واضطر هذا الواقع الأهالي لابتكار وسائل بديلة تزودهم بالحد الأدنى من الكهرباء، إلا أن معظم الوسائل ليست بمتناول الجميع بسبب تكلفتها العالية، وأبرز هذه الوسائل مولدات الأمبير.
وتنتشر المولدات الكهربائية الضخمة في العديد من أحياء إدلب وريفها، وهي مولدات كبيرة متعددة الأحجام تزود كل منها عشرات المنازل بالكهرباء لساعات محددة باليوم، وتحولت هذه المولدات الى تجارة للبعض، فاتجه كثيرون إلى شراء هذه المولدات والإشراف على تشغيلها مقابل اشتراكات شهرية يدفعها من يرغب من الأهالي.
يقول عبد الحميد من إدلب "يشترك معظم الأهالي بأمبير واحد للمنزل. من يملك مالاً يشترك بثلاثة أو أربعة ليستطيع تشغيل الأجهزة الكهربائية وأحياناً التدفئة، إلا أن أسعار الاشتراك ليست ثابتة بسبب تأرجح أسعار المحروقات، وتنقطع الكهرباء مع غياب المحروقات، ما يجعلها عبئاً مادياً حقيقياً، حتى إن كثيرين لا يستطيعون الاشتراك بسبب التكلفة".
وتعد بطاريات السيارات من أكثر الطرق انتشاراً لتخزين الكهرباء في ريف إدلب، وتنتشر أنواع عديدة منها في الأسواق، منها المحلي ومنها المستورد، وتزود هذه البطاريات بكهرباء 12 فولتاً، ويعتمد عليها السوريون بشكل أساسي للإنارة، فيما يستخدم البعض رافعات الجهد لتشغيل الأجهزة التي تعمل بقوة 220 فولتاً.
يقول أبو حسان الذي يعيش في إدلب "لا تأتي كهرباء الأمبيرات أكثر من خمس ساعات في اليوم، أو 7 في أفضل الأحوال، لذا أقوم بشحن البطارية لاستخدام كهربائها بقية اليوم، في حال شحنها بشكل جيد يمكن أن تزود المنزل بالكهرباء ليومين أو ثلاثة".
وراج استخدام الألواح الشمسية ذات الأحجام المختلفة لتوليد الطاقة الكهربائية، وبالرغم من تكلفتها العالية إلا أنها الأقل استنزافاً لجيوب الأهالي على المدى البعيد، وتختلف تكلفة هذه الألواح تبعاً لقدرتها على توليد الكهرباء.
يقول عبد الله الذي يعيش في أريحا "انتشرت هذه الألواح في الربيع، ابتعت واحداً بحوالي مائة دولار، وكان مفيداً جداً في الصيف وأقل فائدة في الشتاء، يمكنه أن يولد 5 أمبير في أيام الصيف الحارة".
كما اقتنى عدد كبير من السوريين في إدلب المولدات الصغيرة التي تعمل على المحروقات وتولد طاقة كهربائية للمنازل، وتستعمل هذه المولدات في الأماكن التجارية والنقاط الطبية والمستشفيات التي تعد فيها الكهرباء أمراً لازماً، إلا أن استخداماتها المنزلية باتت محدودة بسبب الارتفاع الكبير لأسعار المحروقات. يقول أبو محمد الذي يعيش في إدلب، إن مولداته باتت عديمة الفائدة، فسعر لتر البنزين 400 ليرة في أحسن الأحوال ولا يكفي لأكثر من ساعتين.