نظّمت عائلة الشوبكي وقفة تضامنية مع الأسير اللواء فؤاد الشوبكي (82 عاماً)، أمام ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مدينة البيرة المجاورة لمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، وذلك بعد تأكّد إصابة الأسير الشوبكي بفيروس كورونا داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، ما يزيد من قلق عائلته على وضعه الصحي، كونه أكبر الأسرى سناً ويعاني أمراضاً عديدة.
وشارك العشرات من عائلة الشوبكي وشخصيات قيادية من حركة فتح في الوقفة التي أقيمت أمام ضريح الراحل عرفات في مدينة البيرة، حاملين صور اللواء الشوبكي.
عائلة الشوبكي، وعلى لسان ابنته رانيا، عبّرت في حديثها لـ"العربي الجديد" عن قلقها وخوفها على والدها بسبب كبر سنه وإصابته بأمراض عدّة، ما يزيد من خطر الفيروس عليه. وقالت: "إنّ العائلة حتى الآن لا تعلم مكان احتجازه وإن كان يتلقى الرعاية الصحية أم لا، حيث لم تزود العائلة منذ إعلان إصابته أمس بأية معلومة، ولم يتمكن المحامون أو المؤسسات المهتمة بالأسرى من معرفة المزيد من التفاصيل عن وضعه الصحي وظروف احتجازه".
وناشدت رانيا الشوبكي الضمير الحيّ وكل من يستطيع مساعدة الأسرى المرضى، وخاصة كبار السن مثل والدها، التي أظهرت نتيجة الفحوص أمس أنه مصاب بالفيروس.
وحول مصدر الإصابة، قالت رانيا الشوبكي إنّ والدها "كان على موعد لإجراء عملية لعينه في مستشفى برزلاي الإسرائيلي، وخلال نقله من سجن النقب تبيّنت إصابة أحد السجّانين الذي خالطه والدي بالفيروس، وتمّ عزله في مكان لا تعرفه العائلة، وتمّ إجراء الفحص له وتبيّنت إصابته".
وأكدّت الشوبكي أنّ الاحتلال أخّر إعطاء لقاح فيروس كورونا للأسرى، ولم يتمكّن والدها من تلقّيه رغم كبر سنه ومعاناته من أمراض مزمنة.
ويعود تخوّف العائلة إلى سلسلة من الإجراءات التنكيلية التي قام بها الاحتلال خلال السنوات الماضية، والتأخّر وتبطيء العلاج الذي كان يحتاجه الشوبكي فضلاً عن الأخطاء الطبية.
والشوبكي يعاني من سرطان البروستات، وكان قبل أربع سنوات قد خضع لعملية جراحية، بعد أن أُبلغ بوجود أكياس سرطانية على الكلى، وتمّ خلال العملية قصّ عضلات البطن، ليتبيّن لاحقاً أنه لم يكن يعاني من سرطان، وقد تسبّبت له العملية بتشوّه في منطقة البطن، وكان خطأً طبياً كبيراً كما وصفته ابنته رانيا.
وأشارت الشوبكي إلى أنّ المؤسسات الحقوقية الفلسطينية العاملة في مجال الأسرى وعدت العائلة بمتابعة وضع الأسير الصحي وإبلاغها أولاً بأول بأيّ تطور.
وقفة تضامنية مع شيخ الأسرى فؤاد الشوبكي بعد إصابته بفيروس كورونا
Posted by Mohammad Silwadi on Friday, January 22, 2021
رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أمين شومان قال، خلال الوقفة التضامنية، "إنّ أكثر من 300 أسير أصيبوا بفيروس كورونا حتى الآن، ومؤسسات الأسرى كانت حذّرت من الأمر منذ اللحظة الأولى، وطالبت بضرورة إدخال كلّ سبل الوقاية من الفيروس. لكن مصلحة سجون الاحتلال ضربت بعرض الحائط كلّ المطالبات والمناشدات والمذكّرات من المؤسسات الحقوقية والقانونية والصحية العاملة في فلسطين، وعلى رأسها الصليب الأحمر الدولي، وادّعت أنها تقدم للأسرى كلّ ما يلزم، لتكون النتيجة إصابة أكبر الأسرى سناً وشيخ المعتقلين الفلسطينيين بهذا الفيروس".
وحمّل شومان حكومة الاحتلال وإدارة مصلحة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير الشوبكي كما حياة الأسرى، وخاصة المرضى وكبار السن والمؤبدات والقدامى.
وكان نادي الأسير الفلسطيني حمّل، أمس الخميس، إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير الشوبكي، بعد ثبوت إصابته بكوفيد-19. إذ هو من الأسرى المرضى المصابين بالسّرطان وأمراض أخرى نتجت جرّاء الظروف الاعتقالية القاسية التي واجهها على مدار السنوات الماضية، حتى أصبح مؤخراً يعتمد على رفاقه الأسرى في تلبية احتياجاته.
وأكّد نادي الأسير أنّ إدارة سجون الاحتلال نقلت الأسير الشوبكي إلى سجن عزل "أيلا" الأربعاء، بعد أن ثبتت مخالطته لأحد السجّانين المصابين بالفيروس خلال عملية نقله في ما يسمى بعربة "البوسطة" إلى أحد المستشفيات، حيث تُشكّل عملية النقل في عربة "البوسطة" رحلة عذاب إضافية للأسرى.
واعتبر نادي الأسير أنّ إصابة الأسير الشوبكي تنذر بما هو أخطر، مع استمرار تسجيل إصابات بين صفوف الأسرى المرضى، تحديداً في سجن "ريمون"، حيث يواجه الأسرى المصابون أوضاعاً مأساوية، من دون توفير أدنى الشروط الصحية اللازمة.
يُذكر أنّ الأسير الشوبكي من غزة معتقل منذ عام 2006، وصدر بحقه في حينه حُكماً لمدة 20 عاماً، جرى تخفيضها لاحقاً إلى 17 عاماً.
ويتهم الاحتلال الشوبكي بقضية سفينة الأسلحة كارين A التي أوقفها جيش الاحتلال في العام 2002 في عرض البحر، واتهمه بتمويلها، لتعتقله السلطة الفلسطينية وتنقله من غزة إلى سجن أريحا لأربع سنوات، قبل أن يختطفه الاحتلال عام 2006 من السجن.
ويُشار إلى أنّ اللواء الشوبكي كان مسؤولاً مالياً في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ومستشاراً مالياً للرئيس الراحل ياسر عرفات.