نزح مئات المدنيين خلال الساعات الماضية في شرق حلب المحاصر، إلى المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام السوري مؤخراً، وسط أنباء عن تنفيذ قوات النظام إعدامات ميدانية بحق عدد من النازحين، واعتقال آخرين.
وقال فراس بدوي من مركز حلب الإعلامي لـ "العربي الجديد"، "إنّ عدداً كبيراً من المدنيين نزحوا إلى المناطق التي خضعت لسيطرة النظام السوري، ولا توجد أعداد دقيقة لهم".
وأوضح أنّ "سبب النزوح هو تواصل القصف والحملة العسكرية الشرسة التي تشنها قوات النظام والطيران الروسي على المنطقة، إضافة لانقطاع المياه عن معظم الأحياء الشرقية بسبب القصف ودمار معظم منازل المدنيين، ونفاذ الطعام لديهم". وأشار إلى أنّ "حلب تتعرض لمحرقة حقيقية، لا أفران ولا مشافي ولا طعام ولا ماء".
وشهدت أحياء الأنصاري والزبدية وبستان القصر، حركة نزوح كبيرة نحو المناطق الشرقية والشمالية الشرقية، والتي تقدمت إليها قوات النظام قبل أسبوع، ومعظم المدنيين قادتهم قوات النظام إلى مناطق في حي الصاخور، بينما تمكن آخرون من الوصول إلى مناطق تسيطر عليها مليشيا وحدات حماية "الشعب الكردية".
وفي السياق ذاته، أكد مصدر محلي لـ "العربي الجديد"، أنّ قوات النظام السوري قامت بإعدام عددٍ من المدنيين بعد خروجهم ووصولهم لمناطق سيطرتها في شرق حلب، وتركت جثثهم قرب جامع الخيرات بحي الصاخور.
وأضاف المصدر "من بين الذين قامت قوات النظام بإعدامهم، مؤذن جامع سد اللوز في حي الشعار، محمد أبو الورد، وهو أحد منشدي الثورة السورية، وذلك بعدما قام بتسليم نفسه ومعه عائلته عند وصوله إلى حي الصاخور، في وقتٍ لم يتبين فيه مصير بقية العائلة".
وبحسب مصادر محلية أيضاً، فإنّ قوات النظام اعتقلت عددا من الشباب واقتادتهم نحو مناطق سيطرتها في غرب حلب، في ما يعتقد بأنها ستقوم بتجنيدهم للقتال في صفوفها.
وكانت مصادر أخرى قد أفادت في تصريحات لـ "العربي الجديد"، بأن قوات المعارضة السورية المسلحة قد اعتقلت ثلاثة عناصر من قوات النظام في جبهات حي الشيخ سعيد، وتبين أنهم من النازحين الذين وصلوا مؤخراً إلى مناطق سيطرتها.