كتب الفيزيائي ستيفن هوكينغ، في صحيفة "ذا غارديان"، عمّا ينتظرنا على كوكب الأرض. قال إنّ كل ما يمكننا أن نفكر فيه، بعد قرار الناخبين البريطانيين الخروج من عضوية الاتحاد الأوروبي، واختيار الأميركيين دونالد ترامب رئيساً لهم، هو أنّ ما حصل صرخة غضب من ناس شعروا بأن قادتهم تخلّوا عنهم.
ما يهمّ الآن، بعيداً عن خيارات الناخبين في كلّ من بريطانيا وأميركا، هو كيفية تفاعل النخب. هل يجب علينا في المقابل رفض هذه الأصوات، ومحاولة الالتفاف عليها أو تقييد الخيارات التي يمثلونها؟ أعتقد أن هذا سيكون خطأ فادحاً.
سيحصل أن ينزح الفقراء من الريف إلى المدن مدفوعين بالأمل. بعدها، سيكتشفون أن السكينة التي رأوها على "إنستاغرام" ليست موجودة، ما يدفعهم إلى الانضمام إلى قوافل المهاجرين لأسباب اقتصادية بحثاً عن حياة أفضل. ويكون لهؤلاء المهاجرين مطالب جديدة في الدول التي يصلون إليها، ما يقوّض فرص التسامح.
بالنسبة لي، يجب على الجنس البشري العمل معاً. نواجه تحديات بيئية رهيبة: تغير المناخ والإنتاج الغذائي والزيادة السكانية وهلاك بعض الأجناس الأخرى والأمراض الوبائية وتحمّض المحيطات. هذه العوامل مجتمعة هي تذكير بأننا في أخطر لحظة في ما يتعلق بتطور البشرية. في الوقت الحالي، نملك التكنولوجيا اللازمة لتدمير الكوكب الذي نعيش عليه، من دون أن نملك القدرة على النجاة. ربّما يكون لنا مستعمرات بشرية وسط النجوم بعد مئات السنين. لكن في الوقت الحالي، ليس لدينا سوى كوكب واحد، ونحن في حاجة إلى العمل معاً لحمايته.
وفي سبيل تحقيق ذلك، نحتاج إلى كسر وليس بناء الحواجز بين الدول، وداخل كل دولة. وإذا أردنا القيام بذلك، يتوجّب على قادة الدول الاعتراف بالفشل، بل إنّهم فشلوا في أشياء كثيرة. وفي ظلّ تركّز الموارد في أيدي قلّة، يجب أن نتعلّم المشاركة أكثر من أي وقت مضى.
وفي ظلّ انقراض صناعات ووظائف بأكملها، علينا مساعدة الناس على الانخراط في العالم الجديد ودعمهم مالياً في هذه الأثناء. وفي حال كانت المجتمعات عاجزة عن التعامل مع مستويات الهجرة الحالية، يجب القيام بالمزيد بهدف تشجيع التنمية العالمية. هذه هي الطريقة الوحيدة التي قد تشجع الملايين المهاجرة على البقاء في بلادهم.
يمكننا أن نفعل ذلك. أنا متفائل جداً بأبناء جنسي. إلّا أن ذلك يتطلّب من النخب، من لندن إلى جامعة هارفارد، ومن كامبريدج إلى هوليوود، تعلّم الدروس من العام الماضي، والأهم من ذلك، تعلّم التواضع.
(العربي الجديد)
اقــرأ أيضاً
ما يهمّ الآن، بعيداً عن خيارات الناخبين في كلّ من بريطانيا وأميركا، هو كيفية تفاعل النخب. هل يجب علينا في المقابل رفض هذه الأصوات، ومحاولة الالتفاف عليها أو تقييد الخيارات التي يمثلونها؟ أعتقد أن هذا سيكون خطأ فادحاً.
سيحصل أن ينزح الفقراء من الريف إلى المدن مدفوعين بالأمل. بعدها، سيكتشفون أن السكينة التي رأوها على "إنستاغرام" ليست موجودة، ما يدفعهم إلى الانضمام إلى قوافل المهاجرين لأسباب اقتصادية بحثاً عن حياة أفضل. ويكون لهؤلاء المهاجرين مطالب جديدة في الدول التي يصلون إليها، ما يقوّض فرص التسامح.
بالنسبة لي، يجب على الجنس البشري العمل معاً. نواجه تحديات بيئية رهيبة: تغير المناخ والإنتاج الغذائي والزيادة السكانية وهلاك بعض الأجناس الأخرى والأمراض الوبائية وتحمّض المحيطات. هذه العوامل مجتمعة هي تذكير بأننا في أخطر لحظة في ما يتعلق بتطور البشرية. في الوقت الحالي، نملك التكنولوجيا اللازمة لتدمير الكوكب الذي نعيش عليه، من دون أن نملك القدرة على النجاة. ربّما يكون لنا مستعمرات بشرية وسط النجوم بعد مئات السنين. لكن في الوقت الحالي، ليس لدينا سوى كوكب واحد، ونحن في حاجة إلى العمل معاً لحمايته.
وفي سبيل تحقيق ذلك، نحتاج إلى كسر وليس بناء الحواجز بين الدول، وداخل كل دولة. وإذا أردنا القيام بذلك، يتوجّب على قادة الدول الاعتراف بالفشل، بل إنّهم فشلوا في أشياء كثيرة. وفي ظلّ تركّز الموارد في أيدي قلّة، يجب أن نتعلّم المشاركة أكثر من أي وقت مضى.
وفي ظلّ انقراض صناعات ووظائف بأكملها، علينا مساعدة الناس على الانخراط في العالم الجديد ودعمهم مالياً في هذه الأثناء. وفي حال كانت المجتمعات عاجزة عن التعامل مع مستويات الهجرة الحالية، يجب القيام بالمزيد بهدف تشجيع التنمية العالمية. هذه هي الطريقة الوحيدة التي قد تشجع الملايين المهاجرة على البقاء في بلادهم.
يمكننا أن نفعل ذلك. أنا متفائل جداً بأبناء جنسي. إلّا أن ذلك يتطلّب من النخب، من لندن إلى جامعة هارفارد، ومن كامبريدج إلى هوليوود، تعلّم الدروس من العام الماضي، والأهم من ذلك، تعلّم التواضع.
(العربي الجديد)