عادا من حياة مستقرة في بلد مهجرهما إلى بلدهما الأم، مدفوعان بشعارات الوطنية والانتماء والبقاء بالقرب من الأهل والحنين إلى مسقط الرأس والجذور والهوية.
حاولا مرة ومرات التأقلم مع الحياة في بلدهما بعد بضع سنوات من الغياب عنه، كانا يدركان الكثير من التفاصيل حول ماهية العيش في بلدهما الشرقي ذا السمت المحافظ، كانا يفهمان الكثير من الأمور المحظور عليهما اقترافها، والكثير من الأمور الواجب فعلها، لكن يبدو أن تلك السنوات القليلة في الخارج، والحياة في بلد مختلف يؤمن بحق الانسان في البهجة وبحقه في تحصيل كل ما يلزمه للسعادة، وعدم تدخل أحد في حياته أو إزعاجه، وغيرها من الفروق الجوهرية، جعلتهما ينسيان أو يغيب عنهما ما كان عليه الوضع في بلادهما.
في كل مناسبة، وفي كل موقف، يصدمهما الناس وتفاجئهما الأعراف والقوانين، وكأنهما ولدا خارج هذا البلد الذي يحملان جنسيته، والذي قضيا القسم الأكبر من حياتهما فيه.
"إنه الهالووين"، اتصل بها متهللاً، فردّت بسرور: "تعال نرتّب ما يمكن أن نفعله للاحتفال". في المساء التقيا، استعادا عدداً من ليالي الهالووين التي قضياها في بلد مهجرهما، وحجم السعادة التي كانا يشعران بها وسط مئات الأشخاص الذين يخرجون إلى الشوارع والطرقات للاحتفال.
قررا أن يحظيا بالسعادة في يوم الهالووين مهما كانت العواقب، ارتديا ملابسهما سريعاً وخرجا إلى المتاجر في محاولة للبحث عن مستلزمات الاحتفال، الأشياء قليلة، معظم المتاجر لا تعرف عن المناسبة شيئاً بالأساس، بعض أصحاب المتاجر نظر إليهما باستهجان، وآخر سألهما إن كانا ملحدين.
صدمتهما ردود الأفعال قليلاً، لكنهما درّبا نفسيهما منذ العودة على امتصاص الصدمات وتحمّل ردود أفعال مواطني بلدهما، هما يقنعان بعضهما البعض دائماً أن "الناس تعاني الكثير من المشكلات التي تنعكس على طبيعة تعاملهم مع الآخرين"، وأن عليهما "التحمّل والصبر ومقابلة الإساءة بابتسامة لطيفة".
رغم الاحباطات المتتالية، لم تضعف رغبتهما في الاحتفال، ولم يتوقفا عن البحث عن مستلزمات الحفل، باتا يختاران أشياء لا علاقة لها بالهالووين، لكن يمكن بشكل ما توظيفها أو استغلالها.
الاصرار على تحصيل السعادة، كان العامل المشترك الأساسي بينهما، كليهما حريص على البقاء في الوطن، كلما شعرا بالاحباط، ذكّر أحدهما الآخر بإحساس الحنين الذي كانا يشعران به في الغربة.
فجأة قالت له بوهن: "إلى متى نتحمّل؟"، فعاجلها قائلاً: "تعالي نهاجر مجدداً".
ساد صمت طويل، ثم تكلما في اللحظة نفسها. لقد قررا الهجرة ثانية في النهاية.
حاولا مرة ومرات التأقلم مع الحياة في بلدهما بعد بضع سنوات من الغياب عنه، كانا يدركان الكثير من التفاصيل حول ماهية العيش في بلدهما الشرقي ذا السمت المحافظ، كانا يفهمان الكثير من الأمور المحظور عليهما اقترافها، والكثير من الأمور الواجب فعلها، لكن يبدو أن تلك السنوات القليلة في الخارج، والحياة في بلد مختلف يؤمن بحق الانسان في البهجة وبحقه في تحصيل كل ما يلزمه للسعادة، وعدم تدخل أحد في حياته أو إزعاجه، وغيرها من الفروق الجوهرية، جعلتهما ينسيان أو يغيب عنهما ما كان عليه الوضع في بلادهما.
في كل مناسبة، وفي كل موقف، يصدمهما الناس وتفاجئهما الأعراف والقوانين، وكأنهما ولدا خارج هذا البلد الذي يحملان جنسيته، والذي قضيا القسم الأكبر من حياتهما فيه.
"إنه الهالووين"، اتصل بها متهللاً، فردّت بسرور: "تعال نرتّب ما يمكن أن نفعله للاحتفال". في المساء التقيا، استعادا عدداً من ليالي الهالووين التي قضياها في بلد مهجرهما، وحجم السعادة التي كانا يشعران بها وسط مئات الأشخاص الذين يخرجون إلى الشوارع والطرقات للاحتفال.
قررا أن يحظيا بالسعادة في يوم الهالووين مهما كانت العواقب، ارتديا ملابسهما سريعاً وخرجا إلى المتاجر في محاولة للبحث عن مستلزمات الاحتفال، الأشياء قليلة، معظم المتاجر لا تعرف عن المناسبة شيئاً بالأساس، بعض أصحاب المتاجر نظر إليهما باستهجان، وآخر سألهما إن كانا ملحدين.
صدمتهما ردود الأفعال قليلاً، لكنهما درّبا نفسيهما منذ العودة على امتصاص الصدمات وتحمّل ردود أفعال مواطني بلدهما، هما يقنعان بعضهما البعض دائماً أن "الناس تعاني الكثير من المشكلات التي تنعكس على طبيعة تعاملهم مع الآخرين"، وأن عليهما "التحمّل والصبر ومقابلة الإساءة بابتسامة لطيفة".
رغم الاحباطات المتتالية، لم تضعف رغبتهما في الاحتفال، ولم يتوقفا عن البحث عن مستلزمات الحفل، باتا يختاران أشياء لا علاقة لها بالهالووين، لكن يمكن بشكل ما توظيفها أو استغلالها.
الاصرار على تحصيل السعادة، كان العامل المشترك الأساسي بينهما، كليهما حريص على البقاء في الوطن، كلما شعرا بالاحباط، ذكّر أحدهما الآخر بإحساس الحنين الذي كانا يشعران به في الغربة.
فجأة قالت له بوهن: "إلى متى نتحمّل؟"، فعاجلها قائلاً: "تعالي نهاجر مجدداً".
ساد صمت طويل، ثم تكلما في اللحظة نفسها. لقد قررا الهجرة ثانية في النهاية.