يوم المرأة العالمي في شمال غزة: 6 ساعات في طابور المياه

غزة
صورة
رمزي أبو القمصان
رمزي أبو القمصان مراسل من قطاع غزة
08 مارس 2024
يوم المرأة العالمي في شمال غزة... 6 ساعات في طابور المياه
+ الخط -

لا احتفالات بمناسبة يوم المرأة العالمي بالنسبة إلى نادية عبد العال. فهذه المرأة الفلسطينية النازحة في شمال قطاع غزة استهلّت يومها في ساعات الصباح الأولى، كما في كلّ يوم، بانتظار دورها لملء غالونات المياه.

وكثيرات هنّ الفلسطينيات في شمال قطاع غزة ومناطق القطاع الأخرى اللواتي لم يحتفلنَ بيوم المرأة العالمي، لا بل إن أيّاً من فلسطينيات غزة لم تحتفل بهذه المناسبة وسط العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ أكثر من خمسة أشهر.

الصورة
نادية عبد العال نازحة فلسطينية في شمال قطاع غزة 2 (العربي الجديد)
وتبدأ نادية عبد العال رحلة صعود الطبقات الأربع (العربي الجديد)

وعندما أنجزت نادية مهمّتها ظهراً، بعد انتظار دام نحو ستّ ساعات، عادت إلى مركز الإيواء وصعدت سلالم أربع طبقات من أجل توصيل ما وفّرته من مياه إلى عائلتها.

وهذه المرأة الفلسطينية، البالغة من العمر 36 عاماً، نزحت مع أفراد عائلتها من منطقة إلى أخرى في شمال قطاع غزة الذي عُزل عن بقيّة أرجاء القطاع الفلسطيني المحاصر، وسط الحرب المتواصلة التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي عليه منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وتعبئة غالونات عدّة بالمياه وحملها والصعود بها أربع طبقات، على دفعتَين، ليست مهمّة يسيرة بالنسبة إلى امرأة، غير أنّ نادية مضطرة إلى أداء كلّ الأدوار المطلوبة، وسط المحنة المستمرّة لليوم 154 في قطاع غزة، علماً أنّ مهامها اليومية لا تقتصر على توفير المياه فحسب.

ولا تختلف حال نادية عن أحوال النساء الفلسطينيات في قطاع غزة عموماً، فهنّ بمعظمهنّ يشقينَ في خلال مهام يومية من أجل توفير الأساسيات لعائلاتهنّ، ولا سيّما وسط التهجير الذي أجبرهنّ الاحتلال عليه.

الصورة
نادية عبد العال نازحة فلسطينية في شمال قطاع غزة 3 (العربي الجديد)
في أحد أروقة مركز الإيواء حيث وجدت نادية عبد العال مستقراً لعائلتها (العربي الجديد)

وقد رافقت كاميرا "العربي الجديد" نادية في رحلتها اليومية الشاقة من أجل توفير المياه، التي تستهلك الوقت والطاقة والجهد، في حين تؤكد هذه المرأة الفلسطينية أنّ المياه التي تتوفّر لأهالي غزة ملوّثة وتتسبّب في أمراض.

يُذكر أنّ المياه الملوّثة في قطاع غزة، ولا سيّما في شماله، تُعَدّ "نعمة" بالنسبة إلى كثيرات، يحاولنَ تسيير أمور عائلاتهنّ بالمتوفّر، وهي لا تختلف كثيراً عن أعلاف الحيوانات التي راح أهل الشمال يطحنونها لتعدّ النسوة منها خبزاً بديلاً وسط نفاد الطحين، وكلّ ذلك في ظلّ الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في القطاع المحاصر والمستهدف.

ذات صلة

الصورة
فلسطينيون يتسلمون عددا من جثامين الشهداء أطلق الاحتلال سراحها، 5 أغسطس 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يواصل الاحتلال الإسرائيلي احتجاز 552 جثماناً فلسطينياً بينهم 256 في مقابر الأرقام، إضافة إلى المئات من جثامين الشهداء من قطاع غزة.
الصورة
فلسطيني يتبنى مبادرة في بيت لاهيا لإحياء الأراضي الزراعية التي دمرها الاحتلال (الأناضول)

اقتصاد

يتسبب تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في خسارة الفلسطينيين مختلف المواسم الزراعية، والتي يعتمد عليها المزارعون في توفير السلة الغذائية للمواطنين.
الصورة
المتظاهرون أمام السفارة الإسرائيلية يحملون لافتة عن الجندي آرون بوشنل (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر الاثنين ناشطون أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن للاحتجاج على الحرب على غزة، واستخدم المتظاهرون الأواني والصفارات ومكبرات الصوت مطالبين بوقف الإبادة
الصورة
إخلاء مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح - وسط قطاع غزة - 25 أغسطس 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

مجتمع

بعد أوامر إخلاء أخيرة وجّهتها قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى منطقة في جوار مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع، كانت مطالبات بحماية المستشفى.
المساهمون