لا تكاد تخلو شوارع المدن الرئيسية في السعودية من أندية رياضية، وتمتلئ المكتبات بكتب حول اللياقة البدنية والحميات الغذائية الحديثة والوجبات الصحية. وبات يمكن للسعوديين ممارسة رياضة المشي في عدد من المشوارع. بطبيعة الحال، تبدو هذه الأمور إيجابية. ويلاحظ زيادة الهوس بالصحة والحصول على أجساد نحيفة، حتى بات عدد قاصدي المتخصصين في التغذية أكبر من العيادات الطبية.
في السعودية أكثر من 4280 نادياً رياضياً تنتشر في مختلف المدن والمناطق، أي بزيادة بنسبة 400 في المائة بالمقارنة مع عام 2011، علماً أن بعض هذه النوادي ليست مرخصة. وتتراوح كلفة الشهر الواحد فيها ما بين 70 و300 دولار أميركي، بحسب الخدمات التي تقدمها. واللافت أنه في ظل وجود عدد كبير من النوادي الرياضية الضخمة للرجال، لا يتجاوز عدد الأندية المخصصة للنساء العشرين، بسبب التشدد الديني. وتسعى الأميرة ريمة بنت بندر بن سلطان، والتي عُيّنت مؤخراً وكيلة لرئيس الهيئة العامة للرياضة للقسم النسائي، إلى تشجيع النساء على ممارسة الرياضة، لافتة إلى أنها تخطط للمساعدة في ترخيص أندية للنساء، مؤكدة أن ممارسة المرأة الرياضة لا تؤثر على قيم المجتمع. تضيف: "سأعمل خلال الفترة المقبلة على إيجاد مدربات سعوديات للنهوض بالرياضة النسائية".
تحتلّ السعوديّة المرتبة الثالثة عالمياً لناحية السمنة، بحسب أحدث تقارير منظّمة الصحة العالمية. وكشفت دراسة أعدّها قسم أبحاث السمنة في جامعة الملك سعود في الرياض، وأشرف عليها عائض القحطاني، أن نحو ثلثي السعوديّين يعانون من السمنة، بنسب متقاربة بين النساء والرجال. كذلك، يعاني نحو 3،5 ملايين طفل من السمنة في السعودية. وتشير الدراسة إلى أن 80 في المائة من المصابين بالسمنة أكثر عرضة للإصابة بداء السكري من النوع الثاني، علماً أنها تؤدّي إلى وفاة نحو 20 ألف سعودي سنوياً. وبحسب دراسة للمكتب التنفيذي لمجلس وزارة الصحة الخليجي، بلغ عدد الأطفال المصابين بالسمنة في المنطقة الشرقية فقط نحو 7 آلاف طفل.
اقــرأ أيضاً
ويطالب القحطاني بوضع استراتيجية حقيقية في جميع المدارس لمكافحة السمنة، لافتاً إلى أهمية أن يعرف صناع القرار بخطورة الوضع. ويوضح أنه من دون تحرك رسمي، لا يمكن كبح هذه الظاهرة.
في هذا الإطار، يلفت طبيب الصحّة العامة ماجد المالكي إلى انتشار النوادي الرياضية، ومحال الأغذية الصحية، بالإضافة إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يمارسون رياضة المشي. ويقول لـ "العربي الجديد": "نأمل أن يساهم الأمر في تراجع معدلات السمنة في البلاد، والتي وصلت إلى نسب قياسيّة، خصوصاً لدى النساء". يضيف أن "الأمر لا يقتصر فقط على عضلات مشدودة، بل يتعلق بالصحة العامة. لكن للأسف، وفي حالات كثيرة، قد يصبح الأمر سلبياً، في حال عمد البعض إلى ترويج أدوية غير مرخّصة للتنحيف وإبراز العضلات". تجدر الإشارة إلى أن لهذه الأدوية مخاطر صحية كبيرة، وقد تؤدّي إلى الموت.
في السياق نفسه، يؤكد المدرّب الرياضي ناصر الأحمري أن هذا هو الوقت الذهبي للياقة البدنية في السعودية. يقول لـ "العربي الجديد": "أعمل في هذا المجال منذ 16 عاماً، ولم أجد اهتماماً كبيراً في الصحة والرشاقة كما هو حاصل الآن في مختلف المدن". يضيف أن كثيرين يريدون جسماً رشيقاً وعضلات، وإن كان البعض كسولاً ولا يواظب على التمرين، أو يعجز عن اتّباع حمية غذائية صحية. لكن في الإجمال، هناك انتشار كبير للأندية الرياضية والمطاعم التي تبيع الأطعمة الصحيّة.
من جهة أخرى، يلفت إلى وجود مشاكل كثيرة تهدّد نجاح النوادي الرياضية التي تنتشر في كل مكان في السعودية، خصوصاً أن عدداً كبيراً من روّادها الشباب يرغبون في تقوية أجسادهم وإبراز عضلاتهم. أمر يؤكّده الطبيب مبارك المطيويع، مشيراً إلى وجود خلل كبير يهدد عمل تلك المراكز، لافتاً إلى أن هدف البعض لم يعد الحصول على جسم صحي ورشيق، بل عضلات بارزة. ويقول لـ "العربي الجديد" إنه بهدف الحصول على عضلات بارزة وجسم رشيق، يتناول بعض الشباب أدوية ممنوعة دولياَ. ويأسف لأنّ مدرّبين رياضيّين يروّجون لهذه الأدوية، ويشرفون على الأندية في الوقت نفسه. يضيف أن الأمر "لا يقتصر على تناول منشطات محظورة دولياً، بل أدوية قد تؤدي إلى مشاكل في القلب وفشل كلوي. وفي حالات كثيرة، لا يعرف المتدرّبون خطورة العقاقير التي يتناولونها".
