عندما يعاني الطفل الرضيع من مشاكل في التواصل الاجتماعي، وفي التفاعل مع العناصر من حوله، ومن حركات تكراريّة، لا بدّ من أن ينقل الوالدان ذلك إلى طبيب الأطفال الذي يهتمّ بصحته. وفي حال شكّ الطبيب في احتمال معاناة الصغير من التوحّد، تكون مهمّته توجيههما إلى طبيب متخصّص في الأمراض النفسيّة والعقليّة.
بعد التشخيص، الذي غالباً ما يتأكد ابتداءً من عام الطفل الثاني، تبدأ مرحلة العلاج التي يشارك فيها الطبيب نفسه إلى جانب اختصاصيين في العلاج النفسيّ وعلاج النطق والعلاج النفسيّ الحركيّ والعلاج الانشغاليّ أو الوظيفيّ.
تجدر الإشارة إلى أنّه في سبيل تقدّم المتخصّصين في العلاج ونجاحه (مع التأكيد على أنّ العلاج لا يشفي من الاضطراب)، لا بدّ من مساهمة من قبل الوالدَين. ولعلّ تقبّلهما لحالة طفلهما في البداية، هو الأساس. قلق الوالدَين وأساهما وارتباكهما ومخاوفهما، مشاعر تؤثّر سلباً على تطوّر علاج صغيرهما. لذا قد يكون من المفيد جداً، متابعة حالتهما النفسيّة أيضاً، ومساعدتهما على تقبّل ذلك الاضطراب الذي ما زال يشغل أهل الاختصاص.
وتقبّل الوالدَين لحالة صغيرهما لن يساهم فقط في علاجه، إنّما من شأنه أيضاً أن يساعد المجتمع على تقبّله، هذا المجتمع الذي لا يتوانى عن وصم كلّ من هو مختلف.
تحت عنوان "التوحّد وخطة عام 2030: الإدماج وتنوّع النظام العصبي"، يأتي اليوم العالمي للتوعية حول التوحّد - 2016. ويركّز على "أهداف التنمية المستدامة الجديدة والآثار التي تترتب عليها في ما يتعلق بتحسين حياة الأشخاص المصابين بالتوحّد".