حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أنّ ارتفاع أسعار المواد الغذائية نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا "يرفع مخاطر سوء التغذية" لملايين الأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأضافت المنظمة في تصريح، اليوم الخميس، أنّ ذلك ياتي في حين أنّ "تأمين الطعام على مائدة الإفطار في خلال شهر رمضان يشكّل تحدياً للعائلات" في دول هذه المنطقة.
وتُعَدّ دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا متضررة بشدّة من جرّاء الحروب والفقر، وقد زادت أزمة كورونا الوبائية الوضع سوءاً. لذا تخشى "يونيسف" من أن يضرّ استمرار الوضع الحالي بشدّة بأطفال المنطقة، خصوصاً في مصر ولبنان وليبيا والسودان وسورية واليمن"، التي تعاني من صراعات وأزمات اقتصادية حادة حتى قبل اندلاع الحرب الأخيرة.
وتورّد أوكرانيا وروسيا ثلث صادرات القمح والشعير العالمية، التي تعتمد عليها دول الشرق الأوسط لإطعام ملايين السكان الذين يعيشون على الخبز المدعوم والمعكرونة التي تباع بأسعار مخفّضة. كذلك فإنّ الدولتَين تُعدّان من كبريات الدول المصدّرة للحبوب الأخرى، وزيت بذور عبّاد الشمس المستخدم في الطهي.
"تشهد المنطقة، بالتزامن مع استمرار النزاعات وعدم الاستقرار السياسي وجائحة "كوفيد-19" وأزمة أوكرانيا، ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية، إلى جانب انخفاض القوة الشرائية”
— UNICEF MENA - يونيسف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (@UNICEFmena) April 7, 2022
- أديل خُضُر ، المديرة الإقليمية لليونيسف@Adelekhodr
للمزيد :https://t.co/dOVKqV6Y37
وقد أوضحت المديرة الإقليمية لمنظمة يونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أديل خضر، أنّه في ظلّ النزاعات المستمرة في هذه المنطقة وعدم الاستقرار السياسي وأزمة كورونا الوبائية وكذلك أزمة أوكرانيا، يُسجَّل ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية يترافق مع انخفاض في القدرة الشرائية. وأكّدت أنّه من المرجّح أن يزداد عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بشكل كبير.
وتفيد بيانات "يونيسف"، بأنّ 36 في المائة فقط من الأطفال الصغار في دول الشرق الأوسط يتلقّون الوجبات الغذائية التي يحتاجونها لنموّهم وتطوّرهم بطريقة صحية، علماً أنّ تلك الدول تستورد أكثر من 90 في المائة من المواد الغذائية التي تستهلكها. وبالنسبة إليها، فإنّ اليمن والسودان ولبنان وسورية هي أكثر الدول تضرراً من الحرب في أوكرانيا، علماً أنّها تضمّ أكثر من 9.1 ملايين طفل دون سنّ الخامسة فيما يحتاج نحو 13.8 مليون طفل وامرأة من سكانها إلى مساعدات غذائية.
وتشرح المنظمة الأممية في بياناتها أنّ 45 في المائة من الأطفال في اليمن يعانون من التقزّم، وأكثر من 86 في المائة يعانون من فقر الدم. وفي السودان، يعاني 13.6 في المائة من الأطفال من الهزال، و36.4 في المائة من التقزّم، و50 في المائة تقريباً من فقر الدم. أمّا في لبنان، فإنّ 94 في المائة من الأطفال الصغار لا يتلقّون التغذية التي يحتاجونها، فيما يعاني أكثر من 40 في المائة من النساء والأطفال دون الخامسة من فقر الدم. وفي سورية، يحصل طفل واحد فقط من بين كلّ أربعة أطفال على التغذية التي يحتاجها، علماً أنّ متوسّط سعر سلّة الغذاء فيها بلغ ضعفَيه تقريباً في عام 2021 وحده.
وفي هذا السياق، لفتت خضر إلى أنّ "يونيسف تواصل تنسيق خطط استجابة التغذية في المنطقة"، داعية إلى "توحيد الجهود لإيصال وتوسيع نطاق خدمات الوقاية والكشف المبكر عن سوء التغذية وعلاجه بهدف تلبية احتياجات ملايين الأطفال والنساء، لا سيّما في البلدان الأكثر تضرراً من الأزمات". وشدّدت على أنّ "هذا الأمر في غاية الأهمية لتفادي أزمة سوء تغذية ضخمة في المنطقة".
(العربي الجديد)