اقــرأ أيضاً
في السعودية أكثر من 4280 نادياً رياضياً تنتشر في مختلف المدن والمناطق، أي بزيادة بنسبة 400 في المائة بالمقارنة مع عام 2011، علماً أن بعض هذه النوادي ليست مرخصة. وتتراوح كلفة الشهر الواحد فيها ما بين 70 و300 دولار أميركي، بحسب الخدمات التي تقدمها. واللافت أنه في ظل وجود عدد كبير من النوادي الرياضية الضخمة للرجال، لا يتجاوز عدد الأندية المخصصة للنساء العشرين، بسبب التشدد الديني. وتسعى الأميرة ريمة بنت بندر بن سلطان، والتي عُيّنت مؤخراً وكيلة لرئيس الهيئة العامة للرياضة للقسم النسائي، إلى تشجيع النساء على ممارسة الرياضة، لافتة إلى أنها تخطط للمساعدة في ترخيص أندية للنساء، مؤكدة أن ممارسة المرأة الرياضة لا تؤثر على قيم المجتمع. تضيف: "سأعمل خلال الفترة المقبلة على إيجاد مدربات سعوديات للنهوض بالرياضة النسائية".
تحتلّ السعوديّة المرتبة الثالثة عالمياً لناحية السمنة، بحسب أحدث تقارير منظّمة الصحة العالمية. وكشفت دراسة أعدّها قسم أبحاث السمنة في جامعة الملك سعود في الرياض، وأشرف عليها عائض القحطاني، أن نحو ثلثي السعوديّين يعانون من السمنة، بنسب متقاربة بين النساء والرجال. كذلك، يعاني نحو 3،5 ملايين طفل من السمنة في السعودية. وتشير الدراسة إلى أن 80 في المائة من المصابين بالسمنة أكثر عرضة للإصابة بداء السكري من النوع الثاني، علماً أنها تؤدّي إلى وفاة نحو 20 ألف سعودي سنوياً. وبحسب دراسة للمكتب التنفيذي لمجلس وزارة الصحة الخليجي، بلغ عدد الأطفال المصابين بالسمنة في المنطقة الشرقية فقط نحو 7 آلاف طفل.
ويطالب القحطاني بوضع استراتيجية حقيقية في جميع المدارس لمكافحة السمنة، لافتاً إلى أهمية أن يعرف صناع القرار بخطورة الوضع. ويوضح أنه من دون تحرك رسمي، لا يمكن كبح هذه الظاهرة.
في هذا الإطار، يلفت طبيب الصحّة العامة ماجد المالكي إلى انتشار النوادي الرياضية، ومحال الأغذية الصحية، بالإضافة إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يمارسون رياضة المشي. ويقول لـ "العربي الجديد": "نأمل أن يساهم الأمر في تراجع معدلات السمنة في البلاد، والتي وصلت إلى نسب قياسيّة، خصوصاً لدى النساء". يضيف أن "الأمر لا يقتصر فقط على عضلات مشدودة، بل يتعلق بالصحة العامة. لكن للأسف، وفي حالات كثيرة، قد يصبح الأمر سلبياً، في حال عمد البعض إلى ترويج أدوية غير مرخّصة للتنحيف وإبراز العضلات". تجدر الإشارة إلى أن لهذه الأدوية مخاطر صحية كبيرة، وقد تؤدّي إلى الموت.
في السياق نفسه، يؤكد المدرّب الرياضي ناصر الأحمري أن هذا هو الوقت الذهبي للياقة البدنية في السعودية. يقول لـ "العربي الجديد": "أعمل في هذا المجال منذ 16 عاماً، ولم أجد اهتماماً كبيراً في الصحة والرشاقة كما هو حاصل الآن في مختلف المدن". يضيف أن كثيرين يريدون جسماً رشيقاً وعضلات، وإن كان البعض كسولاً ولا يواظب على التمرين، أو يعجز عن اتّباع حمية غذائية صحية. لكن في الإجمال، هناك انتشار كبير للأندية الرياضية والمطاعم التي تبيع الأطعمة الصحيّة.
من جهة أخرى، يلفت إلى وجود مشاكل كثيرة تهدّد نجاح النوادي الرياضية التي تنتشر في كل مكان في السعودية، خصوصاً أن عدداً كبيراً من روّادها الشباب يرغبون في تقوية أجسادهم وإبراز عضلاتهم. أمر يؤكّده الطبيب مبارك المطيويع، مشيراً إلى وجود خلل كبير يهدد عمل تلك المراكز، لافتاً إلى أن هدف البعض لم يعد الحصول على جسم صحي ورشيق، بل عضلات بارزة. ويقول لـ "العربي الجديد" إنه بهدف الحصول على عضلات بارزة وجسم رشيق، يتناول بعض الشباب أدوية ممنوعة دولياَ. ويأسف لأنّ مدرّبين رياضيّين يروّجون لهذه الأدوية، ويشرفون على الأندية في الوقت نفسه. يضيف أن الأمر "لا يقتصر على تناول منشطات محظورة دولياً، بل أدوية قد تؤدي إلى مشاكل في القلب وفشل كلوي. وفي حالات كثيرة، لا يعرف المتدرّبون خطورة العقاقير التي يتناولونها".