توفيت، مساء السبت، ماجدة أبو بكر عزام حرم رئيس ديوان الرئاسة المصرية، السفير السابق محمد رفاعة الطهطاوي المعتقل تعسفاً منذ 9 سنوات، بسبب رفضه التخلي عن الرئيس المنتخب الراحل محمد مرسي بعد انقلاب الجيش عليه بقيادة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، وكان ضمن الفريق الرئاسي الذي أُوقِف داخل قصر الاتحادية في 3 يوليو/ تموز 2013.
ورحلت حرم الطهطاوي قهراً وحزناً عليه، تماماً كما حدث مع زوجة رجل الأعمال المعتقل صفوان ثابت، بهيرة إبراهيم، التي رحلت قبل نحو 5 أشهر حزناً على زوجها، وابنها المعتقل سيف الدين ثابت، على خلفية رفضهما التنازل عن شركة "جهينة"، أكبر منتج للألبان والعصائر في مصر.
والطهطاوي أكبر أحفاد رفاعة رافع الطهطاوي (1801-1873)، رائد التنوير في مصر خلال العصر الحديث، وأحد قادة النهضة العلمية في عهد محمد علي باشا، الذي لم يقتصر دوره على الترجمة والنقل من الخارج فقط، بل كانت له إسهامات فكرية وإبداعية عديدة، منها مؤلفه الشهير "تخليص الإبريز في تلخيص باريز".
وترأس الطهطاوي (الحفيد) الطاقم الدبلوماسي المصري في العاصمة الإيرانية طهران، بعد عمله في العاصمة البلجيكية بروكسل، ما بين 1998 و2001، الفترة التي شهدت علاقة شديدة التوتر بين الجانبين المصري والإيراني.
وعمل سفيراً لمصر في ليبيا، وشغل منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية.
استقال الطهطاوي من منصبه متحدثاً رسمياً باسم الأزهر مع اندلاع أحداث ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، لينضم إلى الثوار في ميدان التحرير للمطالبة برحيل الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك عن الحكم.
عُين الطهطاوي رئيساً لديوان رئاسة الجمهورية في 9 أغسطس/ آب 2012، وكان حضوره لافتاً في عام حكم مرسي، استناداً إلى عمله دبلوماسياً مرموقاً لدى وزارة الخارجية، ومستشاراً لشيخ الأزهر، حتى اعتقل برفقة الرئيس الراحل من داخل قصر الاتحادية الرئاسي.
وفي وقت سابق، وثقت منظمة "نحن نسجل" الحقوقية جانباً من الانتهاكات والتنكيل الممنهج الذي يُمارس بحق الطهطاوي في محبسه، داخل السجن شديد الحراسة المعروف بـ"سجن العقرب" سيئ السمعة في مصر، بما في ذلك منعه من زيارات أسرته ومحاميه، وكل الحقوق المكفولة له بموجب الدستور والقانون.
زُجَّ باسم الطهطاوي في عدة قضايا باتهامات "ملفقة"، حتى حُكم عليه بالسجن 7 سنوات في القضية المعروفة إعلامياً بـ"التخابر مع حماس"، و3 سنوات في قضية مزعومة بشأن استغلال سلطات منصبه الوظيفي في تعيين أحد الأشخاص في "ديوان المظالم" التابع للرئاسة المصرية.
وكانت السلطات في مصر قد سمحت للطهطاوي بالخروج من محبسه عام 2015، حتى يتلقى العزاء في والدته، وكان مقيداً حينها بالأغلال، وتحت حراسة مشددة من الضباط والجنود.
وأعلنت أسرة الراحلة إقامة صلاة الجنازة عليها بعد صلاة العصر، اليوم الأحد، من جامع الفاروق في ضاحية المعادي جنوبيّ القاهرة.