يُعرّف "الباحثون السوريون" عن أنفسهم بأنهم مبادرة سورية، تضم حوالى 400 شاب وشابة، معظمهم سوريون، بالإضافة إلى عدد من العراقيين واللبنانيين والجزائريين وغيرهم. يعمل هؤلاء على ترجمة ونشر الأبحاث والمقالات العلمية باللغة العربية، وتقديمها إلى القارئ العربي، من خلال الموقع الخاص بالمبادرة وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
انطلقت المبادرة في بداية عام 2012، بجهود الطبيب السوري مهند ملك، الذي يعمل اليوم كباحث في أحد مراكز أبحاث أمراض السرطان في بريطانيا. يقول لـ "العربي الجديد" إن الخطوة الأولى كانت إنشاء صفحة على فيسبوك تحمل اسم الباحثين السوريين. "كانت هذه الوسيلة الوحيدة لأتمكن من الدخول إلى بيوت الناس. بعد معاناة، تمكنت من جذب البعض. وبفضلهم، نضجت المبادرة". يوضح أن الصعوبة الأكبر كانت في تقريب العلم إلى الناس. وكما هو معروف، كل ما يتصل بالعلم ليس سهلاً على الناس في مجتمعنا.
يتطرّق ملك إلى عدد من المشاكل التي يعاني منها الإعلام العربي خلال تناوله القضايا والتطورات العلمية، أهمها "الابتعاد عن البساطة والدقة"، لافتاً إلى أنه ليس هناك اهتمام بالجهود العلمية من قبل وسائل الإعلام. وبعد مرور ثلاث سنوات ونصف على انطلاق المبادرة، احتفل الباحثون بوصول متابعيهم على فيسبوك إلى المليون شخص، بالإضافة إلى تحوّلهم إلى مصدر للمعلومات بالنسبة لكثيرين في الوطن العربي. أيضاً، استطاعوا كسب ثقة جهات عالمية، ووقعوا في يوليو/تموز الماضي مذكرة تفاهم مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، بهدف نشر الوعي حول كيفية الاهتمام بالأطفال. وفي وقت سابق، ساهمت المبادرة بحملة "اليونيسيف" حول لقاح الحصبة.
يرفع الباحثون شعار "العلم هو الحل". ويقول ملك: "نؤمن جميعاً أننا نستطيع حل المشاكل التي يعاني منها السوريون اليوم. على سبيل المثال، خرجت ألمانيا واليابان من الحرب مدمّرتين، لكنهما استطاعتا بناء اقتصاديهما من خلال تركيز جهودهما على العلم". يضيف: "علينا الاعتراف أن الواقع الذي نعيشه اليوم هو ثمرة للجهل"، موضحاً أن "حاضرنا كعرب ليس مثل تاريخنا. إذا لم نستطع استثمار الطاقات الفكرية لشبابنا لغايات علمية، لن يتغير هذا الواقع".
على المدى الطويل، يسعى الباحثون إلى تغيير الأفكار في المجتمع والتخلص من الأفكار الزائفة التي تغزو العالم العربي، من خلال تقديم جديدة للتفكير، ما أشار إليه ملك في إطار شرحه عن المبادرة على منصة "تيد" في روما، وهي أبرز منصات المفكرين والملهمين والمبتكرين في العالم، قائلاً إن إحدى أكبر المشاكل في عالمنا العربي هي أن كثيرين يصدقون كل ما يقرأون، بل ويناقشونه. علماً أن قلّة فقط من المعلومات العلمية باللغة العربية صحيحة. وهناك اهتمام بالبحث العلمي، لذا نعمل على امتاع الناس بالحديث عن العلم، نكتب بلغة مبسّطة وسهلة، نشرح الأبحاث الأخيرة بالعربية ونخبرهم كيف ستكون حياتنا لولا العلم".
بدوره، يوضح مدير المكتب الإعلامي للمبادرة أحمد حسن أن أعضاء المبادرة يتوزعون في معظم المحافظات السورية، وعدد من الدول حول العالم كالولايات المتحدة وأوروبا وأفريقيا وحتى اليابان. تجمعهم شبكة الانترنت، إذ يستطيعون من خلالها اللقاء والعمل. يضيف أن الأعضاء ينتمون إلى مختلف الطبقات والطوائف، لافتاً إلى أن ما يضمن حماية المبادرة من الانقسامات هو بالدرجة الأولى "التزامهم بقاعدة الابتعاد عن الدين والسياسة".
وعلى الرغم من أن المبادرة تقدم دراسات علمية فقط، إلا أن ذلك لم يمنع اتهامها بتبني فكر سياسي أو ديني. يقول ملك: "اتهمنا البعض بأننا إسلاميون لأننا لا نقول إن العلم ضد الدين. فيما اتهمنا آخرون بأننا ملحدون لأننا كتبنا عن نظرية التطوّر".
يعيش عدد كبير من الباحثين السوريين في ظروف صعبة نتيجة الحرب التي تجعل البحث والكتابة أمراً صعباً. ويواجه هؤلاء مشاكل عدة، منها انقطاع الانترنت والتيار الكهربائي، عدا عن الضغوط النفسية والاجتماعية.
في السياق، يقول حسن إن "غالبية أعضاء المبادرة يصرّون على العمل في هذه الظروف، وقد استطعنا تجاوز العديد من العقبات". يضيف أن "اختيار الباحثين الجدد مرتبط بنجاحهم في اختبارات الترجمة والمعلومات العلمية وأسلوب المنهج العلمي. وفي ما يتعلق باختيار المواضيع، يملك الباحثون الحرية في اختيار المواضيع التي يرونها مناسبة كل ضمن اختصاصه. ويبقى الأهم نشرها وتقديمها بأسلوب بسيط".
