفة الأسباب التي كانت وراء احتراق مأوى المهاجرين، حذّرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من خطورة الأوضاع التي يعيشها مئات المهاجرين في غابات الناظور منذ عدة سنوات، بسبب ما سمّتها "تمادي سلطات الناظور في حرمانهم من الحق في السكن، ووضع شتى العراقيل أمامهم حتى لا يتمكنوا من استئجار مسكن أسوة بباقي المهاجرين في المدن المغربية الأخرى، مثل وجدة، وطنجة، وتطوان، والرباط".
وجددت الجمعية مطالبها لسلطات الناظور من أجل "تمكين المهاجرين من استئجار منازل في كل مناطق الناظور، ووقف التهديدات، والمتابعات التي تطاول مالكي المنازل، الذين يؤوون مهاجرين غير نظاميين، وتسهيل عمليات جمع المساعدات وتوزيعها عليهم في جميع أماكن وجودهم".
ويختبئ أغلب المهاجرين الراغبين في العبور إلى مدينة مليلية المحتلة في غابة غوروغو، في انتظار أول فرصة لاقتحام سياج ثلاثي يبلغ طوله حوالي 12 كيلومتراً.
وفي غابة غوروغو، يعيش الأفارقة في قسمة حسب الأغلبية العددية والجنسية؛ فهناك معسكر الكاميرونيين ومعسكر الماليين، ومعسكر النيجيريين، ومعسكرات أخرى، لكن تعيش كلها ظروفاً مزرية من دون توفر الشروط الصحية.
وكانت السلطات المغربية قد أقدمت، في فبراير/شباط 2015، على تفكيك مخيمات المهاجرين الأفارقة غير النظاميين بغابة غوروغو، والتي كانت محطة لتجمع الراغبين منهم في دخول مدينة مليلية بطرق غير قانونية.
كما أدّت الحملات الأمنية في عام 2018 إلى اعتقال حوالي 9100 مهاجر، وترحيل نحو 3000 آخرين إلى مدن وسط وجنوب المملكة، من بينهم 700 تم ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، وحدوث خمس وفيات داخل المخيمات بسبب الظروف المعيشية الصعبة، بحسب تقرير للمعهد المغربي لتحليل السياسات صادر في 15 سبتمبر/أيلول 2020.