بعيد استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة صباح اليوم الجمعة، عقب هدنة مؤقتة استمرّت سبعة أيام، أسفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) لذلك، وندّدت بالذين قرّروا "استئناف قتل الأطفال" في الحرب على غزة.
وأوضح المتحدّث باسم منظمة يونيسف جيمس إلدر، في حديث إلى صحافيين في جنيف عبر اتصال بتقنيّة الفيديو من غزة، أنّ "عدم التحرّك يعطي الضوء الأخضر لقتل الأطفال"، مضيفاً: "من غير المسؤول التفكير بأنّ هجمات جديدة على الشعب في غزة قد تؤدّي إلى أيّ شيء آخر غير المذبحة".
وفي تسجيل مصوّر بثّه إلدر عبر "إكس"، ظهر في مجمّع ناصر الطبي في خانيونس جنوبي قطاع غزة، قائلاً بما يشبه الإعلان إنّ "وقف إطلاق النار انتهى". وأكد أنّ أصوات القصف مسموعة من المستشفى.
Ceasefire over in #Gaza. Attacks v near this hospital. Bombing consistent. Has humanity given up on the children of Gaza?! 😔 pic.twitter.com/dsyvQeBEWx
— James Elder (@1james_elder) December 1, 2023
وبينما كان بكاء الأطفال يتصاعد من حوله، أفاد المتحدّث باسم يونيسف، في التسجيل المصوّر نفسه، بأنّ ضربة عسكرية وقعت على بُعد 50 متراً فقط من المستشفى.
وإذا أشار إلدر إلى أنّ مجمّع ناصر الطبي يُعَدّ أحد أكبر المستشفيات في غزة، بيّن أنّه مكتظّ وغير قادر على استيعاب عدد أكبر من الأطفال المصابين بجروج من جرّاء الحرب. أضاف إلدر أنّ "رؤية أعداد أكبر من الأطفال المصابين بجروح الحرب، وبحروق، وبشظايا اخترقت أجسادهم، وبعظام مهشّمة" أمر يفوق القدرة على التحمّل.
وفي حين طالبت منظمة يونيسف بوجوب تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، شدّدت على أنّ أيّ تخاذل في ذلك هو في حقيقة الأمر موافقة على قتل الأطفال.
في الإطار نفسه، سأل إلدر مستهجناً: "هل تخلّت الإنسانية عن أطفال غزة؟!".
من جهتها، وبما يشبه التأكيد، كتبت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف كاثرين راسل على "إكس" أنّ "قطاع غزة اليوم هو مجدّداً أخطر مكان يمكن لطفل أن يكون فيه".
وحذّرت راسل من أنّ "الشتاء على الأبواب". يُذكر أنّ من شأن هذا الأمر أن يفاقم معاناة أهل غزة عموماً، والأطفال خصوصاً، ولا سيّما الذين هُجّروا من منازلهم ولجأوا إلى مراكز إيواء مختلفة.
وشدّدت راسل على "وجوب ألا يلقى أطفال آخرون حتفهم في هذا الصراع"، مطالبة بأن تبذل كلّ الأطراف جهودها من اجل حماية حياة الأطفال وسلامتهم حيثما وُجدوا.
Today, Gaza is again the most dangerous place to be a child.
— Catherine Russell (@unicefchief) December 1, 2023
And winter is on the doorstep.
⁰All parties to the conflict must do everything possible to protect the lives and wellbeing of all children-no matter where they are.
No more children should die in this conflict.
في سياق متصل، عبّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في تدوينة نشرها على "إكس" اليوم الجمعة، عن قلقه البالغ من تجدّد القصف على قطاع غزة.
وإذ حذّر المسؤول الأممي من أنّ "النظام الصحي أُصيب بالشلل" في غزة، رأى أنّه لا بدّ من "إعلان وقف دائم لإطلاق النار".
ورأى غيبريسوس أنّ "قطاع غزة لا يستطيع تحمّل خسارة مزيد من المستشفيات أو أسرّة مستشفيات"، مشدّداً على "الحاجة إلى وقف إطلاق نار، وقف إطلاق نار دائم، وقف إطلاق نار يقود إلى السلام".
We are extremely concerned about the resumption of fighting in #Gaza.
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) December 1, 2023
The health system has been crippled by the ongoing hostilities. Gaza can’t afford to lose any more hospitals or hospital beds.
We need a ceasefire. A ceasefire that holds. A ceasefire that progress to peace.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قد أعرب بدوره عن "أسفه العميق" لاستئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة.
لكنّ غوتيريس أشار، في الوقت نفسه، إلى أمل بإمكانية تجديد الهدنة المؤقتة التي استمرّت سبعة أيام، منذ 24 نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم وحتى صباح اليوم الأوّل من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
أضاف غوتيريس في تدوينة على "إكس"، أتت بعد ساعات على استناف قوات الاحتلال الإسرائيلي هجماتها على قطاع غزة، أنّ "عودة الأعمال العدائية تظهر مدى أهمية التوصّل إلى وقف إنساني فعلي لإطلاق النار".
I deeply regret that military operations have started again in Gaza.
— António Guterres (@antonioguterres) December 1, 2023
I still hope that it will be possible to renew the pause that was established.
The return to hostilities only shows how important it is to have a true humanitarian ceasefire.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)