رابط الصفحة: http://www.syr-res.com/
إقرأ أيضاً: واشنطن: شاب يجمع 3000 لعبة للأطفال السوريين
انطلقت المبادرة في بداية عام 2012، بجهود الطبيب السوري مهند ملك، الذي يعمل اليوم كباحث في أحد مراكز أبحاث أمراض السرطان في بريطانيا. يقول لـ "العربي الجديد" إن الخطوة الأولى كانت إنشاء صفحة على فيسبوك تحمل اسم الباحثين السوريين. "كانت هذه الوسيلة الوحيدة لأتمكن من الدخول إلى بيوت الناس. بعد معاناة، تمكنت من جذب البعض. وبفضلهم، نضجت المبادرة". يوضح أن الصعوبة الأكبر كانت في تقريب العلم إلى الناس. وكما هو معروف، كل ما يتصل بالعلم ليس سهلاً على الناس في مجتمعنا.
يتطرّق ملك إلى عدد من المشاكل التي يعاني منها الإعلام العربي خلال تناوله القضايا والتطورات العلمية، أهمها "الابتعاد عن البساطة والدقة"، لافتاً إلى أنه ليس هناك اهتمام بالجهود العلمية من قبل وسائل الإعلام. وبعد مرور ثلاث سنوات ونصف على انطلاق المبادرة، احتفل الباحثون بوصول متابعيهم على فيسبوك إلى المليون شخص، بالإضافة إلى تحوّلهم إلى مصدر للمعلومات بالنسبة لكثيرين في الوطن العربي. أيضاً، استطاعوا كسب ثقة جهات عالمية، ووقعوا في يوليو/تموز الماضي مذكرة تفاهم مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، بهدف نشر الوعي حول كيفية الاهتمام بالأطفال. وفي وقت سابق، ساهمت المبادرة بحملة "اليونيسيف" حول لقاح الحصبة.
يرفع الباحثون شعار "العلم هو الحل". ويقول ملك: "نؤمن جميعاً أننا نستطيع حل المشاكل التي يعاني منها السوريون اليوم. على سبيل المثال، خرجت ألمانيا واليابان من الحرب مدمّرتين، لكنهما استطاعتا بناء اقتصاديهما من خلال تركيز جهودهما على العلم". يضيف: "علينا الاعتراف أن الواقع الذي نعيشه اليوم هو ثمرة للجهل"، موضحاً أن "حاضرنا كعرب ليس مثل تاريخنا. إذا لم نستطع استثمار الطاقات الفكرية لشبابنا لغايات علمية، لن يتغير هذا الواقع".
على المدى الطويل، يسعى الباحثون إلى تغيير الأفكار في المجتمع والتخلص من الأفكار الزائفة التي تغزو العالم العربي، من خلال تقديم جديدة للتفكير، ما أشار إليه ملك في إطار شرحه عن المبادرة على منصة "تيد" في روما، وهي أبرز منصات المفكرين والملهمين والمبتكرين في العالم، قائلاً إن إحدى أكبر المشاكل في عالمنا العربي هي أن كثيرين يصدقون كل ما يقرأون، بل ويناقشونه. علماً أن قلّة فقط من المعلومات العلمية باللغة العربية صحيحة. وهناك اهتمام بالبحث العلمي، لذا نعمل على امتاع الناس بالحديث عن العلم، نكتب بلغة مبسّطة وسهلة، نشرح الأبحاث الأخيرة بالعربية ونخبرهم كيف ستكون حياتنا لولا العلم".
بدوره، يوضح مدير المكتب الإعلامي للمبادرة أحمد حسن أن أعضاء المبادرة يتوزعون في معظم المحافظات السورية، وعدد من الدول حول العالم كالولايات المتحدة وأوروبا وأفريقيا وحتى اليابان. تجمعهم شبكة الانترنت، إذ يستطيعون من خلالها اللقاء والعمل. يضيف أن الأعضاء ينتمون إلى مختلف الطبقات والطوائف، لافتاً إلى أن ما يضمن حماية المبادرة من الانقسامات هو بالدرجة الأولى "التزامهم بقاعدة الابتعاد عن الدين والسياسة".
وعلى الرغم من أن المبادرة تقدم دراسات علمية فقط، إلا أن ذلك لم يمنع اتهامها بتبني فكر سياسي أو ديني. يقول ملك: "اتهمنا البعض بأننا إسلاميون لأننا لا نقول إن العلم ضد الدين. فيما اتهمنا آخرون بأننا ملحدون لأننا كتبنا عن نظرية التطوّر".
يعيش عدد كبير من الباحثين السوريين في ظروف صعبة نتيجة الحرب التي تجعل البحث والكتابة أمراً صعباً. ويواجه هؤلاء مشاكل عدة، منها انقطاع الانترنت والتيار الكهربائي، عدا عن الضغوط النفسية والاجتماعية.
في السياق، يقول حسن إن "غالبية أعضاء المبادرة يصرّون على العمل في هذه الظروف، وقد استطعنا تجاوز العديد من العقبات". يضيف أن "اختيار الباحثين الجدد مرتبط بنجاحهم في اختبارات الترجمة والمعلومات العلمية وأسلوب المنهج العلمي. وفي ما يتعلق باختيار المواضيع، يملك الباحثون الحرية في اختيار المواضيع التي يرونها مناسبة كل ضمن اختصاصه. ويبقى الأهم نشرها وتقديمها بأسلوب بسيط".
رابط الصفحة: http://www.syr-res.com/
إقرأ أيضاً: واشنطن: شاب يجمع 3000 لعبة للأطفال السوريين